حسن الزحالف/ لكرة القدم الوجدية الحق في أن تبكي حظها المتعثر، وترثي زمنها الراهن، لأن غير ذلك الذي ساد أيامها الزاهية، وحققت فيه المجد والأضواء، وأرخت لحقبة زمنية غاية في الإبهار، وهي تبلغ ما لم تنله معبودة الجميع في فرق وطنية عريقة أخرى، في مدينة لا يعشق أهاليها غير الألقاب والكؤوس والتتويجات.
لن نتوقف عند أول إنجاز لفريق المولودية الوجدية، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1946، في منافسات الكأس، ولن نسهب في الحديث عن لقب البطولة الوطنية الذي انتزعه هذا الهرم الكروي باستحقاق كبير موسم 74-75، ولن نشيد أكثر بإنجازات فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1958، حيث كان له باع طويل في القسم الوطني الثاني بتسميته القديمة، والذي لم يكن يقبل بالضعفاء حسا ومعنى، ولن نثني أكثر على اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الوجدية، لأن هؤلاء دخلوا قلوب العشاق والجماهير دون استئذان، وقدموا النماذج على التفاني في الإخلاص والاحترام لجماهيرهم العاشقة لفن الكرة، ولهؤلاء فقط الحق في التحدث باسم كرة القدم الوجدية، فهم صانعوا مجدها، ومدونو تاريخها بمداد من ذهب، ولا أحد سواهم، هم يستحقون وضعا اعتباريا أفضل مما عليه راهنا، ولن يتبجح مسيرو كرة القدم الوجدية اليوم بأن ظهور هذه الموجة من النجوم، التي أطربت وأبدعت عبر مختلف المراحل التي مرت بها الممارسة الكروية المحلية، بأن ذلك كان وليد الصدفة، ولو كان ذلك صحيحا لسعى “الضالعون” اليوم إلى إيجاد الخلف ومعالجة قضايا حاسمة في بناء الأسس المتينة لممارسة كرة حقيقية، لكنهم فشلوا في وضعها على سكة سفر ملائمة…
كرة القدم الوجدية في حاجة لولادة من جديد، لعهد جديد، بأسلوب جديد، وبسواعد جيل جديد… ومدينة وجدة في أمس الحاجة اليوم إلى مولودية قوية تتنافس على الألقاب، مثلما هي في أمس الحاجة إلى فرق الاتحاد الإسلامي الوجدي والنهضة الوجدية والنجم الوجدي لتتولى مهامها ورسالتها النبيلة والتنموية في الميدان الرياضي، ولرسم لوحات التألق في الأداء وفي موسيقى العروض، ولتعود عصيبة على الكل ومرهبة للخصوم ومربكة للمنافسين…