سبورناظور : سفيان غنو
عند الحديث عن النجاح و التألق يتبادر إلى أذهاننا عديد من المغاربة الذين ولدوا و ترعرعوا في بلدهم الأم و بمجرد ما توفرت لديهم فرصة الهجرة إلى الخارج استطاعوا فرض وجودهم و بصموا على نجاحات أبهرت العالم، بل و يُعتبرون نماذج وأمثلة في التميز يُحتذى بها ونذكر على سبيل المثال لا الحصر أسماء بوجيبار (أول امرأة مغربية وأفريقية تنظم إلى وكالة ناسا) و رشيد اليزمي (عالم ومخترع مغربي في مجال الفيزياء )، بالإضافة إلى العديد من الرياضيين الذين تألقوا في المهجر فمنهم من اختار الدفاع عن قميص بلده الأم ومنهم من اختار تمثيل بلد الإقامة.. وعلى العموم و في كلتا الحالتين فإنهم أبناء هذه الرقعة الجغرافية وجب علينا الإفتخار بهم و تقديرهم.
هذه المقدمة المختصرة ستقودنا إلى طرح السؤال الجوهري : إلى متى تتفطن الدولة و المؤسسات المعنية إلى هؤلاء المتميزين و الموهوبين بالفطرة و توفر لهم ضروف الإجتهاد والنجاح ؟
إننا بصدد الإشارة للاعب الأنيق و المتميز والشاب الخلوق ميمون الحمداوي ضمن فريق الفتح الرياضي الناظوري و أبرز موهبة كروية بإقليم الناظور والجهة الشرقية الذي استطاع تسجيل 7 أهداف مع فريقه FRN الموسم الماضي وحقق نتائج مبهرة ورسم لوحات فنية جميلة على أرضية الملعب رغم كل الإكراهات و تجاهله أحيانا و عدم إقحامه في التشكيلة الرسمية خلال جل المباريات.. وإلاّ فمكانه الحقيقي مع نادي يقدر قيمة الجواهر وليس نادي يتخبط في العشوائية و التسيير ويقبر المواهب.. فالفتح الرياضي الناظوري والهلال الناظوري و جمعية أركمان للريكبي.. وغيرها من النوادي التي تمثل إقليم الناظور على المستوى الوطني ليست مِلكا لأحد و إنما هي ملك للجميع وعلى الكل الإلتفاف حول هذه النوادي ودعمها، وبالمثل على المكاتب المسيرة المشرفة على هذه النوادي التفكير خارج الصندوق والإنفتاح على محيطها والبحث عن الشركاء وعقد الشراكات و الرفع من سقف الطموح و الأهداف، فهل يُعقل أن الناظور الكبير بتاريخ نواديه (الفتح والهلال) و ما يقدمه من أبطال يمثلون المغرب في المحافل الدولية و لاعبين يحملون قميص المنتخب المغربي.. لا يتوفر على ملعب بمواصفات دولية لكرة القدم على غرار الرباط وفاس و طنجة؟
ميمون الحمداوي موهوب بالفطرة، ازداد و ترعرع بقرية أركمان، عاش طفولته كباقي أطفال القرية، إلا أن حبه و تعلقه بكرة القدم جعل من والده الشغوف بالرياضة يوليه إهتماما خاصا.. لتكون بداية المشوار مع فئات جمعية شباب الكندي، وفي مدرسة الكندي وفي سن مبكرة جدا صقل ميمون موهبته لينتقل بعد ذلك إلى نادي مارشيكا أركمان ومن ثم نهضة بركان وحسنية لازاري وقد ساهم في صعود هذا الأخير إلى قسم الهواة.. كما ساهم في بقاء فريقه الحالي الفتح الرياضي الناظور في القسم الممتاز هواة (القسم الثالث احترافي).
لست خبيرا في الشأن الرياضي، لكن لا يختلف إثنان على أن لامين يامال (16 سنة) و ميمون حمداوي (20 سنة) وجهان لعملة واحدة، حيث التشابه في كل شئ، انطلاقا من فيزيولوجيا اللاعب مرورا بالمهارات والتقنيات وصولا إلى طريقة اللعب و إرباك الخصم و إحداث تغيير مفاجئ بمجرد الدخول إلى رقعة الملعب.. بل أن ميمون الحمداوي يتفوق على لامين يامال في التجربة واللياقة البدنية والسرعة.. الفرق أن الأول إبن الهامش و يحاول رغم الضروف بإمكانياته البسيطة الصمود و الإجتهاد لتحقيق حلمه أما الثاني فقد توفرت له كل الإمكانيات والضروف ليبرز نجما ساطعا في صفوف البلوغرانا.
قف على ناصية الحلم و قاتلْ فَلَكَ الأجراسُ ما زالت تدُقُّ ولك الساعة ما زالت تدُقُ.