سبور ناظور – عماد الذهبي
يمر فريق الهلال الرياضي الناظوري بمرحلة صعبة هذا الموسم، حيث أصبحت النتائج السلبية هي العنوان الأبرز، رغم كل الجهود التي بذلها المكتب المسير لتوفير ظروف مريحة للفريق. هذه الوضعية دفعت الجماهير والمتابعين للتساؤل: لماذا لا يقدم بعض اللاعبين الأداء المنتظر رغم توقيعهم عقوداً للدفاع عن ألوان النادي؟
الجواب بسيط الفريق يحتاج إلى تكاتف الجميع، من لاعبين وجماهير ومسؤولين، لتجاوز هذه المرحلة. الهلال ليس مجرد فريق، بل هو رمز المدينة والإقليم، ويحتاج إلى الدعم بدلاً من الانتقادات السلبية التي لا تخدم المصلحة
المشكلة ليست وليدة اللحظة. الهلال يعاني منذ سنوات بسبب غياب استراتيجية واضحة، خاصة في تكوين اللاعبين. الفريق يعتمد على الانتدابات غير الناجحة بدلاً من تطوير لاعبين شباب من مدرسة النادي. الاستثناء الوحيد كان اللاعب الحسياني في السنوات العشر الأخيرة ، الذي غادر النادي في صمت، بينما بقية الفرق المنافسة مثل فوق الدار البيضاء تبني فرقها بشكل منظم وتعمل بجد لتحقيق النجاح.
رغم تحقيقه الصعود من العصبة إلى قسم الهواة الأول، لم ينجح في استثمار هذا النجاح بسبب سوء الانتدابات وغياب استراتيجية واضحة في التكوين.
جانب آخر أثر على الفريق هو ضعف اللياقة البدنية. الهلال لم يستعن بمعد بدني متخصص، مما انعكس على الأداء داخل الملعب، وأدى إلى فقدان الفريق للقدرة على المنافسة بشكل جيد.
تصريحات عبد الوهاب بنخدة في الموسم الماضي تؤكد هذا الواقع، حين قال إن الفريق يضم فقط سبعة لاعبين بمستوى جيد، وهو ما أثر على طموحات النادي وحرمه من الصعود إلى القسم الوطني.
الهلال يحتاج الآن إلى دعم كل مكونات النادي. المكتب المسير والمدرب يبذلان جهداً كبيراً، لكن النجاح يتطلب مشاركة الجميع، وخاصة اللاعبين الذين يجب أن يقدموا أفضل ما لديهم. الجماهير أيضاً مطالبة بالوقوف خلف فريقها، لأن الدعم المعنوي يصنع الفارق في مثل هذه الأوقات.
المعاناة الحالية يجب أن تكون نقطة انطلاق لإعادة بناء الفريق. الناظور تزخر بإمكانيات رياضية وبشرية كبيرة، والهلال يحتاج إلى التكاتف بين جميع الأطراف: مكتب مسير، جماهير، ولاعبين. يجب تجاوز الأخطاء السابقة ووضع استراتيجية شاملة تعتمد على التكوين الجاد، انتدابات مدروسة، وتحسين الجانب البدني، لإعادة الفريق إلى المكانة التي يستحقها.
الهلال الناظوري ليس مجرد فريق، بل هو هوية مدينة وإقليم بأكمله. والالتفاف حوله الآن ليس فقط حاجة رياضية، بل واجب معنوي لضمان مستقبل أفضل للنادي وجماهيره.
على الجميع أن يدرك أن الهلال قادر على العودة، لكن ذلك لن يتحقق إلا بالعمل المشترك ووضع خطة واضحة تعتمد على التكوين الجيد والانتدابات المدروسة. الهلال هو فخر الناظور، وواجبه أن يستعيد مكانته ويواصل كتابة تاريخه.