سبور ناظور – متابعة
الإنفاق المالي على فرق كرة القدم في المغرب ليس مجرد مادة للتفاخر بين الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو ملف معقد يعكس خللًا عميقًا في التدبير الرياضي. هذا الملف، الذي يظل مغلفًا بالغموض، يمثل واحدة من أكثر النقاط حساسية في المشهد الرياضي، حيث تُحجب الحقائق وتغيب الشفافية بشكل لافت للنظر.
لا تبدو هناك أي جهة رياضية أو غير رياضية قادرة حتى الآن على كسر حاجز الصمت والاقتراب من هذا الملف الشائك. أي محاولة جادة لكشف المعاملات المالية، سواء في الماضي أو الحاضر، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار العديد من الفرق وتحطيم ما يمكن وصفه بـ”الأوكار الخفية” التي تتحكم في المشهد الكروي.
مع ذلك، يظل من حق الرأي العام أن يطّلع على هذه الحقائق، ومن واجب المؤسسات المسؤولة أن تتحمل مسؤوليتها في إخراج هذا الملف إلى النور. بقاء هذه القضية في الظل لا يخدم سوى المصالح الضيقة لبعض الأطراف، بينما يدفع الجمهور ثمن هذا التعتيم في صورة فقدان الثقة في المنظومة الرياضية.
اليوم، أصبح من الضروري فتح هذا الملف بكل شجاعة، وتفكيك ألغازه مهما كانت التحديات. الرياضة في المغرب بحاجة إلى شفافية ومحاسبة تعيد لها قيمتها، وتُظهر للجماهير أن الكرة ليست مجرد لعبة تُلعب على الميدان، بل مشروع وطني يحتاج إلى إدارة نظيفة ومسؤولة.
