لست هنا بصدد وضع مقارنات بين برشلونة وريال مدريد الغريمين المتناحرين كرويا على أغلى الألقاب الإسبانية والأوروبية بكرة القدم، ولا مجال هنا للشماتة بين مشجعي البرشا والملكي.
ولكم.. ألا يستوقف أحدنا ما قرأه مؤخرا عن قيام النادي الملكي بتوقيع عقد إنشاء 5 مدارس كروية داخل الدولة التي يطلق عليها إسرائيل، حيث لا يمكن لعشاق الملكي إنكار أن هذا الخبر وقع عليه مثل الصاعقة، كما أنه جاء بردا وسلاما على عشاق البرشا.
عندما توجهت إدارة ريال مدريد إلى مصر والضفة الغربية وغزة لإنشاء مدارس، شعر الجميع بالسعادة، لأننا أعتقدنا حتما أن هناك رسالة يريد النادي الملكي (أغنى أندية العالم بحسب الأرقام الأخيرة) تأديتها من خلال دعم الأطفال المحرومين في تلك الدول والمناطق والذين لا ينعمون بما ينعم به أمثالهم في بقية بقاع العالم.
ولكن .. هل إسرائيل التي تحصل على 25 “مليار” دولارا سنويا من الولايات المتحدة الأميركية، وهي الميزانية التي تفوق ما يكفي 5 أو 6 دول عربية او إسلامية، بحاجة إلى ريال مدريد ومدارس ريال مدريد، أم أن القضية برمتها تدور حول الربح المادي، وأن النادي الملكي كغيره ليس له أية رسائل ذات معاني إنسانية أو أخلاقية تذكر.
هناك عبارة دائما يرددها مشجعو ريال مدريد وبرشلونة… وغيرهم، وهي أنهم يبحثون عن المتعة الكروية البحتة، وأن السياسة يجب أن تكون بعيدة عن الرياضة في كل الأحوال.
ولكن..مرة أخرى.. أليس ذهاب ريال مدريد إلى فلسطين وإسرائيل هو في حد ذاته سياسة، فهم يقولون أنهم يريدون صنع السلام من خلال كرة القدم، وهو ما يعني في كل الأحوال خلط الرياضة بالسياسة.
السيرسك رفض الذهاب إلى كامب نو لمشاهدة أكبر مباراة بكرة القدم بين اكبر فريقين بالعالم، رغم أنه لاعب دولي.. لماذا يا ترى!؟.
لا يحق لنا أن نطالب أحد بأن يكره ريال مدريد أو يحب برشلونة، فهذه سخافة مطلقة.
ومن حق كل عاشق للرياضة أن يشجع الفريق الذي يحب، ولكن من الواجب علينا أيضا أن نطالب العالم بعدم مساواة المظلوم بالظالم.. فلسطين هي الضحية وإسرائيل هي الجلاد.. ومدارس ريال مدريد ساوت بين الضحية والجلاد.