الملعب بين أيدينا… ولكن أين الإرادة؟
سبور ناظور – محمد بنعمرو
تحولت قضية ملعب الناظور إلى مسلسل طويل من الجدل والتدوينات والمطالبات التي لا تنتهي، وكأن الأمر يحتاج إلى معجزة أو تدخل شخص من خارج المدينة لحله، بينما الحقيقة واضحة ولا تحتمل كل هذا اللغط. الملعب سهل المنال، والخطوة الوحيدة المطلوبة لتحقيقه ليست سرًّا ولا أمرًا معقدًا: تحقيق الصعود إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية من فرق الناظور الأربعة في مقدمتهم الفتح الذي لم يسطر مشروع الصعود منذ عام 2021 والهلال الذي يحاول فقط تنقية محطيه الذي جعل منه من اهم الفرق التاريخية بالمغرب إلى فريق ليس في مكانه الصحيح وبعدها تأتي الحسنية التي اخترت الاستقرار بقسم العصبة دون مشروع رياضي طموح اما الكندي فهو استثناء لأنه فريق يظهر إهتمامه بالفئات على اقل تقدير ينجز عمل يفيد شباب المدينة .
هذا ما فعلته مدن أخرى دون الحاجة إلى اللجوء للبحث عن أطراف من مدن أخرى للدفاع عن ملفها، لأن القضية أولًا وأخيرًا مسؤولية أبناء المدينة أنفسهم.
الناظور ليست ضعيفة… ولكن أين الإرادة؟ إذا كان هناك من يرى أن الناظور تعاني من نقص الإمكانيات، فالأرقام والواقع يدحضون ذلك. فهذه المدينة تضم:
ستة برلمانيين.
مجلسًا إقليميًا يضم شخصيات وازنة.
مجلسًا بلديًا مؤثرًا.
مستشارين بالعشرات.
رجال أعمال في كل المجالات: الفلاحة، التجارة، الصناعة، الصيد البحري، البنوك، والاستثمارات الاقتصادية.
ومع ذلك، بدلاً من التحرك الجاد لحل المشاكل، نجد البعض يوجه أنظاره نحو جهات أخرى، وكأن الحل يجب أن يأتي من خارج المدينة وليس من داخلها!
مفارقة المدينة الغنية والرياضة الفقيرة المفارقة الأكبر أن الناظور مدينة يُعرف عنها الكرم في المناسبات الكبرى، حيث تصرف بعض الأسر في ليلة زفاف واحدة ميزانية تعادل ميزانية فرق القسم الأول! لكن حين يأتي الحديث عن كرة القدم، يتحول المشهد إلى تبرير وعجز، ويتكرر الخطاب نفسه عن غياب الدعم وانعدام البنية التحتية، في حين أن الحل ليس في الحديث، بل في الإرادة.
الجامعة واضحة… فماذا ننتظر؟ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ليست عائقًا، بل تعتمد على معيار واضح وبسيط: الصعود أولًا، ثم يأتي الدعم والبنية التحتية تلقائيًا. ليس هناك مدينة صعدت إلى القسم الأول وبقيت بلا ملعب، والفرق التي تحققت لها مشاريع الملاعب لم تفعل ذلك بالانتظار، بل بالصعود والعمل.
الناظور أمام خيارين… إما أن تظل الأمور كما هي، حيث تستمر الشكاوى والمطالبات بلا جدوى، أو تتحرك المدينة وتقرر أن تأخذ زمام المبادرة. السؤال ليس أين الملعب، بل أين الإرادة؟