سبورناظور : مراسلة
“نحن الأبطال للمرة الخامسة”.. هكذا هتف لاعبو إشبيلية الإسباني عقب تتويجهم ليلة أمس بلقب دوري أوروبا على حساب ليفربول الإنجليزي بعد الفوز عليهم في المباراة النهائية بمدينة بازل السويسرية بثلاثة أهداف لواحد على ملعب سانت جاكوب بارك.
ورغم تقدم “الريدز” بهدف رائع لدانيل ستوريدج في شوط أول مذهل لأبناء يورجن كلوب، تبدل الحال في الشوط الثاني الذي استعاد فيه “الأندلسيون” روح الأبطال ليحققوا انتفاضة بطولية سجلوا فيها 3 أهداف عبر الفرنسي كيفن جاميرو والمتألق كوكي (هدفين).
ووسع إشبيلية رقمه القياسي كأكثر الأندية تتويجا بالبطولة الثانية على مستوى الأندية بالقارة العجوز (5 مرات)، وحافظ للعام الثالث تواليا على الكأس التي سبق وتوج بها أيضا في 2006 و2007.
أرقاما عديدة جماعية أو على المستوى الفردي حققها إشبيلية بعد هذا الإنجاز.
فأصبح الفريق الإسباني الأول الذي يتوج بثلاثة ألقاب أوروبية متتالية منذ أن حقق بايرن ميونيخ الأسطوري هذا الأمر في حقبة السبعينيات بسيطرته على بطولة أوروبا لثلاثة مواسم متتالية 1973-1974 و1974-1975 و1975-1976.
وأقرّ مدرب ليفربول، الألماني يورجن كلوب، بأحقية المنافس في الفوز باللقب، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أسفه لعدم احتساب حكم اللقاء ركلتي جزاء لفريقه في الشوط الأول.
من جانبه أكد أوناي إيمري أن فريقه يعشق هذه البطولة وأنه حث اللاعبين على استعادة روح البطل بين شوطي اللقاء وعدم خشية المنافس.
ودخل إيمري تاريخ أوروبا أيضا بعدما أصبح أول مدرب يتوج باللقب 3 مرات متتالية ومع نفس الفريق، والثاني في التاريخ الذي يحرزه 3 مرات بوجه عام بعد جيوفاني تراباتوني الايطالي (1977 (يوفنتوس)-1991 (إنتر ميلانو) -1993 (يوفنتوس).
وتحت قيادته أصبح إشبيلية أكثر فريق يخوض نهائيات في أوروبا خلال القرن الحادي والعشرين (9 نهائيات)، مقابل 8 لمواطنه برشلونة.
وحقيقة أن الفريق الأندلسي لم يفز سوى بأربعة ألقاب في تاريخه حتى 2005 (الليجا مرة والكأس المحلي 3 مرات)، لكنه تطور بشكل كبير منذ ذلك الحين دوري أوروبا 5 مرات والسوبر الأوروبي مرة وكأس الملك مرتين والسوبر الإسباني مرة.
وأمام إشبيلية الفرصة لإضافة 3 ألقاب أخرى إلى رصيده قبل انطلاق الموسم الجديد، حيث سيخوض نهائي كأس الملك ضد برشلونة يوم الأحد، وكأس السوبر الإسبانية، إضافة لكأس السوبر الأوروبية.
كما أن الفريق الذي أنهى الليجا في الترتيب السابع سيضمن التأهل لدوري الأبطال الأوروبي، لتشارك إسبانيا للموسم الثاني تواليا بخمسة فرق في التشامبيونزليج.
وارتقى إشبيلية كذلك للترتيب الثالث في تصنيف أكثر الأندية الإسبانية تتويجا بألقاب أوروبية (6 ألقاب)، خلف برشلونة (17 لقبا) وريال مدريد (14 لقبا)، حيث يتقاسم هذا الترتيب مع فالنسيا (6)، بينما يأتي خلفه أتلتيكو مدريد (5).
بينما توج قائد الفريق الإسباني، خوسيه أنطونيو رييس، الذي سيكمل في سبتمبر / أيلول المقبل عامه الـ33 ، بلقبه الخامس في دوري أوروبا، بعد مواسم 2009-2010 و2011-2012 مع أتلتيكو مدريد، إضافة للألقاب الثلاثة الأخيرة مع إشبيلية.
ويأتي رييس ثانيا في ترتيب اللاعبين الاكثر تتويجا بالكؤوس الأوروبية، خلف الإسباني فرانسيسكو خينتو والإنجليزي راي كليمينس (6 ألقاب).
وفاز خينتو بكأس أوروبا (المسمى القديم للتشامبيونزليج) 6 مرات مع ريال مدريد في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بينما أحرز كليمينس كأس أوروبا مع ليفربول 3 مرات وكأس اليويفا (المسمى القديم لدوري أوروبا) مرتين، إضافة لكأس ايلويفا مرة ثالثة مع توتنهام، في السبعينيات والثمانينيات.
كما سمح تتويج إشبيلية باللقب لإسبانيا بالسيطرة على بطولات أوروبا للموسم الثالث تواليا، والذي سيكون فيه كأس السوبر الأوروبية إسبانية خالصة.
فقد أحرز ريال مدريد الكأس العاشرة للتشامبيونزليج في الموسم قبل الماضي، بينما توج برشلونة بدوري الأبطال الموسم الماضي، وسيخوض الملكي نهائي نفس البطولة هذا الموسم أمام غريمه العاصمي أتلتيكو مدريد.
وبهذا الشكل تعد إسبانيا أول بلد أوروبي يتوج بـ11 بطولة دولية متتالية منذ دوري الأبطال 2013-2014 وحتى كأس السوبر 2016.
وخلال العقد الأخير، توجت إيطاليا وإنجلترا بثلاثة ألقاب أوروبية، مقابل لقبين لألمانيا وروسيا ولقب وحيد لكل من البرتغال وأوكرانيا، لكن إسبانيا كانت بعيدة عن كل هؤلاء وانفردت بالصدارة في عدد الألقاب بالقارة العجوز منذ 2005 (19 لقبا).
وعززت إسبانيا انفرادها بلقب الأكثر تتويجا ببطولات أوروبية في القارة العجوز على مستوى الأندية (50 لقبا)، تليها إيطاليا وإنجلترا بفارق بعيد (38 لقبا)، ثم ألمانيا (19 لقبا).
وفي المقابل يعد هذا خامس نهائي على التوالي يخسره المدرب الألماني يورجن كلوب، والثاني منذ وصوله لآنفيلد في أكتوبر / تشرين أول من العام الماضي.
ففي 28 فبراير/شباط الماضي سقط “الريدز” بركلات الترجيح أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس الرابطة (كابيتال وان) على ملعب ويمبلي.
وقبلها كان كلوب قد خسر 3 نهائيات مع فريقه الألماني السابق بوروسيا دورتموند، منها كأسين لألمانيا في موسمي 2013-2014 أمام بايرن ميونيخ (0-2) و2014-2015 أمام فولفسبورج (1-3).
كما خسر المدير الفني نهائي دوري الأبطال في موسم 2012-2013 أمام الفريق البافاري على ملعب ويمبلي 1-2.
وبهذه الخسارة، لم يفز الإنجليز سوى في 7 نهائيات على فرق إسبانية، مقابل هيمنة لأبناء شبه الجزيرة الآيبيرية بـ12 انتصارا ولقبا.
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]