رحلة أسينسيو المدهشة من ريال مدريد إلى المنتخب الوطني في 125 يومًا
في بداية شهر نوفمبر 2024، كان أسينسيو لاعبًا يراقبه كارلو أنشيلوتي بعين الحذر. تم استدعاؤه إلى الفريق الأول، لكن فقط كخيار طارئ، لاعب من فريق الكاستيا يمكن الاعتماد عليه في حالة الضرورة القصوى. كانت خطة أنشيلوتي في قلب الدفاع تعتمد على الثنائي روديجير وميليتاو، مع تشواميني كبديل أول في حالة حدوث أي طارئ.
لكن في 9 نوفمبر، عندما زار أوساسونا ملعب سانتياغو بيرنابيو، تغيرت الأمور. كان تشواميني غائبًا بسبب إصابة في الكاحل، وتم استدعاء أسينسيو إلى القائمة. وبعد 30 دقيقة فقط من بداية المباراة، اضطر أسينسيو لدخول الملعب بعد إصابة ميليتاو بتمزق في الرباط الصليبي. وهكذا بدأ رحلته المدهشة التي أوصلته في وقت قصير إلى المنتخب الإسباني.
منذ تلك المباراة الأولى، أثبت أسينسيو أنه مدافع من الطراز الرفيع. حيث أظهر إمكانياته في تقديم تمريرات حاسمة، مثل تلك التي مررها لبيلينغهام لتسجيل الهدف الثاني في المباراة. ومنذ ذلك الحين، عاش أسينسيو تجارب في مباريات صعبة كانت تبدو غير ممكنة في بداية الموسم. ففي الصيف، لم يكن من الواضح ما إذا كان سيظل أساسيًا مع الكاستيا.
وجاءت دعوته إلى المنتخب الوطني بعد أن خاض مباريات عالية المستوى: أنفيلد، مرتين ضد هالاند، واليورو ديربي. في هذه المباريات، أقنع أسينسيو المدرب لويس دي لا فوينتي بمهاراته وقدرته على التكيف مع المواقف الصعبة. وفي مدينة الرياضة في لاس روزاس، تم تقييم سرعته، حيويته، وقدرته على تصحيح المواقف الدفاعية. يعتبره العديد من المحللين ركيزة مهمة في الدفاع، مثلما كان الحال مع اللاعب المخضرم ناتشو.
ومع 38 مباراة مع ريال مدريد، يظهر أسينسيو في المنتخب الإسباني بسرعة لم يشهدها الفريق منذ زمن طويل، بدءًا من راول برافو، الذي لعب أول مباراة له مع المنتخب في بودابست في أغسطس 2002. في الموسم السابق، لعب 20 مباراة مع الفريق تحت إشراف فيسنتي دل بوسكي.
يوم الإثنين المقبل، سيكون أول مرة يلعب فيها أسينسيو مع المنتخب الإسباني في مدينة الرياضة، حيث لم يسبق له أن شارك في أي فئة عمرية للمنتخب الإسباني من قبل.
لقد أثبت أسينسيو، في غضون 125 يومًا فقط، أنه لاعب يمكن الاعتماد عليه في اللحظات الحاسمة، وأنه يمتلك جميع المقومات التي تجعله أحد الأسماء اللامعة في دفاعات المنتخب الإسباني.
