سبورناظور : محمد زريوح
يواصل فريق نهضة بركان فرض هيمنته على البطولة الوطنية، مبتعدًا بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، في تأكيد واضح على قوته المطلقة هذا الموسم. الأداء الاستثنائي الذي قدمه الفريق منذ بداية الموسم جعله يغرد خارج السرب، حيث لم يتمكن أي فريق من مجاراة إيقاعه أو منافسته على الصدارة. هذا التفوق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل جاد ومنظم قاده المكتب المسير بحنكة واحترافية، حيث استطاع بناء فريق متكامل قادر على المنافسة على أعلى المستويات.
نجاح نهضة بركان يعود بالدرجة الأولى إلى الاستراتيجية الحكيمة التي انتهجها المكتب المسير، والذي عمل على تعزيز صفوف الفريق بانتدابات مدروسة ساهمت في رفع المستوى الفني والتكتيكي للمجموعة. إلى جانب ذلك، ركزت الإدارة على توفير بيئة احترافية تساعد اللاعبين والطاقم الفني على تقديم أفضل أداء ممكن، مع الحفاظ على استقرار الفريق من الناحية المالية والإدارية. التوازن الذي حققه الفريق على مختلف الأصعدة جعله يقدم عروضًا قوية جعلت منه المرشح الأول لحصد اللقب.
في الوقت الذي كانت فيه الفرق المنافسة تعاني من تذبذب المستوى، حافظ نهضة بركان على ثباته طوال الموسم، حيث حقق سلسلة انتصارات متتالية جعلت خصومه يدخلون في حالة من الضغط النفسي، وهو ما انعكس على أدائهم في المباريات الحاسمة. الفريق لم يواجه منافسة حقيقية على أرض الملعب، بل كانت المعركة الوحيدة التي خاضها هي ضد بعض الحملات الإعلامية التي حاولت التقليل من إنجازاته والتشكيك في نتائجه. لكن الفريق كان له الرد الأمثل، حيث لم ينشغل بهذه المحاولات واستمر في حصد النقاط وتحقيق الانتصارات، مؤكدًا أن كرة القدم تحسم داخل المستطيل الأخضر وليس في العناوين الصحفية.
ما يجعل موسم نهضة بركان استثنائيًا ليس فقط عدد النقاط التي جمعها أو المباريات التي فاز بها، بل الطريقة التي فرض بها نفسه كقوة لا تقهر في البطولة. الفريق أظهر نضجًا تكتيكيًا كبيرًا، حيث جمع بين الصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية، مما جعله قادرًا على حسم المواجهات في الأوقات الحاسمة. الانتصارات التي حققها لم تكن وليدة الحظ، بل جاءت نتيجة عمل جماعي وروح قتالية عالية، وهو ما جعل باقي الفرق تستسلم مبكرًا لحقيقة تفوق الفريق.
مع اقتراب البطولة من مراحلها الأخيرة، بات تتويج نهضة بركان باللقب الأول في تاريخه مسألة وقت فقط. الإنجاز الذي يقترب منه الفريق لم يكن مجرد حلم، بل كان نتيجة مشروع رياضي متكامل نجح في إعادة تشكيل هوية الفريق وتحويله إلى أحد أقوى الأندية في الساحة الوطنية. هذا التتويج المرتقب لن يكون مجرد لقب يضاف إلى خزائن النادي، بل سيكون شهادة على أن العمل الجاد، التخطيط المحكم، والرؤية المستقبلية هي مفاتيح النجاح في كرة القدم.
