سبور ناظور – محمد بنعمرو
تحدث المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مؤتمر صحفي عقده قبل المباراة المرتقبة ضد أتالانتا في الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا، التي ستُجرى يوم الثلاثاء الساعة 21:00 بتوقيت إسبانيا. أكد أنشيلوتي أن المباراة ستكون صعبة ضد فريق أتالانتا الذي يقدم أداءً جيدًا في الفترة الأخيرة: “إنها مباراة صعبة ضد فريق يؤدي بشكل جيد. لقد تحسنوا مقارنة بكأس السوبر الأوروبي، ولديهم ديناميكية جيدة وحماس كبير بعد أن فازوا بالكثير من المباريات. يجب علينا الاستفادة من المباريات الثلاث المتبقية لضمان التأهل”.
الريال بحاجة إلى الفوز
مع احتلال الفريق المركز الرابع والعشرين في ترتيب مجموعته، أصبح ريال مدريد مطالبًا بتحقيق الفوز في المباريات المتبقية لتجنب تعقيد موقفه في دوري الأبطال. قال أنشيلوتي: “نحن في موقف صعب، وكل مباراة ستكون حاسمة. يجب أن نركز على هذه المباريات لضمان التأهل إلى الدور التالي”.
في تصريحات حول اللاعبين
عن حالة اللاعبين، أكد أنشيلوتي أن فينيسيوس جونيور سيكون جاهزًا للمشاركة في المباراة بعد تدريبه الأخير: “فينيسيوس في حالة جيدة، لكننا سنقرر مشاركته بعد التدريب اليوم، وكذلك الأمر بالنسبة لِرودريغو”. وأضاف: “بيلينغهام في حالة ممتازة، 100% جاهز للعب”.
التغييرات في الفريق
وتحدث أنشيلوتي عن تأثير بيلينغهام على الفريق قائلاً: “التغيير الأكبر هو في ديناميكية الفريق. الآن لدينا المزيد من التحرك في الهجوم، وبيلينغهام يستفيد من هذا التحسن. بالطبع هو سجل الأهداف، وهذا أمر مهم، لكنه يحتفظ بنفس التوجه والروح التي بدأ بها”.
إشادة بالمدرب جاسبريني
كما أشاد أنشيلوتي بمنافسه في المباراة، المدرب جيان بييرو جاسبريني، مدرب أتالانتا، وقال: “نحن أصدقاء جيدون، كنت معه في أكاديمية يوفنتوس عندما كنت هناك. إنه يقوم بعمل رائع مع أتالانتا، ويمتلك القدرة على التكيف مع التغييرات التي تحدث في فريقه من موسم لآخر. أسلوبه في اللعب مكثف وجميل، وعمله مذهل حقًا”.
علاقة المدرب بالنادي
كما أشار أنشيلوتي إلى أهمية العلاقة بين المدرب والنادي في نجاح الفريق: “إذا صمد المدرب، فإن ذلك يعود إلى دعم النادي له. إذا كان النادي يدعمه، يستطيع المدرب العمل بشكل جيد. العلاقة الجيدة بين النادي والمدرب ضرورية للنجاح، والثقة بينهما هي الأساس”. وأضاف ضاحكًا: “إذا كانت العلاقة قوية وناجحة، فستحقق النتائج الجيدة”.
حديثه عن مبابي
وبخصوص كليان مبابي، قال أنشيلوتي مبتسمًا: “كنت سأعقد أول مؤتمر صحفي من دون الحديث عن مبابي… حتى جئت أنت! (يضحك) لكنه بخير، في تحسن مستمر. كل ما فعلته هو منحه الثقة التي يحتاجها أي لاعب جديد في الفريق. هو في حالة جيدة، والأمر سيظل مهمًا بالنسبة له ولنا”.
فيدي فالفيردي: تحديات الصدارة ونضوج القائد
في حديث صريح كشف فيه عن جانب إنساني بعيد عن الأضواء، تحدث فيدي فالفيردي، نجم وسط ريال مدريد، عن التحديات النفسية التي مر بها بعد الخسارة أمام أتلتيك بيلباو في ملعب سان ماميس. وعبر عن تأثره الكبير بعد خطأه الذي أدى إلى الهزيمة، قائلاً: “بعد سان ماميس، عانيت كثيراً من الأرق، لأنني غير معتاد على هذه اللحظات الصعبة”. وتابع فالفيردي، الذي يعتبر من أبرز لاعبي الفريق، أنه لم يكن يشعر فقط بالإرهاق البدني بل أيضاً النفسي، لكنه أشار إلى دعم زوجته الذي ساعده في تجاوز هذه الفترة العصيبة، حيث نصحته بعدم الاستسلام: “قلت لها إنني قد أكون مرهقاً نفسياً، فقالت لي: لا تتراجع، أنت قائد ويجب أن تواجه كل شيء”.
الواقع الصعب الذي يعيشه الفريق في هذا الموسم، وتحديداً تواجده في المركز الرابع والعشرين في ترتيب الدوري الجديد، يبدو أنه أثر عليه بشكل كبير. “من الصعب، بالطبع، أن نكون في هذه الوضعية. نحن معتادون دائماً على التواجد في القمة، ولكن يجب أن نكون هادئين ونفهم أن هذه جزء من كرة القدم”، أضاف فالفيردي، الذي أظهر نضجاً كبيراً في تحليله للموقف، مشيراً إلى أن التحديات جزء من العملية التطورية للفريق.
ورغم الانتقادات التي طالت الفريق مؤخراً، يبقى فالفيردي متفائلاً بالمستقبل، مؤكداً أن الاستمرارية في العمل الجاد والإيمان بقدرات الفريق سيكونان الطريق لاستعادة التوازن وتحقيق الألقاب في نهاية الموسم. “أملنا أن ننهي الموسم ونحن نحتفل بالألقاب، لكن في نفس الوقت يجب أن نبقى واقعيين”، أضاف.
ومن أبرز المواقف التي شهدها فالفيردي هذا الموسم، كان خطأه في مباراة سان ماميس الذي كلف الفريق ثلاث نقاط غالية. ورغم الضغط النفسي الذي شعر به بعد المباراة، إلا أنه أبدى استعداداً تاماً للتعلم من تلك اللحظات الصعبة. “المهم هو كيفية التغلب على هذه اللحظات، وألا تجعلها تؤثر عليك سلباً. يجب أن تخرج منها أقوى”، أكد فالفيردي.
وفيما يتعلق بزملائه في الفريق، أبدى فالفيردي سعادته بعودة فينيسيوس جونيور بعد الإصابة، مشيراً إلى أن عودة اللاعب البرازيلي تُمثل إضافة قوية للفريق، ليس فقط على مستوى الأداء الفني ولكن أيضاً على مستوى الروح المعنوية. “من الرائع أن يعود فينيسيوس، فهو يجلب معه الفرح والجوع للفوز. وجوده معنا يُعتبر دفعة معنوية قوية”.
أما عن أسلوب اللعب وأداء الفريق بشكل عام، أشار فالفيردي إلى أهمية التماسك واللعب الجماعي، سواء في الدفاع أو الهجوم. “نحن بحاجة لأن نكون أكثر تكاملاً، خاصة في المباريات الكبيرة ضد فرق مثل أتالانتا التي تعتمد على الضغط العالي”.
وفي الختام، أكد فالفيردي أنه لا يبحث عن المديح أو التعاطف من أحد، بل يضع نفسه في مكان القائد الذي يجب أن يكون مثالاً لبقية اللاعبين. “أنا هنا لخدمة الفريق. أريد أن أكون دائماً في القمة، وأن أترك إرثاً يُفخر به في ريال مدريد”
تظل المباراة المقبلة ضد أتالانتا حاسمة بالنسبة لريال مدريد في مسيرته بدوري أبطال أوروبا. الفريق في حاجة ماسة لتحقيق الفوز لضمان التأهل للدور التالي، ولعل التغيير في ديناميكية الفريق والروح المعنوية المرتفعة من اللاعبين، خصوصًا بيلينغهام، ستكون مفتاح النجاح في هذا التحدي الكبير.