العنف الكروي بالمغرب.. دعوات لإطلاق ميثاق أخلاقي يوحّد الجماهير ويصون صورة البلاد

منذ 5 ساعات
العنف الكروي بالمغرب.. دعوات لإطلاق ميثاق أخلاقي يوحّد الجماهير ويصون صورة البلاد

العنف الكروي بالمغرب.. دعوات لإطلاق ميثاق أخلاقي يوحّد الجماهير ويصون صورة البلاد

سبور ناظور – متابعة

عادت مظاهر العنف المرتبط بكرة القدم لتطفو على سطح النقاش العمومي في المغرب، بعد ما شهدته شوارع مدينة الدار البيضاء من مناوشات بين جماهير الوداد الرياضي والجيش الملكي، في مشهد بات يؤرق السلطات ويقوّض الجهود الرامية إلى تقديم المملكة كواجهة آمنة لاحتضان التظاهرات القارية والعالمية.

في خضم هذا التوتر المتجدد، تعالت أصوات فاعلين رياضيين تطالب بإطلاق “حوار وطني” شامل يجمع مختلف روابط المشجعين، بهدف الوصول إلى ميثاق أخلاقي موحد يضع حداً لسلوكيات الشغب، ويؤسس لثقافة تشجيع ترتقي بروح المنافسة وتحفظ صورة البلاد دوليًا.

رمرم: الظاهرة أعمق من مجرد خلاف رياضي

الإعلامي والخبير الرياضي هشام رمرم أكد أن المبادرة إلى حوار وطني بين الجماهير خطوة إيجابية، تعكس اعترافًا رسميًا بأن معالجة العنف الرياضي ليست مسؤولية جهة واحدة، بل قضية مجتمعية شاملة. وأضاف أن الظاهرة ليست وليدة المدرجات فقط، بل تغذيها أزمات أعمق، مرتبطة بانعدام الأفق لدى فئات واسعة من الشباب المغربي.

واعتبر رمرم أن الملاعب تحولت إلى فضاءات يتفجر فيها الاحتقان المجتمعي، نتيجة عوامل تراكمت على مدى سنوات، كالبطالة، وغياب التأطير، وفشل مؤسسات التنشئة في منح الشباب فضاءات بديلة للتعبير والانتماء.

الإدريسي: الحوار هو الطريق إلى الفهم المشترك

بدوره، أوضح الإعلامي بدر الدين الإدريسي أن تنظيم جلسات للحوار بين الجماهير سبق أن طُرح ضمن توصيات المناظرات الجهوية حول التشجيع الرياضي، وهو مقترح بات أكثر إلحاحًا في ظل تزايد أحداث الشغب. وأشار إلى أن ظاهرة العنف في الملاعب ليست حكرًا على المغرب، إذ تعاني منها حتى أكثر الدول تقدمًا في المجال الرياضي، رغم البنية القانونية والتنظيمية الصارمة.

الإدريسي أرجع الأحداث الأخيرة إلى “تراكمات نفسية وتاريخية” بين جماهير بعض الأندية، داعيًا إلى العمل على تفكيك هذه الشحنات السلبية من خلال الحوار المباشر، ومراجعة السياسات التي حالت دون خلق ثقافة رياضية مشتركة.

بين الحاجة إلى الحزم وأهمية الاحتواء

يشير محللون إلى أن أي استراتيجية لمكافحة الشغب الكروي ينبغي أن تجمع بين الحزم القانوني والاحتواء المجتمعي، فالقمع وحده لا يفي بالغرض، كما أن الحوار بلا إجراءات ملموسة لن يُثمر حلولاً حقيقية. ويبقى الميثاق الأخلاقي الجماهيري أحد أبرز مقترحات المرحلة، شريطة أن ينبع من داخل الأوساط المشجعة نفسها، لا أن يُفرض عليها.

في ظل اقتراب تنظيم المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تبدو الحاجة ملحة إلى معالجة الظاهرة من جذورها، وتجاوز المقاربات الأمنية الظرفية نحو مشروع مجتمعي متكامل يعيد للمدرجات وهجها، دون أن تتحول إلى ساحة للتفريغ العنيف.

الاخبار العاجلة