الرياضة بوجدة… وفرة المنشآت وغياب الاعتمادات لتسيير الأندية وأزمة النتائج

3 أبريل 2014
الرياضة بوجدة… وفرة المنشآت وغياب الاعتمادات لتسيير الأندية وأزمة النتائج

غياب ملحوظ في الاعتمادات المخصصة للتسيير وضعف حضور الأندية المحلية

أضحت وجدة تمتلك بنيات تحتية رياضية مهمة منذ توقيع اتفاقية بين العديد من القطاعات الحكومية في مقدمتهما وزارة الشباب والرياضة ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة العمران أمام أنظار الملك محمد السادس سنة 2009. وشكلت سنة 2009 انطلاقة حقيقية للعديد من المشاريع التنموية الرياضية بمدينة وجدة، بعدما كانت تتوفر فقط على قاعة المغرب العربي والملعب الشرفي والملعب البلدي وملعب للريكبي وحلبة مطاطية لألعاب القوى، وكانت لا تلبي حاجيات الممارسين. ورغم تزايد الممارسة الرياضية بوجدة بنسبة عالية جدا، إلا أن النتائج لا تعكس حجم الاستثمارات التي أنفقت من أجل تأهيل البنيات التحتية، وتظل ألقاب الأندية والجمعيات الرياضية المنتمية إلى العاصمة الشرقية للمملكة، ضعيفة مقارنة ببعض المدن المجاورة كما هو الشأن بالنسبة إلى بركان، علما أن هذه البنيات تواجه مشكلا كبيرا يتعلق بغياب اعتمادات قارة بإمكانها صيانتها بالشكل اللائق، وهو ما سنسعى إلى إبرازه في هذا الربورتاج.

عرفت البنيات التحتية الرياضية بوجدة ارتفاعا ملحوظا، يتضح من خلال المنشآت التي أنجزت منذ 2009، بعدما كانت تتوفر على خمس منشآت فقط، إذ أضحت المدينة اليوم تتوفر على 62 منشأة منجزة، و11 أخرى في طور الإنجاز.

ارتفاع عدد المنشآت الرياضية

بالرجوع إلى المنشآت التي تم إنجازها إلى حدود سنة 2013 هناك أربع قاعات مغطاة وأربعة مركبات سوسيو رياضية و33 ملعبا للقرب وحلبتين مطاطيتين وملعب لكرة القدم مكسو بعشب اصطناعي ومركز التكوين مختلف الرياضات وملعبان لريكبي ومقر العصب الوحيد الموجود في المغرب ومركز تكوين المولودية الوجدية، وبلغ الغلاف المالي المرصود لهذه المنشآت 188 مليون درهم.
وبالنسبة إلى المنشآت الموجودة في طور الإنجاز من سنة 2013 إلى 2016 ورصدت لها 112 مليون درهم ونصف، هناك المنطقة الرياضية التي رصد لها 40 مليون درهم، منها 20 مليون درهم اعتمادات وزارة الشباب والرياضة، و10 ملايين درهم مساهمة وزارة الداخلية ومثلها مساهمة وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، وبناء وتجهيز ثلاث قاعات مغطاة بتكلفة 36 مليون درهم بمساهمة ستة ملايين درهم من وزارة الشباب والرياضة، و30 مليون درهم مساهمة من ولاية الجهة الشرقية، وبناء وتجهيز مسبحين، بقيمة مالية بلغت 24 مليون درهم منها 12 مليون درهم من وزارة الشباب والرياضة، وستة ملايين درهم لكل من ولاية الجهة الشرقية ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية.، وبناء وتجهيز عشرة ملاعب للقرب بقيمة 12 مليون درهم ونصف، ساهمت فيها وزارة السكنى والتعمير بمليوني درهم ونصف، ووزارة الشباب والرياضة بخمسة ملايين وولاية الجهة الشرقية بثلاثة ملايين درهم والجماعة الحضرية لوجدة بمليونين.
أما بالنسبة إلى المنشآت الموجدة عبارة عن مشاريع، هناك تكسية ثلاثة ملاعب بالعشب الاصطناعي بقيمة 24 مليون درهم، ويتعلق الأمر بالملعب الشرفي والملعب البلدي ومركز تكوين المولودية الوجدية الجرف الأخضر.

ارتفاع عدد الممارسين

وعرفت المنشآت الرياضية بوجدة إقبالا كبيرا من لدن الجمعيات والأندية الرياضية، بسبب تحرك جميع العصب الرياضية في تنظيم التظاهرات الدولية والوطنية والجهوية.
وارتفع عدد الممارسين في جميع المنشآت المذكورة سنة 2013 إلى 13379 منهم 782 إناثا، بعدما كان 1285 فقط سنة 2009 منهم 65 إناثا، وارتفع عدد الأندية والجمعيات المستفيدة إلى 151، منها 29 ناديا يستفيدون من المركب الشرفي و22 بالقاعة المغطاة المغرب العربي و19 بقاعة مولاي الحسن و24 بالقاعة المغطاة 16 غشت وثلاثة أندية بملعب وجدة للريكبي و21 بالمركز سوسيو رياضي العرفان و33 بملاعب القرب.
أما الإحصائيات الخاصة بالعصب الجهوية، فعرفت بدورها ارتفاعا، بعد أن بلغ عدد الأندية والجمعيات 408 إلى حدود سنة 2013،  سجلت منها عصبة كرة القدم انخراط 98 ناديا، و76 في رياضة الكراطي، و56 في تايكووندو و43 في كيك بوكسينغ، و24 في الكرة الحديدية، و18 ناديا في ألعاب القوى، و18 في الشطرنج، و17 في جيدو، و13 في كرة اليد، و12 في سباق الدراجات، و11 في الملاكمة، وسبعة في الريكبي، وستة في كرة السلة، وخمسة في كرة الطاولة، وأربعة في الكرة الطائرة.
وبلغ مجموع الممارسين بالنسبة إلى العصب 28067 منهم 1956 إناثا و920 إطارا تقنيا وإداريا، كما أن هؤلاء المارسين يمثلون فئة الكبار والشباب والصغار.

مشكل الوعاء العقاري

توجه المسؤولون المحليون بجهة وجدة والمسؤولون عن الرياضة، العديد من المشاكل في تغطية جميع تراب المدينة، إذ يتضح من خلال تتبع المشاريع المنجزة أن المنطقة الجنوبية تستحوذ على 80 في المائة من البنيات التحتية الرياضية.
وحسب مندوب وزارة الشباب والرياضة، فإن المشكل مطروح بسبب غياب الوعاء العقاري في الجهة الشمالية، بالنظر إلى زحف العمران في المنطقة المذكورة، إذ أن المسؤولين يواجهون مشكل عدم وجود قطع أرضية بالإمكان أن يشيد بها ملاعب رياضية، ما يفسر وجود العديد من المنشآت الرياضية بالجهة الجنوبية للمدينة، في الوقت الذي تفتقر الجهة الشمالية لها، ويمكن القول إنها تتوفر فقط على سبعة ملاعب للقرب فقط من أصل 33.
ويوجه السلطات المحلية والمنتخبون تركيزهم في المشاريع المقبلة، على تغطية جميع مناطق وجدة بالمنشآت الرياضية، من أجل تمكين جميع سكان المدينة من ملاعب رياضية قادرة على امتصاص الإقبال الكبير عليها.
كما أن غالبية المشاريع الموجودة في برنامج 2013 – 2016، أطلق منها إلى حدود اليوم الشطر الأول المبرمج إلى غاية 2014، ويضم مسبحا بحي لازاري وتكلفته 15 مليون و800 ألف درهم وانطلقت به الأشغال في يناير الماضي، وقاعة مغطاة للرياضات سدرة بوعمود وستبلغ كلفتها 12 مليون درهم وانطلقت الأشغال بها في 7 يناير الماضي، وقاعة مغطاة ببني درار بكلفة ثمانية ملايين درهم وانطلقت أشغالها في 19 يوليوز الماضي، وأنجز منها 70 في المائة من الأشغال، في انتظار انطلاق أشغال ملعب كرة القدم بعشب اصطناعي ببني درار بكلفة خمسة ملايين و100 ألف درهم، وبناء ثلاثة ملاعب للقرب بحي الوحدة بكلفة مليونين و407 ألفا و20 درهما، وبناء مسبح مغطى بالمركب الشرفي بكلفة تصل إلى 20 مليون و199 ألفا و488 درهما، وقاعة مغطاة للرياضات بحي الأمل بكلفة 12 مليون درهم، وتم فتح أظرفتها في 20 فبراير الماضي.

غـيـاب الاعـتـمـادات

وفي الوقت الذي رصدت أغلفة مهمة لهذه المنشآت الرياضية، فإنها تواجه مشكلا يتمثل في غياب الاعتمادات لتسييرها وتدبيرها، ما يجعلها عرضة للتلف لانعدام الصيانة، إذ أن المسؤولين عن قطاع الرياضة، يعانون مشاكل مادية كبيرة في تدبير وصيانة المرافق. ودق المسؤولون عن القطاع ناقوس الخطر بشأن عدم وجود اعتمادات مالية، ما تسبب في عدم صيانة العديد من المرافق، خاصة الملعب الشرفي الذي يحتضن مباريات نهضة بركان بالقسم الوطني الأول لكرة القدم، والمولودية  والاتحاد الإسلامي الوجديين، إضافة إلى مباريات جميع الفئات الصغرى للأندية المذكورة، ومباريات العصبة، دون أن يؤدوا مقابل استغلال هذه المنشأة. ويضطر مدير المركب الشرفي إلى الاتصال ببعض المعارف من أجل صيانة بعض التجهيزات الضرورية، أو تسديد مقابلها من ماله الخاص، والشيء نفسه بالنسبة إلى مندوب وزارة الشباب والرياضة، كما تعاني المنصة الجانبية للملعب الشرفي تلفا خطيرا يهدد سلامة المتفرجين، الشيء الذي دفع المسؤولين إلى إغلاقها منذ حوالي سبع سنوات، هذا في الوقت الذي يجري حديث عن برمجة إصلاحها من لدن المجلس البلدي للمدينة، بعد برمجتها في الميزانية المقبلة. وتعاني قاعة المغرب العربي والملعب البلدي المشكل ذاته، إذ يواجه المسؤولون عنهما مشاكل في التدبير المالي لهاتين المنشأتين، بسبب غياب اعتمادات مالية. وينتظر المسؤولون عن القطاع الرياضي الموافقة من طرف السلطات المختصة على طلب تدبير هذه المنشآت بصفة مستقلة، من أجل استخلاص تعويضات من الأندية والجمعيات المستفيدة منها، وذلك من أجل تغطية مصاريف تدبيرها وصيانتها.   

ضـعـف الـنـتـائـج

تواجه الأندية الرياضية بوجدة تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة، إذ أنها تفتقر إلى نتائج على المستوى الوطني في جميع الرياضات، باستثناء رياضة الريكبي، هذا في الوقت الذي غابت فيه رياضات على المستوى الوطني، بعدما كان يشهد لها بالتألق في القرن الماضي.
وحققت الرياضة الوجدية سنة 2013 لقبين فقط في كرة القدم، الأول يتمثل في فوز شباب المولودية الوجدية ببطولة المغرب، والثاني في صعود النجم الوجدي إلى القسم الوطني الأول هواة، فيما توج فريق المولودية الوجدية للريكبي بالازدواجية بطولة المغرب وكأس العرش، كما صعد فريق المولودية الوجدية لكرة السلة إناث إلى القسم الوطني الأول، بعد فوزه ببطولة القسم الثاني، وصعود الاتحاد الإسلامي الوجدي لكرة اليد إناث إلى القسم الوطني الأول.
أما بالنسبة إلى ألعاب القوى، فكانت الرياضة الوجدية ممثلة في المولودية الوجدية بيمينة حجاجي وحسنة كريوي ومحمد بلال وتوجوا بخمس ذهبيات  ونحاسيتين في البطولة العربية لألعاب القوى بقطر.
وفي الكيك بوكسينغ، فاز نادي الأطلس والاتحاد الإسلامي الوجدي والمولودية الوجدية بخمس ذهبيات، والملاكمة فاز النجم الوجدي ببطولة المغرب في الفتيان والشباب، والأمل الوجدي بذهبية في الشباب ونادي الطلبة بذهبية في الكبار ومولودية وجدة بذهبية في فئة الأمل، كما فاز المولودية الوجدية بذهبية في وزن 55 كيلوغراما فئة الفتيان..
وتوضح هذه النتائج غياب تنافسية قوية من لدن الممارسين بالأندية المعروفة بالمدينة في كرة القدم، ويتعلق الأمر بالمولودية والاتحاد الإسلامي الوجديين، إذ أنهما يمارسان بالقسم الوطني الثاني، كما أن نتائجهما لا ترقى إلى تطلعات الجمهور الوجدي، إضافة إلى غياب واضح للمكتبين المديريين لهما، وهو ما تسبب في ارتباك واضح في تسييرهما، فضلا عن المشاكل التي عاناها الناديان منذ سنوات.
وحسب توضيحات من مندوب وزارة الشباب والرياضة، لـ «الصباح الرياضي»، فإن التوقعات التي رسمت لعودة الألقاب إلى أندية المدينة وتحقيق طفرة على المستوى الوطني، ستنطلق ابتداء من موسم 2016-2017، بالنظر إلى الإستراتيجية الموضوعة في هذا المجال، والتي بدأت تعرف تحسنا على مستوى الفئات الصغرى.
وفضلا عن ضعف النتائج، فإن مقر العصب الوحيد الموجود في المغرب، لا يعرف إقبالا من لدن العصب الرياضية الجهوية، رغم التجهيزات التي يتوفر عليها، والعصبة الوحيدة التي تستفيد منه هي كرة القدم، باعتبارها الرياضة الوحيدة التي تدأب على عقد اجتماعاتها به.
كما أن المسؤولين الرياضيين بفريق المولودية الوجدية يأملون في أن تتحسن النتائج، بعد انطلاق سياسة التكوين بمركز الجرف الأخضر، إذ تمت برمجة إحداث ملعب اصطناعي به ضمن الصفقة التي أعلنتها وزارة الشباب والرياضة لتكسية 44 ملعبا بالعشب الاصطناعي، فضلا عن تكسية الملعب الشرفي الذي يعاني عشبه انتقادات كثيرة، ولا يرقى إلى ممارسة كرة القدم بالشكل المرغوب فيه، إضافة إلى عشب الملعب البلدي. 

الصباح

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

mountazah-sport-oujda2

الاخبار العاجلة