نادرا ما تجد لاعبا مشهورا يتمتع بهذا الحس الراقي في عكس الخلفية الدينية على سلوكه الرياضي المباشر، هذا اللاعب هو السنغالي ديمبا با مهاجم فريق تشيلسي الانجليزي لكرة القدم والذي يمر بمرحلة صعبة جدا في مشواره العالمي.
ويتعرض ديمبا با لاختبار لم يخضع له مع ناديه السابق نيوكاسل، وأيضا مع منتخب بلاده، ولذلك فإن صموده العجيب حتى الآن يبدو في نظر البعض مستغربا.
النجم الأوحد والهداف الأول لفريقه السابق ومنتخب بلاده يقبع حاليا على مقاعد البدلاء، ولا يبدو أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يعيره أي اهتمام، كما لا يرجح أن يتغير الحال في النصف الثاني من الموسم.
فما الحل إذا؟.. الحل دائما مع ديمبا با هو العودة إلى فطرته السليمة، فهذا اللاعب المسلم قرر تقليب صفحات الذاكرة لينشر على حسابه في “انستغرام” حكمة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والتي قال فيها: “من الصعب عليك أن تكون صبورا، ولكن الخسران الأكبر هو الحرمان من جوائز الصابرين”.
ويعتقد ديمبا با أن الألم سيحصل إن صبرت عليه أو لم تصبر، ولا يمكن لك أن تخرج من المحنة إذا استسلمت للألم سواء كان ماديا أو معنويا ولم تصبر عليه.
وتأتي هذه الخاطرة الفكرية لديمبا با تعليقا على جلوسه بديلا طوال مباراة تشيلسي ضد مانشستر يونايتد في قمة الدوري الانجليزي الممتاز، وما يزيد الأمر صعوبة هو أن الكاميروني العجوز صامويل ايتو والذي جاء على فرضية المهاجم الثالث سجل ثلاثية البلوز (هاتريك)، ويبدو أنه سيحتل الصدارة في قلب مورينيو ويزاحمه عليها الاسباني فرناندو توريس، فيما يتعين على ديمبا با البقاء بعيدا خارج الحسابات حتى إشعار آخر.
ويأتي استشهاد المهاجم السنغالي بحكمة أول الخلفاء الراشدين ضمن مساعيه لتجاوز أزمته التي يعاني منها في صفوف النادي اللندني، كما فعل سابقا عندما تمسك بآيات قرآنية تحرم القمار ورفض ارتداء قميص نيوكاسل الذي تقدمت لرعايته شركة مراهنات.
أعلم أن كثيرين من قراء يوروسبورت عربية لا يفضلون خلط المعتقدات الدينية بالسلوك الرياضي للاعبين أو الأندية التي يشجعونها على حد سواء، غير أن هذه الومضات قد تصنع الفرق بين لاعب وآخر، ذلك أن السكينة الداخلية والاطمئنان النفسي يبعثان على تحمل الظروف الصعبة بمنتهى الثبات، وسرعان ما تنقلب الأحوال.. فما بين طرفة عين وانتباهتها، يغير الله من حال إلى حال..
“لرب نازلة يضيق بها الفتى، ذرعا وعند الله منها المخرج.. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج”.