كووورة – أمجد مجدي
أوقف منتخب البرتغال مفاجاَت نظيره الدانماركي وفاز عليه 3-2 في المباراة التي أقيمت بينهما بملعب أرينا بأوكرانيا وبذلك يرتفع رصيد البرتغال إلى 3 نقاط وأنقذ خروجه المبكر من كأس الأمم الأوروبية حيث تساوى مع المانيا والدانمارك قبل لقاء هولندا وألمانيا بدقائق قليلة لتثبت المجموعة الثانية إنها مجموعة الموت ولن يتم حسمها سوى في الجولة الأخيرة .
جاءت المباراة ممتعة من الجانبين تألق فيها الجميع بإستثناء رونالدو الذي أضاع إنفرادين في الشوط الثاني أحرز للبرتغال بيبي (د 24) وبوستيجا (36) وفاريلا (87) وللدانمارك بيندتنر (41 و 80 ).
مورتن أولسن المدير الفني للمنتخب الدانماركي ، أراد مواصلة مفاجاَته في البطولة فبعد الإنتصار الأول الذي حققه على هولندا أراد تحقيق الفوز في اللقاء الثاني ، والصعود للدور الثاني مبكرا قبل لقاء المانيا ، فلم تتغير تشكيلية أو طريقة لعبه التي إعتمد عليها في اللقاء الأول فلعب بطريقة 4-2-3-1 بتقدم بيندتنر ومن خلفه الثلاثي روميدال من الجهة اليمنى ، وإيركسن من المنتصف ، أما الداهية دهلي فلعب في الجبهة اليسرى وهي أخطر منطقة للمنتخب الدانماركي.
في المقابل بحث باولو بينتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي الخروج من المأزق ، الذي وضع نفسه فيه بالخسارة في المباراة الأولى من ألمانيا ، ويدرك تماما أن الهزيمة تطيح به من المنافسة مبكرا ، فدفع بقوته الهجومية من خلال طريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي المرعب بوستيجا داخل منطقة الجزاء ، ورونالدو من الجهة اليسرى ، وناني الذي حمل لواء الهجوم من الجبهة اليمنى ، ومن خلفهم ثلاثي الوسط موتينهو ، وفيلوسو ، وميريلس .
الخوف من تلقي هدف مبكر وضح على أداء الفريقين منذ البداية فطالت فترة جس النبض والإستكشاف بين الفريقين وإنعدمت الخطورة على المرميين لمدة عشر دقائق .. ولجأ بينتو مدرب البرتغال للهجوم عن طريق الجانبين لكسر الحائط الدفاعي الصلب للمنتخب الدانماركي والذي فشل نجوم هولندا كسره في المباراة الأولى فأعطى تعليماته للاعبي الوسط بضرورة تمرير الكرة إلى رونالدو من الجهة اليسرى أو ناني من الجهة اليمنى وإرسال الكرات العرضية لبوستيجا وفيلوسو داخل منطقة الجزاء .
إستغلال إمكانيات لاعبيه أفضل ما يميز أولسن المدير الفني للدانمارك ولذلك وضح إنه إعتمد على قدرات لاعبيه الدفاعية لمنع إحراز هدف مبكر في مرماه حيث إقترب لاعبو الوسط من خط الدفاع وإنعدمت المساحات أمام مهاجمي المنافس وإعتمد على الهجوم السريع المرتد وإستغلال سرعة روميدال وبيندتنر ودهلي في إرسال الكرات الطويلة خلف المدافعين لهم للإنفراد بمرمى باتريشيو حارس البرتغال .
تركز هجوم البرتغال بشكل كبير على الجهة اليسرى من خلال إنطلاقات ومهارات كريستيانو رونالدو ومن خلفه زميله في ريال مدريد كوينتراو ولذلك فإن مدرب الدانمارك أوجد عمق دفاعي في هذه الجبهة من خلال لاعبين هما جاكوبسن وكاير للقضاء على الخطورة البرتغالية في هذه الجبهة .. بينما شكلت الكرات السريعة الأمامية خطورة فقد تلقى ميريلس مدافع البرتغال إنذارا لمنعه إحدى هذه الكرات من الوصول لمهاجم الدانمارك بيندتنر .
رغم قلة الخطورة على المرميين إلا أن البرتغال سيطرت على منطقة المناورات في معظم فترات هذا الشوط وترجمت هذه السيطرة إلى هدف في الدقيقة 24 من خلال ركنية لعبها موتينهو من الجهة اليسرى قابلها بيبي المتقدم برأسه في الزاوية اليمنى العليا للحارس أندرسون الذي حاول التصدي لها لكن الكرة إصطدمت بيده وسكنت الشباك معلنة عن الهدف الأول للبرتغال .
على عكس المتوقع عقب الهدف واصل المنتخب البرتغالي ضغطه وإن إختلفت الجهة فبعدما وجد بينتو مدرب البرتغال صعوبة الإختراق من الجهة اليسرى لغلقها تماما أعطى تعليماته بدخول رونالدو لوسط الملعب ويكون الهجوم من خلال ناني في الجهة اليمنى وبالفعل عند الدقيقة 36وصلت الكرة لناني في جبهته المفضلة وأرسلها عرضية أرضية متقنة لبوستيجا الذي سبق المدافع ووضعها بقدمه اليمنى في الزاوية اليسرى العليا للحارس أندرسون الذي إكتفى بمشاهدتها وهي تسكن الشباك معلنة عن الهدف الثاني للبرتغال .
لم يكن الهدف الثاني محبطا للدانماركيين فنظموا صفوفهم مرة أخرى وهاجموا بغية إحراز هدف تقليص الفارق قبل نهاية الشوط الأول وتحقق لهم ما أرادوا وتحديدا قبل النهاية بأربع دقائق فقط وأحرزوا هدفاً جميلاً من كرة جماعية هي الأفضل في الشوط فقد وصلت الكرة لياكوب بولسن في الجهة اليمنى الذي مررها داخل منطقة الجزاء متقنة على رأس دهلي فمررها مباشرة لبيندتنر الذي وضعها برأسه في المرمى محرزاً الهدف الأول للدانمارك لينتهي الشوط 2-1 لمصلحة البرتغال .
مع مطلع الشوط الثاني وضحت تعليمات بينتو مدرب البرتغال للاعبيه بضرورة الهجوم وإحراز مزيد من الأهداف لضمان تحقيق الفوز وبالفعل هاجم زملاء رونالدو منذ بداية الشوط ووضح إصرارهم على عدم السماح للدانماركيين بالعودة للمباراة من جديد فبعد خمس دقائق من البداية تلقى كريستيانو بينية من فيلوسو إنفرد على أثرها بالحارس أندرسون ولكنه لعبها في جسده لتضيع أخطر فرص اللقاء للبرتغال .
المجهود الكبير الذي بذله لاعبو الدانمارك في المباراة الأولى أمام هولندا وضح على أدائهم في الشوط الثاني حيث أصيب روميدال لاعب الوسط بشد عضلي فدفع المدرب أولسن بميكيلسين بديلا له ووضحت تعليماته بضرورة اللعب والتمرير السريع لإختراق دفاعات البرتغال وطلب منهم التسديد من خارج المنطقة وهو ما فعله كفيست لاعب الوسط في الدقيقة 62 حيث أطلق صاروخا مر فوق الزاوية اليسرى العليا للحارس باتريشيو .
الإندفاع الهجومي للدانمارك جعل هناك مساحات فارغة بين خطي الوسط والدفاع وهو ما حاول إستغلاله ناني ورونالدو من خلال الإنطلاقات السريعة خلف خط وسط الخصم وكان رونالدو غريبا للغاية في هذه المباراة بعدما إنفرد للمرة الثانية في مواجهة المرمى ولكنه لعبها بغرابة بجوار القائم الأيمن في الدقيقة 78 وسط خوف من الجمهور البرتغالي الذين رأوا نجمهم يضيع الإنفرادات تباعاً .
العقاب جاء سريعا من الجانب الدانماركي فبعدها بدقيقتين إنطلق لارس جاكبسون من الجبهة اليمنى الأفضل في الشوط الثاني على الإطلاق ومررها عرضية داخل منطقة الجزاء قابلها بيندتنر برأسه في الزاوية اليمنى للحارس البرتغالي محرزا هدف التعادل .. نشط هجوم البرتغال خلال الدقائق العشر الأخيرة وقبل النهاية بثلاث دقائق إستطاع البديل سيلفيستر فاريلا من إحراز الهدف الثالث لفريقه بعد تسديدة بيمينه سكنت الزاوية اليسرى لأندرسون حارس الدانمارك لتنتهي المباراة 3-2 للبرتغال .