القرية الرياضية بطنجة.. جوهرة البنيات التحتية الرياضية على بوابة كأس إفريقيا وكأس العالم
سبور ناظور – ايمن الملالي
في قلب القسم الجنوبي لمدينة طنجة، وعلى مساحة شاسعة تناهز 74 هكتارًا، تتربع “القرية الرياضية” كمشروع متكامل واستثنائي يعكس الدينامية الكبرى التي تشهدها جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في مجال البنيات التحتية الرياضية. ويُعد هذا الصرح، الذي تشرف على تسييره الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، أحد أبرز الإنجازات التي تترجم العناية الملكية الخاصة بالرياضة والرياضيين.
القرية ليست مجرد منشأة رياضية، بل فضاءٌ مفتوح يُدمج الرياضة في الحياة اليومية للسكان، عبر مرافق متنوعة ومساحات خضراء، تشكّل متنفسًا لممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وتجذب مختلف الفئات العمرية.
منشآت رياضية بمعايير دولية
تضم القرية الرياضية بطنجة مجموعة واسعة من المنشآت المتخصصة، من بينها ملاعب لكرة القدم، قاعات رياضية مغطاة، مسابح بمواصفات أولمبية، ومرافق لرياضات فردية وجماعية، كلها مجهزة بأحدث المعايير الدولية.
وأكدت بثينة الخياري، المسؤولة الجهوية بشركة “سونارجيس”، أن المشروع يندرج ضمن سياسة جلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى تطوير البنية الرياضية الوطنية، معتبرة أن قرية طنجة تُعد من بين أكبر المشاريع من نوعها في المغرب، بل وفي القارة الإفريقية.
دعم كبير لنهائيات “كان 2025” و”مونديال 2030”
في ظل الأشغال الجارية لتأهيل الملعب الكبير بطنجة تحضيرًا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تأتي القرية الرياضية لتكمّل البنية التحتية المرتبطة بهذه التظاهرات. وتتوفر على ملاعب بتجهيزات مطابقة لمواصفات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقاعة مغطاة لكرة القدم داخل القاعة بأرضية خشبية ومستودعات مجهزة.
كما تعرف الأشغال في القاعة متعددة الرياضات (أرينا) مراحلها الأخيرة، بطاقة استيعابية تفوق 4700 مقعد، ما سيمكن من تنظيم منافسات دولية في كرة السلة واليد والطائرة.
مسبح أولمبي ومرافق للتنس والكرة الحديدية
القرية تضم مسبحًا أولمبيًا بـ10 مسارات ومدرجات تفوق 3000 مقعد، إلى جانب مسبح نصف أولمبي خاص بالغطس والسباحة الإيقاعية وكرة الماء. أما رياضة التنس، فقد حظيت بمنشآت رفيعة المستوى، تشمل ملعبًا رئيسيًا يتسع لأكثر من 3000 متفرج، و17 ملعبًا تدريبيا، بينها 15 ذات أرضية رملية وملعبان للتنس السريع، فضلاً عن نادٍ مجهز لاستقبال المنافسات.
ولمحبي الكرة الحديدية، تم إنشاء ملعب مغطى بـ8 أرضيات متخصصة، يعكس تطور هذه الرياضة وانتشارها المتزايد في السنوات الأخيرة.
ولوج مفتوح وأثمنة مشجعة
وحسب بثينة الخياري، فإن هذه المنشآت مفتوحة أمام عموم المواطنين طيلة أيام الأسبوع بأثمنة مناسبة، ويشرف عليها طاقم من الأطر الرياضية المتخصصة، بما في ذلك التأطير والتكوين والتنقيب عن المواهب الشابة.
محطة قارية نحو المستقبل
مع اقتراب كأس أمم إفريقيا، تستعد طنجة لتكون إحدى أبرز محطات البطولة، وتستعد القرية الرياضية للعب دور محوري في إنجاح الحدث، ما يعزز مكانتها كمرفق رياضي نموذجي، يواكب رؤية المملكة في أن تكون قطبًا رياضيًا قاريا ودوليا.