“الفتى الذهبي”..”الفتى الشرير”..”الكوبرا” أو “الأمير شيطان المغرب” ، أياًّ كان ما يُلقب به، يظل ابن القنيطرة و البطل العالمي السابق في “الفول كونتاكت” بدر هاري منارة مغربية شامخة أبقت العلم المغربي يرفرف عاليا في كثير من المحافل الدولية رغم نشأته الهولدنية.
مر بدر هاري بمراحل صعبة خلال مشواره الرياضي بسبب عصبيته و سرعة انفعاله، ما حرمه من التنافس على العديد من الألقاب العالمية لاعتدائه على خصومه سواء داخل الحلبة بشكل غير قانوني، أو أثناء المؤتمرات الصحفية التي كان ينازل فيها قبل نزالاته.
ككثير من الأبطال العالميين، و لأن لكل جواد كبوة بل كبوات، خرجت أمور بدر في الآونة الأخيرة عن السيطرة. فرغم استفادته من أخطائه داخل الحلبة و معالجته لنقاط ضعفه و تجنبه ما يكدر عليه صفو نزالاته، إلا أن بدر هاري لم يكن بذات المستوى من برودة الأعصاب في الشارع الهولندي، إذ سرعان مع أطلق عنان غضبه مرة أخرى على رجل أعمال هولندي متسببا له في إعاقة دائمة، الأمر الذي حول مسار سكة بدر إلى السجن بدل النجومية.
أيام قليلة بعد الاعتداء، يسلم بدر نفسه للسلطات الهولندية لمحاكمته، إلا أن قلوب القضاة وفق الإخباريات الهولندية كانت أرق عليه من رقة قلبه على رجل الأعمال الضحية، فاستجابوا لطلب محاميته بمتابعته في حالة سراح مؤقت إلى حين صدور الحكم النهائي، سراح لم ينجح بدر في الحفاظ عليه و قضائه بعيدا عن الأماكن العامة خاصة المقاهي و الحانات كما كان مشترطا في شروط التسريح ، ليتم إلقاء القبض عليه من جديد بمنزله بعد ضبطه يتناول شطيرة ساندويتش بأحد المقاهي الصغيرة.
قد لا يُلام القضاء الهولندي على تطبيقه للقانون و لا الإعلام هناك على تحيُّزه ضد بدر، و لكن اللوم كل اللوم على من فرَّط في بطل عالمي من طينة بدر هاري، نشأ خارج المغرب و ترعرع و تدرب و مُوِّل بالدِّيار الهولندية دون أن يلعب تحت شرف العلم الهولندي ولو نزالا واحدا، مفضِّلا حمل الألوان الوطنية للمغرب الذي ينحدر منه كلا أبويْه.
بدر هاري حاليا في سجنه، قد يعاقب و قد تكون أيضا هذه هي نهايته كما يقول الإعلام الهولندي على غرار الملاكم الأمير اليمني-البريطاني “نسيم”، الذي قضى السجنُ على نجوميَّته و غيرُهم كثير، لكن بدر هاري يبقى مواطنا مغربيا ظل مخلصا للخماسية الخضراء التي حفها بدماء خصومه، يستوجب منا كمغاربة استشعر أكثرُهم حلاوة الانتماء أثناء مشاهدة نزالاته على اليوتوب أن نقف و لو وقفة مساندة معنوية لبطل استأسد بين زوايا الحبال الأربع، ليجد نفسه اليوم وحيدا بين جدران أربع، قد يُبرؤ و قد يلقى ما هو أفظع.