سبورناظور: محمد زريوح
تواجه العصبة الوطنية لكرة القدم هواة انتقادات شديدة بسبب العشوائية التي تتسم بها قراراتها، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على تسيير بطولات القسم الوطني هواة بشكل احترافي ومنظم. فقد مرّت قرابة أربعة أشهر على نهاية بطولة القسم الوطني هواة للموسم الماضي، حيث حددت جميع الفرق مصيرها بين صعود وهبوط، وبدأت الأندية تحضيراتها للموسم الجديد. لكن المتابعين تفاجأوا بقرارات تأجيل البطولة عن موعدها المحدد سلفًا بأسبوعين، مما أثار استياء الأندية والجماهير على حد سواء.
ولم يتوقف التخبط عند هذا الحد، فقد أعلنت العصبة عن تأجيل مباراتين أخريين، الأولى في القسم الوطني هواة والثانية في القسم الأول هواة (شطر الشمال)، رغم أن القرعة تم إجراؤها بشكل مباشر عبر الصفحة الرسمية للعصبة. هذه الخطوات العشوائية أثارت استغراب المتابعين الذين يرون أن مثل هذه التصرفات لا تليق بالهيئة المسؤولة عن تنظيم بطولات الهواة في المغرب.
تساؤلات حول الفوضى التنظيمية
منذ بداية الموسم، كان واضحًا أن العصبة الوطنية للهواة تعاني من مشاكل تنظيمية جسيمة. السؤال الذي يتردد الآن: لماذا هذه العشوائية والفوضى في القرارات؟ وكيف يمكن للعصبة أن تدير الموسم الحالي وهي لا تزال تعاني من تبعات وإكراهات الموسم السابق؟ ما يحدث يعكس أزمة حقيقية في التخطيط والتدبير، ويشير إلى غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع التحديات التي تواجه بطولات الهواة.
تأثيرات القرارات على الفرق
تأتي هذه القرارات العشوائية في وقت حاسم بالنسبة للفرق، التي بدأت استعداداتها بشكل جدي للموسم الجديد، على أمل أن تكون المنافسات منظمة ومواعيد المباريات ثابتة. ومن بين الأندية المتأثرة، فريق فتح الناظور الذي ضمن بقاءه في القسم الوطني هواة، وفريق الاتحاد البيضاوي الذي غادر القسم بعد موسم طويل وشاق.
هذه القرارات العشوائية تلقي بظلالها على الفرق وتؤثر على استقرارها واستعداداتها، خاصة وأن مثل هذه التأجيلات قد تربك خطط التحضير وتؤثر على الحالة النفسية للاعبين والجهاز الفني. كما أن الجماهير التي تتابع بطولات الهواة باهتمام بالغ، أصبحت تشعر بالاستياء والغضب نتيجة عدم وضوح الرؤية من قبل العصبة.
دعوات للإصلاح والمحاسبة
في ظل هذه الأوضاع، تزداد الدعوات للإصلاح والمحاسبة داخل العصبة الوطنية للهواة، حيث تطالب الجماهير والمتابعون بضرورة اتخاذ إجراءات جادة لتصحيح المسار وضمان سير البطولات بشكل منظم واحترافي. ويأمل المهتمون بكرة القدم الوطنية أن تتم مراجعة السياسات والقرارات المتخذة، وأن يتم تقديم توضيحات حول أسباب التأجيلات العشوائية وكيفية تفادي مثل هذه المشاكل في المستقبل.
ختامًا، تظل التساؤلات قائمة حول مدى قدرة العصبة الوطنية للهواة على تجاوز هذا التخبط، وهل ستتمكن من استعادة ثقة الفرق والجماهير وضمان موسم كروي ناجح ومنظم؟