في الوقت الذي تتوالى فيه الأفراح من داخل مدينة وجدة و خارجها مباركة الانجاز الكبير لنادي المولودية الوجدية لكرة السلة الذي أنعش الآمال وسط جماهير رياضية محلية افتقدت البسمة و الابتهاج لسنوات عجاف خاصة مع وصول نادي المولودية الوجدية لكرة السلة و لأول مرة في تاريخه لنصف نهاية البطولة الوطنية و أصبح من حقها الحلم بالتتويج و إمكانية المشاركة في منافسات قارية.
بالإضافة إلى ارتفاع أصوات الترحاب التي امتلأت بها قنوات التواصل الاجتماعي مرحبة بالوفود المزمع قدومها إلى هذه المدينة العزيزة على كل أبنائها البررة ابتداء من الأيام الأولى الموالية لعيد الفطر المبارك لحضور انطلاق نهائيات جميع الفئات و الأقسام في كرة السلة الوطنية الذي يعتبر تنظيمها بمدينة وجدة انجازا آخر يحسب لهذا النادي لرئيسه و لمسؤوليه.
و في الوقت الذي مازالت فيه مكونات النادي تتلقى التهاني و التكريمات من هنا و هناك بإيعاز و تشجيع من المجتمع المدني الرياضي و الإعلامي و كل محبي هذه الرياضة الأنيقة بهذه المدينة العتيقة و من مختلف ربوع الوطن كعربون محبة لهذا النادي و تاريخه و مكوناته و لهذه المدينة التي تستحق أفضل بكثير مما يقدم لها، تأكيدا منهم على الدعم اللامشروط من اجل المزيد من التألق و النجاح.
لكن و بالمقابل و يا للأسف ، يتعرض النادي لصفعات متتالية من المجالس المحلية لهذه المدينة التي كان من المفروض ا ن تكون أول المهنئين و اكبر الداعمين لما فيه الخير للرياضة و الاقتصاد بهذه المدينة بهذه المناسبة الجميلة التي لا يمكن أن تتحقق في كل مرة.
فحسب المعلومات الواردة إلينا كان ضحية فشل ذريع لمجالس المدينة و الإقليم و الجهة في تدبير ملفات المنح، فكيف يعقل أن يتم مكافأة هذا الفريق الناجح و القوي وطنيا بأقل من اضعف الفرق في هذه المدينة بل و اضعف الفرق في الجهة الشرقية و للتأكد من ذلك المطلوب من مسؤولي هذه المجالس نشر لائحة المستفيدين و قيمة الدعم و اسم الرئيس حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود.
و لعلم الجمهور الرياضي الكريم و ساكنة المدينة المحترمين فان النادي تلقى هذا الموسم صفعات من بعض مسؤولي المدينة لا مثيل لها في التاريخ و لا يمكن القبول بها. فكيف نفسر أن مجلس الجهة قدم منحة قيمتها 10 مليون سنتيم و هي بالمناسبة قيمة الإقامة و التنقل و مصاريف القاعة و الأمن و الإسعاف للفريق بمدينة مكناس من اجل التباري على مكان بالمربع الذهبي لتشريف المدينة في حين منح فرقا اقل درجة في رياضات مختلفة منحا تفوقها بكثير.
كما تلقى بالأمس فقط صفعة جديدة من المجلس الإقليمي الذي اختار أن يشارك ساكنة المدينة وفي التهاني و التكريمات بطريقة خاصة و شاذة ألا و هي منحة تعتبر اضعف منحة في التاريخ تمنح من مجلس إقليمي إلى فريق في القسم الممتاز في بلادنا و قيمتها 10 مليون سنتيم ستكون كذلك هي الأخرى من نصيب احد الفنادق بمدينة وجدة من اجل إقامة تربص للفريق استعدادا لمقابلات نصف النهاية المزمع إجراؤها في وجدة في الفترة الممتدة على أيام 15-16-17 يوليو 2016 و نترك للقارئ و المتتبع و الرياضي و المسؤولين أنفسهم الحكم و التساؤل هل يوجد ظلم اكبر من هذا أم لا.
كما نترك للمنتخبين بالمدينة الوقت الكافي للجواب على سؤالين بسيطين :
– الأول هو هل يجب على المجالس المنتخبة مسايرة تطلعات الساكنة المحبة للرياضة و تلك التواقة للفرح و الابتهاج و النجاح التي برهنت عن حبها الكبير لهذا النادي و مسؤوليه طيلة المواسم الخمس الاخيرة.
– و الثاني هو هل انتم تعملون وفق منهجية تسمح لكم بدعم و تشجيع من يستحق لأنه يشتغل و يحقق النتائج و يكفي إن كنتم ترغبون في معرفة وضعية اللعبة الأكثر شعبية في العالم بعد كرة القدم في مدينة وجدة، يمكنكم نقر محرك جوجل من اجل الاستمتاع بإحدى مقابلات المولودية الوجدية لكرة السلة في السنوات الخمس الأخيرة لمعرفة عدد و نوع الجمهور الشغوف بهذه الرياضة الجميلة و كذلك معرفة اين تقضي العديد من العائلات الوجدية نهاية اسبوعها في هذه المدينة.
و في الختام نقول لكم إن ساكنة المدينة و رياضييها راضية كل الرضى على هذا النادي و المطلوب منكم مسايرة تطلعاتها من اجل المزيد من تألق هذا النادي العريق و العزيز على جميع أبناء مدينة و نواحيها.
و حتى يتسنى للجميع تحمل مسؤولياته يجب دعم النادي و مساواته مع الأندية الأخرى و إطلاق سراح منحة محترمة تقدر قيمة الفريق و مكانته و تواكب النتائج الجيدة التي يحققها و ذلك في اقرب الآجال لان الجميع يتخوف من امتناع اللاعبين عن اللعب في حالة عدم حصولهم على مستحقاتهم و هو ما سيشكل فضيحة كبرى للمدينة و كل مسؤوليها.
و كم كنا نتمنى أن يظهر احد أبناء المدينة و يقدم منحة خاصة للاعبين من تشجيعهم من اجل بذل المزيد من الجهد لان في نجاحهم نجاح للمدينة و كل مسؤوليها.
و قبل ان ننهي هذا المقال نخبركم ان النادي بحاجة ماسة إلى حوالي 100 مليون سنتيم حتى يتساوى مع الفرق الأخرى بالمدينة و يفك الضائقة المالية التي يعاني منها و تأدية أجور اللاعبين و الطاقم التقني و منح التأهل و المقابلات فرئيس الفريق السيد موسي توفيق قدم ما لم يقدمه احد لهذه الرياضة و قد قيل قديما “اذا كان حبيبك عسل ما تلحسوش كامل”.
أحمد المولودي
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]