إلغاء قانون السن في قسم الهواة يلقى ترحيبًا واسعًا بعد موجة انتقادات
سبور ناظور – عماد الذهبي
في خطوة وُصفت بالإيجابية والمنصفة، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رسميًا، إلغاء العمل بقانون تحديد السن في جميع أقسام الهواة، وهو القرار الذي قوبل بترحيب واسع من طرف فئة كبيرة من الممارسين والمدربين، بعدما شكل شرط السن لسنوات طويلة مصدرًا للإقصاء والظلم، دون أن يحقق أي مردود فعلي على مستوى التكوين أو تطوير المنافسة.
هذا القانون الذي أثار جدلًا واسعًا منذ اعتماده، كان يُسوّق له على أنه يخدم مسار التكوين، غير أن الواقع أثبت عكس ذلك. فقد تسبّب في إقصاء عدد هائل من أبناء الشعب المغربي، الذين وجدوا أنفسهم خارج أسوار الملاعب فقط بسبب عامل السن، رغم امتلاكهم لمؤهلات فنية وتجربة كروية كان يمكن أن تسهم في دعم أنديتهم وتطوير الأداء العام للبطولات.
وفي هذا السياق، أكد عدد من الممارسين والمدربين أن القانون السابق لم يخدم التكوين، بل ساهم في تراجع مستوى بطولات الهواة، وأثر سلبًا حتى على منافسات القسمين الوطنيين الأول والثاني، بفعل تقلص القاعدة التنافسية، وغياب لاعبين مجرّبين قادرين على صنع الفارق داخل الملعب وخارجه.
العصبة الوطنية لكرة القدم هواة أوضحت أن هذا القرار يندرج ضمن مراجعة شاملة لمضامين قانون المنافسات، مشيرة إلى أن نظام السن الجديد سيتم تنزيله بطريقة تدريجية ومدروسة، دون إحداث ارتباك في سير المنافسات أو الإضرار بمصالح الأندية. كما تم التأكيد على توجيه دورية توضيحية إلى الأندية، لشرح التعديلات المرتبطة بأعمار اللاعبين المؤهلين للمشاركة في بطولات الهواة.
ويُنتظر أن يسهم هذا القرار في استعادة التنافسية المفقودة داخل أقسام الهواة، وإعادة الاعتبار للاعبين الذين كانوا يعيشون أوضاعًا اجتماعية صعبة، بعدما كانوا يعولون على كرة القدم كمصدر رزق وحيد. كما يُتوقع أن تنعكس هذه الخطوة إيجابًا على بنية التكوين، من خلال توفير بيئة أكثر مرونة وعدالة تسمح بمشاركة أوسع لجميع الفئات العمرية.
الممارسون والمدربون الذين عانوا لسنوات من هذا القيد، اعتبروا أن قرار الإلغاء يُعد من أحسن الخطوات التي اتُخذت مؤخرًا، مؤكدين أن كرة القدم لا تُقاس بالعمر، بل بالعطاء والانضباط داخل المستطيل الأخضر.
وفي انتظار تنزيل باقي مراحل هذا القرار، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه العودة إلى النظام السابق، مقدمة لإصلاحات أعمق، تضع الممارس في قلب المنظومة، وتُعيد للبطولة روحها ومكانتها داخل المشهد الكروي الوطني.