بقلم: الصحفي محمد تلاغي
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع.
اختلط الحابل بالنابل، انتقدنا بقوة عدم فوز أشرف حكيمي بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية، وألقينا اللوم على رئيس الكاف ومسؤولينا، واعتبرنا المغرب هو من صنع الحلوى التي تم توزيعها على الآخرين، وأخذنا منها الفتات، وطالبناهم بأخذ حفلاتهم المتسخة بعيدا عنا.
لكن لسنا بلداء حتى نترك العقارب تخرج من جحورها وتطلق سمومها يمينا ويسارا ،قلتها سابقا: لا يتركوننا حتى نعطي تقييما لأنفسنا وننتقد ذاتنا، من حقنا أن نغضب من عدم فوز حكيمي سواء على الكاف أو على مسؤولينا، لكن أن يختلط الحابل بالنابل وتحول انتقاداتنا إلى وسيلة لضرب ممثل بلادنا على المستوى القاري والدولي، فقط لأن الرجاء والوداد تعيش مشاكلها الداخلية أو لم تحقق أهدافها هذا الموسم، فهذا غير مقبول.
ما يقوم به لقجع هو مشروع دولة، ومن يعتبر نفسه قويا فليرفع سقف النقاش، في نفس اليوم الذي أغضبنا فيه فوز لقمان، فاز المغرب بتنظيم ثلاث كؤوس إفريقية (صغارا رجالا ونساء) في يوم واحد، وأعلن عن افتتاح مقر جديد للفيفا داخل المغرب.
أتركونا ننتقد بشكل بناء ونقيم أنفسنا، ولا تجعلوا سقطاتنا طريقا لنشر سموم أنديتكم، فكيف تفسرون أن تخرج صفحات تمجد ألقاب الوداد بفضل النصيري “المسجون” وتنكر دور المسؤولين المغاربة؟ أولا، المغرب هو من صنع الحلوى في تلك الفترة، وما علاقة جوائز الكاف أصلا بسعيد الناصيري والوداد؟
أبكاني عدم فوز ذلك الفتى اللطيف بجوائز الكاف، وانتقدت الأمر بقوة، لكن لن أكون بليدا حتى أسمح لكم بنشر سمومكم على حسابي وعلى كتاباتي، فقط لأن لقجع، صنع من نهضة بركان إسما في قمة الكرة المغربية والإفريقية.
ومن يقول العكس، أقول له: قبل حقبة فوزي لقجع، كان اسم المغرب لا يذكر في جوائز الكاف، مثل ما يحدث حاليا للجزائر، وكان المغرب لا يملك حتى بوابا في مقر الكاف، ولا أتذكر حتى زيارة رئيس للفيفا إلى المغرب سابقا.
الدولة المغربية قوية برجالاتها على مستوى الفيفا والكاف، وتشارك في اللعبة سياسيا ورياضيا، وهي من القوى التي تصنع الحلوى وتشرف على تقسيمها، قد نغضب لعدم حصولنا على “الوزيعة” في وقتها، لكننا سنبقى ندعمها وندعم بلادنا الحبيبة إلى غاية المونديال وما بعده، ولن نسمح أن تتحول انتقاداتنا البناءة إلى فرصة لضرب المنجزات الوطنية أو التشكيك في مسار رياضي ناجح.
الدولة المغربية قوية بمشاريعها ورجالاتها، وما يقوم به المغرب اليوم هو نموذج يُحتذى به. إذا كان هناك من يريد الانتقاد، فليوجه سهامه إلى المشروع ككل وليقدم بديلا واقعيا، أما فوزي لقجع فهو مجرد منفذ لتوجه رياضي أصبح نموذجا للقارة بأكملها.
◃ أو في الستوري 👆🏻