لامين يامال.. لماذا اختار إسبانيا ورفض تمثيل المغرب؟
سبور ناظور – محمد بنعمر
لم يتردد لامين يامال، نجم برشلونة الشاب، ولو لحظة في اختيار تمثيل المنتخب الإسباني، رغم المحاولات المتكررة من الجانب المغربي لإقناعه بارتداء قميص “أسود الأطلس”، والتي رافقتها موجة من الشائعات حول إمكانية اختياره اللعب لبلده الأصلي.
وكشف ألبرت لوك، المدير الرياضي السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، عن كواليس هذا القرار الحاسم، مؤكدا أن كلمات يامال قطعت الشك باليقين لدى المسؤولين الإسبان. وقال لوك في تصريحات إعلامية إن أهم خطوة قام بها الاتحاد الإسباني لضمان التزام اللاعب كانت التواصل المباشر مع محيطه العائلي، وتحديدا والدته.
وأشار لوك إلى أن والدة يامال طرحت سؤالا صريحا على القائمين في الاتحاد الإسباني: “هل ترون أن ابني جاهز للمنتخب الأول، أم تريدونه فقط كي لا يلعب للمغرب؟” فجاء الرد واضحًا: “هو جاهز تمامًا، وناضج بما يكفي لحمل القميص الوطني.”
وأضاف المسؤول الإسباني أن يامال نضج بشكل سريع بفضل تكوينه في أكاديمية “لا ماسيا”، التي وصفها بـ”المنجم الذهبي للمنتخب”، مؤكدا أن أسلوب برشلونة المتناسق في اللعب والاعتماد على الكرة الهجومية ساهم في صقل موهبة اللاعب بشكل لافت.
وأكد لوك أن استدعاء يامال إلى المنتخب الأول لم يكن قرارا انفعالياً، بل تتويجًا لعمل طويل في الفئات السنية الإسبانية، حيث قال: “كنا ندرك أننا نؤسس للمستقبل، حتى لو خسرنا البطولات، الأهم كان أن نربح لاعبين يفهمون كرة القدم ويُتقنونها.”
من جهته، أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، في حوار مع صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن المغرب حاول بالفعل إقناع يامال، وقال: “التقينا بوالديه، وقدمنا لهم تصورنا الرياضي، لكن لامين كان قد حسم قراره مسبقًا.” وأضاف: “يفصل بين المغرب وإسبانيا 14 كيلومترًا فقط، والروابط الثقافية والبشرية بين البلدين طبيعية، لذا من المتوقع أن تحدث مثل هذه التداخلات.”
وشدد لقجع على ضرورة احترام اختيارات اللاعبين، مهما كانت وجهتهم، موضحًا أن “الأهم هو العمل القاعدي وتأطير المواهب بالشكل السليم، سواء اختار اللاعب المغرب أو غيره”، وختم بالقول: “نحترم لامين يامال كما نحترم إبراهيم دياز، فالمهم أن نخدم كرة القدم ونرتقي بالشباب.”
قرار يامال يُعد ضربة رمزية للمشروع المغربي، لكنه في الوقت نفسه يعكس حجم المنافسة بين الدول على المواهب من أصول متعددة، في عالم كروي لم يعد يعترف بالحدود إلا في لحظة الاختيار.