ملعب بنسليمان يدخل مرحلة الحسم: إطلاق صفقة الأشغال الكبرى استعدادًا لمونديال 2030
سبور ناظور – محمد بنعمرو
في خطوة تؤشر على الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي، أطلقت الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بالمغرب، رسميًا، طلب عروض دولي لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تشييد “ملعب الحسن الثاني” بضواحي بنسليمان، الذي يُعد إحدى الركائز الأساسية لملف المغرب المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.
الصفقة الجديدة، التي تحمل رقم LOT N°2، تشمل إنجاز الأشغال الكبرى للملعب، من أساسات وهياكل معدنية صلبة، عزل مائي، أرضيات، أسقف معلقة، إضافة إلى النجارة والطلاء. وقدرت كلفتها بـ3.2 مليارات درهم، مع تحديد آخر أجل لتلقي العروض في 10 يونيو المقبل.
ويأتي إطلاق هذه الصفقة بعد اقتراب انتهاء أشغال الحفر التي كُلّفت بها شركة SGTM في المرحلة الأولى، والتي بلغت قيمتها 356 مليون درهم. ووفق البرنامج الزمني، فإن الأشغال ستستغرق 30 شهرًا من لحظة انطلاقها، ما يتماشى مع الموعد المعلن لتسليم الملعب في دجنبر 2027، حسب تأكيدات فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس اللجنة الوطنية لتنظيم كأس العالم.
مشروع عملاق بمواصفات عالمية
الملعب، الذي سيحمل اسم العاهل الراحل الحسن الثاني، سيبنى على مساحة تناهز 100 هكتار ضمن تراب إقليم بنسليمان، وسيتّسع لـ115 ألف متفرج، مما سيجعله من بين أكبر الملاعب على مستوى العالم من حيث الطاقة الاستيعابية. وسيتخذ شكله الخارجي طابع “الخيمة البيضاء العملاقة”، المستلهمة من تقاليد المواسم المغربية، في إشارة رمزية للثقافة المحلية.
كما سيكون المشروع موصولًا بشبكة طرق سيارة ومواصلات عامة، ويضم قرية ملاعب خضراء ومنشآت ترفيهية ومرافق رياضية حديثة، ما يعزز موقع المغرب كوجهة رائدة في احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى.
شروط صارمة للمنافسة الدولية
وبخصوص معايير التأهل، اشترطت الوكالة على الشركات الدولية المتقدمة أن تقدم أدلة مثبتة على إنجاز ملعب واحد على الأقل بطاقة استيعابية تتجاوز 40 ألف متفرج، إضافة إلى مشروع بنية تحتية كبرى في السنوات العشر الماضية، بقيمة لا تقل عن 6 مليارات درهم، مع استثناء مشاريع السكن من قائمة المؤهلات المقبولة.
يشار إلى أن تصميم هذا الملعب الضخم عهد إلى شركة بريطانية معروفة نالت الصفقة في مارس 2024، وسط حرص مغربي على الالتزام بأعلى معايير الجودة والتكنولوجيا في إنجاز المنشأة.
بهذا، يُفتح باب الأمل واسعًا أمام المغرب لتقديم نسخة مونديالية استثنائية، تؤكد قدرته على تنظيم محفل كروي عالمي، بفضل مشاريع ضخمة مثل ملعب بنسليمان الذي يتقدم بثبات نحو تحقيق حلم الملاعب التاريخية.