مراسلة
حاوره / الصديق: محمد أوصابر
بإصرار وثقة في النفس دافع طارق أوطاح عن حظوظه في حمل القميص الوطني،وبصراحة وعفوية فتح طارق أوطاح قلبه لقراء جريدة ” المنتخب”من أجل التعرف على شاب له مؤهلات تقنية وبدنية من أجل منافسة كبار حراس المرمى بالبطولة الاحترافية لنيل شرف حراسة عرين الأسود عاجلا م آجلا.
أوطاح من خلال الحوار الآتي تحدث عن دعوته للمعسكرات التدريبية للمنتخب الوطني سواء الأولمبي أو منتخب الكبار التي أفرحته كثيرا وجعلته مكبلا بمسؤولية التألق مع فريقه شباب الريف الحسيمي الذي انتقل فيه وفي ظرف وجيز من حارس رابع إلى حارس أول كسب رسميته ودق أبواب المنتخب في سن العشرين،فاستوجبت منه هذه الدعوة العض بالنواجد على مكانه ،فمن فريق ينتمي للعصبة إلى فريق بالبطولة الاحترافية وصولا إلى المنتخب الوطني يبقى مسارا محترما لحارس مؤهل قادم في القريب العاجل للدفاع عن ألوان الوطن في المحافل الدولية والقارية،لنتابع الحوار:
المنتخب:تلقيت دعوة أخرى للانضمام للمنتخب الاولمبي بعدما سجلت اسمك ضمنه سابقا،كيف تلقيت ذلك؟
أوطاح:قبل كل شيء لا بد من تقديم الشكر الجزيل لجريدة” المنتخب”التي تفتح صفحاتها لكل الرياضيين،وبالرجوع لسؤالكم فصراحة أعتبر التحاقي بالمنتخب الوطني هو بمثابة حلم تحقق لحمل القميص الوطني بصفة عامة سواء الأولمبي أو منتخب الكبار،وهي في نفس الوقت شرف لي بإتاحة الفرصة لكي أدافع عن ألوان الفريق الوطني والتي لا تتاح للجميع ليقوم بهذا الواجب الوطني تجاه بلده.
المنتخب:بعد تجربة بمعسكر منتخب الكبار خلال الأيام الماضية ومشاركة في دوري دولي بقطر،هل تكونت لديك فكرة عن أجواء المنتخبات؟
أوطاح:بالطبع فلابد أن نستفيد من كل تجربة ونخرج منها بخلاصات ،فالمعسكر الذي خضته رفقة العناصر الوطنية تحت قيادة الناخب الوطني رشيد الطوسي خلصت إلى أنه يجب على كل لاعب أن يكون منضبطا ويحس بالمسؤولية التي تلقى على عاتقه لأن كل المغاربة ينتظرون منه الشيء الكثير،وهذه الخصال لا يمكن أن يتحلى بها اللاعب بين عشية وضحاها أو أن يتصنعها خلال معسكر واحد فقط،بل يجب أن تكون تلك هي صفاته التي اعتادها في حياته عامة وفي حياته الرياضية بشكل خاص،وبخصوص دوري الصداقة فالاحتكاك مع مدارس كروية مختلفة تجعل جعبة تجربتك تمتلئ فسواء لعبت أم كنت قريبا من المحك في كرسي الاحتياط فلابد أن تخرج بإفادات مهمة في حياتك الكروية التي يجب استثمارها مستقبلا استثمارا جيدا للإبقاء على المستوى وتحسينه أكثر فأكثر،لهذا فأنا جد سعيد لهذه التجربة الأولى من نوعها لي،والتي قدمنا خلالها مستوى جيد رغم الهزائم والإقصاء.
المنتخب:ما هي أسباب هذا الإقصاء في رأيك؟
أوطاح:قدم اللاعبون مباريات قوية وأبانوا على مستوى جد محترم،لكن المشكل الذي أثر علينا للخروج من هذا الدوري هو عدم ترجمة الفرص التي حصلنا عليها إلى أهداف وعدم استغلالها بالشكل المطلوب لهز شباك الخصوم،لأن حراسة مرمى منتخبنا في هذه المقابلات كانت في شبه راحة،فلاعبو منتخب إيران سجلوا علينا من ضربة جزاء ، ومنتخب تركيا تمكن من فرصة واحدة أن يهزمنا ،وذات الأمر حصل مع منتخب البلد المضيف قطر،كما أن تعب السفر والإرهاق كان من بين الأسباب المباشرة لهذه الحصيلة التي تحز في أنفسنا كلاعبين قدمنا عروضا جيدة،خلقنا فرصا كثيرة،وصلنا مرمى الخصوم كثيرا لكن العقم الهجومي جعلنا نعود بدون تسجيل أي هدف.
المنتخب:هل هي بداية أوطاح للبقاء ضمن العناصر الأساسية المشكلة للمنتخبات الوطنية؟
أوطاح:بالتأكيد،فلا يمكن أن أفرط في فرصة أتيحت لي لمجاورة المنتخب الوطني،فهذا سيجعلني أكثر إصرارا وجدية والتزاما وإحساسا بالمسؤولية،أتمنى أن أكون من العناصر الأساسية بفضل الاجتهاد في التداريب والمباريات حتى أنال ثقة مدربي المنتخبات الوطنية،بعدما أنالها من طرف مدرب فريقي شباب الريف الحسيمي الذي يعتبر بوابة المنتخب بكل تأكيد،وعبء تمثيله وتمثيل منطقة الريف يبقى عبئا كبيرا على كاهلي.فالحمد لله أنا في بداية مشواري في البطولة الوطنية،وبفضل الله وكل من وضع ثقته في أوطاح،أصبحت أشق طريقي الطويل بثبات بهدف الوصول إلى مبتغاي وملازمة الفريق الوطني.
المنتخب:لمن يرجع الفضل في ظهور حارس متمرس اسمه طارق أوطاح؟
أوطاح:أول مدرب أقحمني في مباراة رسمية منذ البداية هو الإطار الوطني هشام الإدريسي الذي آمن بقدراتي وإمكانياتي فأشركني كحارس رسمي في كلاسيكو الشمال وفي أول مباراة برسم البطولة الاحترافية للموسم الحالي ،كان ذلك أمام الفريق الجار المغرب التطواني التي انتهت متعادلة كما هو معلوم.
المنتخب:كيف استطعت فرض نفسك كحارس رسمي لشباب الريف الحسيمي رغم تواجد حارسين كبيرين يونس الرميلي ونورالدين بلكميري؟
أوطاح:ليس من قبيل الصدفة أن أكون حارسا رسميا لفريق شباب الريف الحسيمي أو أي فريق آخر،بل لابد من الاجتهاد والتضحية،ومن حسن حظي بالإضافة لذلك أنني وجدت مدرب حراس ممتاز لا يبخل علينا في التداريب،كما أن تداريبي رفقة الحارسين الكبيرين الرميلي وبلكميري جعلتني أستفيد منهما الشيء الكثير، وحاليا بعد رحيل بلكميري الذي أتمنى له بالمناسبة حظا موفقا مع فريقه اتحاد طنجة تستمر الاستفادة والتعاون مع زميلي وأخي يونس الرميلي،فالأهم هو الدفاع عن مرمى شباب الريف الحسيمي ويسرني أنني أقوم بهذا الدور بكل تفان وجدية حبا فيه وفي الجماهير العريضة لفارس الريف.
المنتخب:ماذا لو كانت موهبة طارق أوطاح في مدينة لا تتوفر على فريق بالبطولة الاحترافية؟
أوطاح:بالفعل سؤال وجيه يحيلنا للحديث عن المواهب التي تتواجد في كل ربوع المغرب ولا تجد فرصتها بالفرق الوطنية،فلو كنت بمدينة لا يمثلها فريق في البطولة الاحترافية لكان الأمر مختلفا جدا،و لوجدت صعوبات كثيرة في ولوج عالم كرة القدم،أحمد الله أنني ولدت في مدينة لديها فريق ينافس الكبار،وهي مناسبة لتقديم الشكر لمؤسسي الفريق والترحم على من فقدناهم بالدعاء الصالح لهم،ثم الشكر موصول للساهرين على تسييره في الوقت الحالي بطبيعة الحال.
المنتخب:ماذا تنتظر من هذه المعسكرات والمباريات الإعدادية رفقة أسود الأطلس؟
أوطاح:لو لم تكن هناك استفادة لما برمج الطاقم التقني للمنتخب الوطني تجمعات ومعسكرات لأسود الأطلس،فطبيعي أن اللاعب بعد عودته من معسكر تدريبي يكتشف أمورا إيجابية ويعود بحصيلة مهمة،ففي التربصات يحصل التجانس والانسجام بين كل مكونات المنتخب،ثم إن ذلك التجمع هو بمثابة مدرسة يتعلم فيها حديث العهد بالمنتخب من زميله الذي راكم تجارب،والأهم هو أنني أكون قريبا من مدرب الحراس الإطار الوطني سعيد بادو لتوجيهي ومن ثم الثقة في مؤهلاتي عن قرب.وخلاصة القول فهذه المعسكرات كلها إفادة تجعلني أتغير من حسن إلى أحسن.
المنتخب:معسكرات بدون مباريات لحارس حديث العهد بالمنتخب الوطني سواء الأولمبي أو المنتخب الأول هل هذا في صالحك؟
أوطاح:كما قلت قبل قليل الأهم هو ذلك الانسجام الذي يحصل بين عناصر المنتخب سواء اللاعبين أو الطاقم التقني أو الطبي،فهذا أمر لا يمكن الاستهانة به،أضف إلى ذلك الدخول في الأجواء تدريجيا لاكتساب الخبرة والتجربة من حراس متمرسين كالمياغري،ومن لاعبين كبار بالمنتخب الوطني،وفي دوري الصداقة بدولة قطر خضت اول تجربة في مباراة بألوان المنتخب دخلت بها الفريق الوطني من باب المباريات الإعدادية وأتمنى أن تدوم التجربة إلى مشاركات رسمية لتأكيد ما قدمته في هذا الدوري الدولي.
المنتخب:هل أنت جاهز لحمل القميص الوطني في المباريات الدولية في ظل تواجد حراس كبار كالمياغري ،العسكري والزنيتي ..؟
أوطاح:منذ دخولي عالم كرة القدم وحراسة المرمى خصوصا وضعت نصب عيني تحمل كامل المسؤولية رغم جسامتها سواء في الفئات الصغرى لشباب الريف أو فريق الأمل أو الفريق الأول،الحمد لله تكونت لدي فكرة ويمكنني القول بأنني قادر على حمل القميص الوطني،بل أستطيع القول بإنني مع مرور الوقت سأصبح جاهزا لخلافة نادر المياغري بعد اعتزاله ومنافسة كبار الحراس في البطولة الوطنية سواء العسكري أو الزنيتي الذين يعتبران حارسين متمكنين وأكن لهما وللجميع كل الاحترام والتقدير وباقي حراس البطولة الوطنية كالرميلي والكيناني ومحمدينا والقائمة طويلة ودعني أبوح لك بسر فالزنيتي هو حارسي المفضل داخل المغرب كما أتأثر كثيرا بحارس مرمى ريال مدريد كاسياس،ولكن إيماني قوي بأن المنافسة والاجتهاد لا يفسدان للود قضية،فطموحي مشروع ،لي كامل الثقة في مؤهلاتي بأن أحرس عرين المنتخب الوطني بحول الله،لذلك فأنا أجهتد وأضحي من أجل الوصول إلى هذا المبتغى بالصبر طبعا.
المنتخب:عليك حمل ثقيل بأن تكون قدوة لمن خلفك بالحسيمة عموما وبشباب الريف خصوصا،هل أنت واع بذلك؟
أوطاح:بكل تأكيد أعي جسامة هذه المسؤولية الملقاة على عاتقي،وأقدرها كثيرا لذلك أعمل كل ما في وسعي لأنجح وبكل ما أوتيت من قوة ،ما أتمناه هو أن أكون عند حسن ظن متتبعي طارق أوطاح،كما أرجو أن أمثل مدينتي رفقة زميلي عبد الصمد المباركي أحسن تمثيل بالمنتخب الوطني الأول وعماد أمغار بالمنتخب الأولمبي،بعد ذلك سيكون اللاعبون من خلفي مطمئنين لمستقبلهم شريطة أن يتحلوا بالصبر ويجتهدا لإدراك المراد.
المنتخب:دعنا نعود للحديث عن فريقك،كيف تفسر تراجع مستوى شباب الريف الحسيمي والهزائم المتتالية الأخيرة؟
أوطاح:تراجع مستوى فريقنا يرجع لعدة أسباب،لكن السبب الرئيس هو عدم استقرار التشكيلة الرسمية،فبالعودة قليلا للمباريات الأخيرة سوف نرى أن تشكيلة الفريق في كل مباراة تختلف عن التي تليها أو التي سبقتها،وسبب ذلك هو لعنة الإصابات التي يمر منها الفريق منذ بداية البطولة،وإن شاء الله سنعوض ما فاتنا في قادم الدورات وكما هو معلوم فالفرق الكبرى تمرض ولا تموت.
المنتخب:ما رأيك في تعيين مدرب الأمل سعيد الزكري للإشراف على الفريق الأول بعد الانفصال على المدرب مصطفى الدرس؟
أوطاح:الانفصال عن المدربين أمر عاد في بطولتنا،لأنه عندما يحصد أي فريق نتائج سلبية فأول ضحية هو المدرب لكي تتغير الأجواء داخل الفريق،ولأنه من الصعب تغيير 24 لاعبا.أما بخصوص تعيين سعيد الزكري فأنا أعتبره من خيرة الأطر الشابة الذين ينتظرون الفرصة ليبرهن أنه مدرب من أفضل المدربين في الساحة الوطنية لما له من كفاءة وجرأة،فالعام المنصرم كنت برفقته في فريق الأمل الذي احتل المركز الثالث في البطولة الوطنية بعدما كنا في مراكز صعبة.شخصيا أنا معجب بالطريقة التي يشتغل بها،لذلك أراه مدربا مناسبا لشباب الريف،وقرار المكتب قرار صائب جدا.
المنتخب:لك الكلمة بكل حرية على صفحات جريدة “المنتخب”
أوطاح:مرة أخرى شكرا على الاستضافة في جريدتكم المتألقة،ومن هذا المنبر أعد جمهوري العزيز بالمزيد من التألق إن شاء الله،وشكرا للجميع على دعمي كأصغر حارس مرمى في البطولة الاحترافية الحالية.
[xyz-ihs snippet=”GoogleAdsenseArticles”]