المادة أولا الصحة ثانيا وأخيرا

4 نوفمبر 2014
المادة أولا الصحة ثانيا وأخيرا

منذ عقود وموضوع تداخل الرياضة بالمال يشكل جدلا بين الاوساط الرياضية والإعلامية، وقد كانت المتاعب التي تعرض لها نجم كرة القدم العالمي دييغو مارادونا إحدى أمثلة ردع أي ممارس رياضي يجرؤ على فضح التأثير السلبي لهيمنة اقتصاديات المال على تظاهرة كأس العالم لكرة القدم ، وقبلها نشر ” دافيد يالوب “كتابا مهما حول نفس الموضوع سماه ” كيف سرقوا اللعبة” تضمن انتقادات لاذعة لفضائح الفيفا ماليا، قبل ان يتم الاعتراف بوجود تلاعبات في مباريات وطنية، دولية وقارية بفضل شركات الرهان الرياضي، الى درجة التلاعب بنتائج مباريات ودية، منها كمثال مباراة جمعت بين منتخبين افريقيين بإحدى الملاعب الاوروبية ، بدافع الرغبة في تحسين التصنيف العالمي منطقيا ، يمكن اعتماد الملف الحالي بين الحكومة المغربية ( وليس الجامعة) وبين الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم بصدد تأثيرات فيروس ” ايبولا” المحتملة على دورة يناير 2015 ، داخلا في نفس السياق ، فالكاف لا تنظر الى التظاهرة كمجرد منافسات رياضية، بقدرما تراهن على التزامات مالية مع مستشهرين وقنوات تلفزيونية عالمية وشركات رياضية معروف لدى العام والخاص كيف تؤثر في اختيار نجوم اوروبا وكأس العالم وغيرها، في وقت تقدمت فيه المملكة المغربية بطلب التأجيل لدواعي صحية، وهو ما لم تستجب له الكاف في اجتماع مسؤوليها الاخير بمسؤولين مغاربة بالرباط ، مقدمة حججا منها أن الكاف تحرص دوما على احترام اجندتها ، وكون المغرب استضاف مؤخرا مباراة بين فريقين افريقيين تهم تصفيات كأس افريقيا دون تسجيل أية مخاوف، اضافة الى كون عدد الجماهير المرتقب ان تحل بالمغرب لايتجاوز 1000 متفرج، ومبررات اخرى وردت في بيان الناطق الرسمي للكاف

مهم جدا أن نتخوف من وجود ضمانات خفية للكاف كانت وراء تحول اللهجة تجاه المغرب، خاصة وأن الاختلافات المسجلة على مستوى دول المغرب الكبير قد تجد انسحاب المغرب من التنظيم فرصة ذهبية، وبالتالي لا نستبعد تنظيم التظاهرة بالجزائر تحديدا ، كما أن بيان الكاف تقرأ بين سطوره وجود اتصالات ما بينها ومنظمة الصحة العالمية ، وطبعا خارج هذا السياق لاننس لوبيات الادوية وسكوت الاعلام الغربي عن هذا الملف، باعتبار افريقيا ظلت لسنوات مقبرة تجارب على البشر

نلاحظ في البيان كذلك ، قلة الادب في الحديث عن دول افريقية ، عضوة في الكاف ، باعتبارها تعرف حالات ايبولا ولم تتأهل للنهائيات ، وأي جهاز يصنف اعضاءه بهذا الشكل يتخذ منحى نفعي مادي اكثر مما تنتظر منه افريقيا صحوة رياضية

خلاصة للقول ، الماديات أهم من صحة الافارقة، ولا نستبعد في حال انسحاب المغرب من التنظيم توقيفه من المنافسات لسنتين مع غرامة مالية كما تنص على ذلك قوانين الكاف، والدورة لن تتأجل ولن تحذف هذه السنة ، فالبديل موجود وإن احتفظ بالاعلان عنه الى 11 نونبر الجاري ….لعبة مكشوفة ، وكفى من تأويلات مضادة

___

الاخبار العاجلة