أشيربي… من ظلال الألم إلى وهج المجد الأوروبي

7 مايو 2025
أشيربي… من ظلال الألم إلى وهج المجد الأوروبي

أشيربي… من ظلال الألم إلى وهج المجد الأوروبي

سبور ناظور

في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة عشاق إنتر ميلان، كان المسرح ملعب جوزيبي مياتزا، والبطل مدافعًا في السابعة والثلاثين من عمره، اسمه فرانشيسكو أشيربي. بضربة رأس قاتلة، أعاد التوازن في الوقت القاتل أمام برشلونة، فاتحًا بوابة عبور تاريخي نحو نهائي دوري أبطال أوروبا، في مشهد تراجيدي بامتياز.

لكن هذه اللحظة لم تكن إلا قمة جبل الجليد في قصة رجل عاش صراعات لا تُروى داخل الملاعب وخارجها. أشيربي، الذي لم يعرفه جمهور الكرة إلا متأخرًا، مرّ بمسار مليء بالشكوك والعثرات، لم يبدأ بروزه إلا بعد تجاوزه عتبة الثانية والعشرين، بين فرق مغمورة ودوريات الظل.

ثم جاءت المحنة التي كادت تُطفئ شعلة مسيرته قبل أن تشتعل، حين اكتشف إصابته بسرطان الخصيتين مرتين، وفقدانه والده الذي قاده إلى الإدمان. “كنت أبتلع كل شيء، فقدت السيطرة على نفسي”، بهذه الكلمات اختصر سقوطه. لكن تحت رماد الانهيار، اشتعل نور التحدي.

مع ساسولو، استعاد توازنه بعد العلاج، ولم يكتف بالعودة، بل أعاد بناء نفسه كمدافع يُعتمد عليه. تألق مع لاتسيو، ثم أكمل قصته مع إنتر ميلان، حيث نضج مدافعًا لا يهتز في أشد اللحظات.

هدفه أمام برشلونة لم يكن مجرد إنقاذ فريق، بل إعلان انتصار على كل ما حاول كسره. “ركض نحو الكرة كأن شيئًا في داخله يدفعه”، قال سيموني إنزاغي بعد اللقاء، وكأنما اختصر بدوره ملحمة إنسانية قبل أن تكون رياضية.

فرانشيسكو أشيربي لم يعد اسمه يُذكر فقط كلاعب، بل بات رمزًا لصراع الإنسان ضد كل ما يهدده، وتجسيدًا حيًا لعبارة: “الانتصار ليس لمن يملك القوة، بل لمن يرفض الاستسلام”.

الاخبار العاجلة