الهوية قبل النتيجة: جدل ثقافي يرافق إنجاز المنتخب المغربي
سبور ناظور – متابعة
أثار منع لاعبي المنتخب المغربي من إدخال بعض الرموز الثقافية الوطنية، وعلى رأسها الراية الأمازيغية والطربوش المغربي، موجة استغراب واسعة في صفوف الجماهير المغربية، التي رأت في القرار مساسًا بحرية التعبير عن الهوية داخل تظاهرة رياضية يفترض أن تحتفي بالتنوع الثقافي. الجدل تزايد بعد تداول لقطة تُظهر أحد اللاعبين وهو يحمل تلك الرموز قبل أن يُطلب منه نزعها، ما فتح باب التساؤلات حول معايير المنع، خاصة في ظل السماح بظهور أزياء ورموز ثقافية أخرى داخل نفس الفضاء.
ورغم هذه المعطيات، لم يتأثر الحضور المغربي فوق أرضية الميدان، حيث عبّر المنتخب عن شخصيته من خلال الأداء والانضباط وروح المجموعة، مؤكدًا أن قوة الفريق تُقاس بما يقدمه داخل الملعب لا بما يُفرض خارجه. هذا الإنجاز تجاوز حدود الفوز الرياضي ليحمل دلالة أعمق، مفادها أن التنوع الثقافي يشكل جزءًا أصيلًا من الهوية المغربية، وأن احترام الخصوصيات الثقافية يظل عنصرًا أساسيًا في نجاح أي تظاهرة رياضية.
المغرب، بهويته المتعددة والغنية، قدّم نموذجًا يؤكد أن الانتصارات تُبنى بالإرادة والعمل الجماعي، وأن الرياضة يجب أن تبقى فضاءً للتقارب والتلاقي بين الشعوب، بعيدًا عن أي مظاهر إقصاء أو تمييز، ليظل الميدان هو الحكم الوحيد، والإنجاز هو اللغة الجامعة
الطربوش في الصورة تم سحبه من اللاعبين بعد تدخل اللجنة المنظمة المتكونة منّ القطريين













