متى تنتهي صلاحية برشلونة؟!

30 مايو 2011
متى تنتهي صلاحية برشلونة؟!

الهيمنة الكتالونية على كرة القدم في أوروبا لن تدوم للأبد والشيخوخة شرٌ لا بد منه لأي جيل من اللاعبين.. فمتى تنفد إبداعات أبناء المدير الفني جوسيب غوارديولا؟


قال أسطورة كرة القدم الإيطالية ومدافع ميلان السابق فرانكو باريزي إن كل من يُمارس لعبة كرة القدم حالياً عليه الانتظار حتى يشيخ لاعبو الجيل الحالي في برشلونة الإسباني، إذا كان يُفكر في الهيمنة على عالم اللعبة.

وكلام لاعب الـ”أتزوري” السابق يعني في مجمله أن هذا الجيل من اللاعبين “الخارقين” سيظل مسيطراً على كرة القدم في أوروبا طالما بقيت لدى لاعبيه قدرة على العطاء وبذل الجهد في الملعب.

لم يأتِ هذا الكلام من فراغ، إنما المتابع للفريق الكتالوني على مدار السنوات القليلة الماضية، يجد أنه حصد خمسة من آخر ثمانية ألقاب للدوري المحلي، وثلاثة من آخر ستة ألقاب بدوري أبطال أوروبا، وهما البطولتان الأقوى من بين البطولات التي يُشارك بها الفريق.

وأثار تصريح باريزي تساؤلات متعددة في أذهان عشاق الـ”بلوغرانا” الذي توّج موسمه الرائع بلقب دوري أبطال أوروبا السبت، عندما هزم مانشستر يونايتد بطل إنكلترا في المباراة النهائية 3-1.

 

أفراح.. وتساؤلات

ووسط موجة الأفراح العارمة التي تجتاح كتالونيا حالياً، يتوقف البعض للحظات ليسأل نفسه: متى تنتهي هذه الظاهرة الكروية المذهلة المسماه برشلونة؟ متى يتوقف مد “تسونامي” الكتالوني الرهيب الذي يجتاح كل ما يُواجهه؟ متى تنتهي صلاحية الجيل الحالي من اللاعبين الذين يُسعدون جماهيرهم كل موسم بأداءٍ مبهر قبل النتائج الرائعة؟

هناك من يعتقد أن برشلونة يعتمد كلياً وجزئياً على أفضل لاعب في العالم، وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهناك من يُؤمن أن الجماعية هي سمة الأداء المميز والنتائج الإيجابية والأهداف الوفيرة التي يُسجلها الفريق، وهي التي تطبع عليه علامة الجودة الكروية، وتُعطيه شهادة “الأيزو” في عالم الساحرة المستديرة.

أصحاب الرأي الأول، وهم أقلية ورأيهم بعيد قليلاً عن الصواب، هم الأكثر تفاؤلاً بأن برشلونة سيكون أمامه عشر سنواتٍ أخرى على الأقل من الانتصارات والبطولات، قد يجني بها الدوري المحلي ست أو سبع مرات، ودوري أبطال أوروبا خمس مرات، بالنظر إلى أن ميسي لم يتجاوز بعد عامه الرابع والعشرين، وأن أمامه ما يقترب – يزيد أو يقل – من عقدٍ من العطاء.

 

متى تنتهي الإمبراطورية؟

أما أصحاب الرأي الثاني فهم من يتحلون أكثر بالواقعية، ويحتفلون ملء قلوبهم بالانتصارات الحالية لأنهم ينتظرون – عاجلاً أم آجلاً – نهاية تلك الإمبراطورية الكروية التي لا تغيب عنها شمس البطولات.

دعونا نحسبها بالورقة والقلم، ونرصد عن طريق أعمار تشكيلة الـ”بارسا” الأساسية إلى جانب اللاعبين معتادي المشاركة، كم من السنوات يُمكنهم أن يُعطوا بنفس مستوياتهم الحالية فنياً وبدنياً وخططياً.

 

فيكتور فالديز (29 عاماً)، داني ألفيس (28 عاماً)، جيرارد بيكيه (24 عاماً)، كارليس بويول (33 عاماً)، إيريك أبيدال (31 عاماً)، تشابي هيرنانديز (31 عاماً)، أندريس إنييستا (27 عاماً)، خافيير ماسكيرانو (26 عاماً)، سيدو كيتا (31 عاماً)، سيرجيو بوسكيتس (22 عاماً)، بيدرو رودريغيز (23 عاماً)، ليونيل ميسي (23 عاماً)، دافيد فيا (29 عاماً)، إبراهيم أفيلاي (25 عاماً).

4 – 6 – 4

14 لاعباً هم من ظهروا بمباراة مانشستر يونايتد سواءً أساسيين أو احتياطيين ودفع بهم المدير الفني جوسيب غوارديولا، وهم القوام الرئيس لتشكيلة برشلونة على مدار الموسم المنقضي، مع القابلية للإضافة في بعض الظروف، واللاعبون الـ 14 – كما يتضح – منهم أربعة تخطوا حاجز الثلاثين عاماً، وستة مابين الخامسة والعشرين والثلاثين، وأربعة دون الخامسة والعشرين.

بالحسابات النظرية لن يكون بإمكان الرباعي الأول (بويول- أبيدال- كيتا- تشابي) اللعب لأكثر من موسمين أو ثلاثة مواسم مع الاحتفاظ بكامل لياقتهم البدنية التي يتمتعون بها حالياً، أو على الأقل لن يتمكنوا من اللعب لمدة 90 دقيقة كما هو حالهم الآن، وبالتالي يجب البحث فوراً عن بدلاءٍ على نفس شاكلتهم.

السداسي الثاني (فالديز- ألفيس- إنييستا- ماسكيرانو- فيا- أفيلاي) أمرهم لا يبدو مقلقاً في حال بقائهم في “كامب نو”، وإن كان فالديز وفيا قريبان من الرباعي الأول فلا قلق على فالديز لأن العمر الافتراضي لحارس المرمى يزيد على نظيره بباقي المراكز بحوالي من ثلاث إلى خمس سنوات، في حين يبقى استمرار قلب الهجوم الدولي في عطاءاته داخل المستطيل الأخضر بنفس المستوى محل شك.

أما الرباعي الأخير (بيكيه- بوسكيتس- بيدرو- ميسي) فهو أمل الفريق الكتالوني على مدار السنوات العشر المقبلة، وهو نواة الفريق خلال العقد المقبل إضافةً إلى من سيتم تصعيده من فريق الشباب أو التعاقد معه من فريقٍ آخر.

وهنا تبرز أسئلة أخرى يجب أن يبحث “بيب” لها عن إجابات: هل هناك لاعبون بإمكانهم سد الفراغ الذي قد يتركه واحد من تلك التشكيلة؟ وكم من الوقت يحتاجها لاعب لكي يتشرب تلك الطريقة السحرية التي يُؤدي بها برشلونة؟ هل تنحصر البطولات بين قدميْ ميسي وحده؟ وهل هو قادرٌ بمفرده على تحديد مسار الفريق على خط البطولات؟

كل الطرق تُؤدي إلى نتيجةٍ واحدة بالتأكيد، مفادها أن الأفراح الكتالونية لن تدوم للأبد، وأن عامل السن سيضع بصمته على الأداء المبهر لبرشلونة، الذي يُقدّم الآن كرة قدم لم نعرفها أو نسمع عنها من قبل، والسنوات القليلة المقبلة ستكشف تلك الحقائق بشكلٍ أكثر تفصيلاً.

من مهند الشناوي

 

الاخبار العاجلة