السياسة تدخل على خط ملعب الناظور الجديد.. والجمهور يرفض الركوب على نضالاته
سبور ناظور – عماد الذهبي
منذ سنوات طويلة، وملف بناء ملعب يليق بمدينة الناظور يتنقل بين الوعود والتجاهل، بين الحلم الشعبي والمماطلة الإدارية. ومع كل موسم كروي جديد، كانت الجماهير الناظورية تُمنّي النفس برؤية مشروع حقيقي يُنصف المدينة ويضعها في مصاف الحواضر الرياضية الوطنية.
لكن، وكما جرت العادة، لم يتحرك الملف إلا حين قررت الدولة، ممثلة في عامل الإقليم جمال الشعراني، أن تلتقط نبض الشارع الناظوري، وتستجيب لتطلعات فئاته الرياضية التي ظلت تنادي منذ أكثر من عقد من الزمن.
العامل الشعراني، وبكل واقعية وهدوء، لم يكتف بالاستماع، بل حوّل مطلب الملعب إلى قرار رسمي.
خطوةٌ جاءت تفاعلاً مع الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات، والتي أكدت بوضوح أن الرياضة ليست مجالاً للارتزاق أو المزايدات السياسية، بل هي حقّ من حقوق المواطن، وركيزة أساسية في التنمية الاجتماعية.
وفي المقتطف البليغ من تلك الرسالة قال جلالة الملك:
“من التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية…”
كلمات جلالة الملك كانت بمثابة تشخيص دقيق لما نعيشه اليوم في الناظور. فبعد أن سبق لعمالة الإقليم أن أعلنت منذ شهور عن مشروع تشييد ملعب جديد بطاقة استيعابية تصل إلى 20 ألف متفرج، وبغلاف مالي يناهز 500 مليون درهم، خرجت فجأة بعض الأصوات السياسية تحاول ركوب الموجة وتقديم نفسها كصاحبة الفضل في هذا المشروع المنتظر!
نعم، السياسة دخلت على الخط، لكن بأسلوب ماكر يحاول إعادة كتابة القصة من جديد.
البرلمانيون الذين غابوا طيلة السنوات الماضية، ولم يُسجل لهم أي تدخل جاد في البرلمان أو أمام وزارة الرياضة أو حتى في لقاء تواصلي واحد داخل الإقليم حول الموضوع، عادوا اليوم ليطلوا علينا بتدوينات وتصريحات وهمية عن “ترافعهم” من أجل إخراج المشروع!
أية مفارقة أكبر من أن يُنسب الفضل لمن لم يحضر أصلًا في المعركة؟
الحق يُقال:
الفضل في تحريك هذا الملف يعود إلى الجمهور الناظوري، ووسائل الإعلام المحلية الجادة، وعلى رأسها موقع سبور ناظور، الذي جعل من قضية الملعب قضية رأي عام، وواصل الترافع عنها لأكثر من 16 سنة، دون كلل أو حسابات سياسية أو انتخابية.
كما ساهم عدد من الرياضيين المغاربة المحترفين الذين حلّوا ضيوفًا على برامج سبور ناظور في إيصال الصوت الناظوري إلى المنابر الوطنية، مؤكدين أن مدينة الناظور تستحق منشأة رياضية من الجيل الجديد، تضاهي الملاعب التي تشهدها الرباط وطنجة وفاس.
أما العامل جمال الشعراني، فقد أظهر أن الإرادة الإدارية حين تتوفر، تتحقق النتائج.
لم يُطلق وعودًا انتخابية، ولم يُبرمج لجانًا للتسويف، بل تحرك فعليًا، مستندًا إلى رؤية ملكية واضحة تعتبر أن الرياضة ليست ترفًا، بل حقًا من حقوق الإنسان، ووسيلة لصون كرامة الشباب وخلق الأمل في مناطق طالها التهميش.
ولعلّ ما يميز هذا المشروع هو أنه استجابة للشارع وليس هدية سياسية.
إنه ثمرة تعب، وضغط، ونضال إعلامي وجماهيري طويل، وليس منة من أحد.
أما أولئك الذين خرجوا مؤخرًا لتلميع صورهم عبر ركوب مشروع الملعب استعدادًا لمحطة الانتخابات المقبلة، فالجمهور الناظوري يعرفهم جيدًا.
فمن غاب عن الميدان لا يحق له الظهور بعد أن انطلقت الصافرة.
ومن لم يدافع عن الناظور حين كانت في حاجة إلى صوت، لن يجد اليوم من يصفق له وهو يحاول بيع الوهم مجددًا.
لقد فهم الشارع الناظوري اللعبة، ولم يعد يصدق أن بعض السياسيين يمكن أن يتحولوا فجأة إلى “مناضلين رياضيين” بعد سنوات من الصمت.
فالملف أُغلق باستجابة العامل، وتفاعل الدولة، ووعي الجماهير.
أما الفضل فسيبقى لمن آمن بالقضية منذ البداية، ودافع عنها في زمن الصمت والتجاهل.
الناظور اليوم على موعد مع منشأة رياضية جديدة تليق بها، لكن الأمل الأكبر هو أن يواكبها وعي سياسي جديد، يدرك أن التنمية لا تصنع بالشعارات ولا بالمنشورات الفيسبوكية، بل بالعمل الميداني والتضحية الحقيقية.
الجمهور الناظوري قال كلمته:
“الملعب تحقق بفضل من ناضل، لا بفضل من ظهر بعد النجاح.”
#ملعب_الناظور #سبور_ناظور #الرسالة_الملكية #الرياضة_المغربية #جمال_الشعراني









