سبور ناظور – عماد الذهبي
يعيش فريق الهلال الرياضي الناظوري أسوأ فتراته في تاريخ مشاركاته بالقسم الأول هواة، حيث يقبع في الرتبة الأخيرة في الترتيب، مما دفع الشارع الرياضي في مدينة الناظور إلى التساؤل عن الأسباب الخفية التي تقف وراء هذا التراجع الكبير. رغم أن الهلال كان في يوم من الأيام أحد الفرق الطموحة والمنافسة، إلا أنه اليوم يواجه تحديات كبيرة تهدد مستقبله.
السوسة التي مزقت الفريق من الداخل أحد أبرز الأسباب التي تداولتها الجماهير والنقاد هي تلك “السوسة” التي تمزق الفريق من الداخل، وهو ما عبرت عنه الجماهير بوضوح حينما تحدثت عن التوترات الداخلية والخلافات التي تسببت في تراجع مستوى الفريق. يعتقد البعض أن تلك الخلافات كانت السبب وراء انقلاب الإدارة على المدرب عبد الوهاب بنخدة قبل أن يبدأ مهمته فعليًا، كما يقال إن هذه المشاكل كانت وراء إبعاد مساعد المدرب نجيم أبجاما وعدم تجديد مرشوح والكنفاي للفريق ومن هنا، يبرز التساؤل: هل هناك شخص أو مجموعة معينة تتحمل مسؤولية هذه الأزمة، أم أن الأمر يتعلق بتأويلات وتحليلات قد تكون مبالغًا فيها؟
اللياقة البدنية: الإعداد المبكر بلا فائدة من أبرز الانتقادات التي وجهت للفريق هو ضعف اللياقة البدنية للاعبين. رغم أن الهلال هو الفريق الذي بدأ استعداداته مبكرًا وكان السباق لبدء الموسم، إلا أن الفريق عانى بشكل واضح في المباريات، خاصة في مجاراة الفرق المنافسة التي تفوقت عليه في الجانب البدني. هذا الوضع دفع جماهير الهلال إلى المطالبة بتغيير الطاقم المسؤول عن الإعداد البدني، والذي يترأسه بنعيسى الصامبا.
الانتدابات: صفقة خاسرة؟ ربما تكون الانتدابات التي أشرف عليها المدرب المقال ايراوي وبعض مساعديه هي الضربة القاضية للهلال هذا الموسم. حسب الجماهير، كانت هذه الانتدابات خارج التوقعات، ولم تكن على مستوى تطلعات الفريق في ظل الحاجة الماسة لتدعيم صفوفه بلاعبين ذوي خبرة وكفاءة. العديد من اللاعبين الذين تم التعاقد معهم لم يحققوا الإضافة المطلوبة، وهو ما دفع الجماهير الى السخط والغضب على الانتدابات العشوائية
خروج سمير الباز وتفاقم الأزمة الإدارية لتزداد الأوضاع سوءًا، خرج عضو المكتب المسير سمير الباز ليكشف عن المشاكل الإدارية التي يعيشها الفريق، والتي وصفها بالمعقدة. ويبدو أن هذه المشاكل الإدارية أصبحت عبئًا إضافيًا على الفريق، في وقت كان فيه الهلال في حاجة إلى استقرار داخلي ليرتقي بمستواه ويحقق النتائج المرجوة.
في خضم الأزمة التي يمر بها الهلال الرياضي الناظوري، يُلاحَظ بشكل واضح تراجع الدعم من جانب العديد من أبناء الفريق، سواء كانوا لاعبين سابقين أو مسيرين. هذا التراجع في الدعم لم يكن مقتصرًا على فئة معينة بل شمل عددًا كبيرًا من الأسماء التي كانت تشكل جزءًا من تاريخ النادي، مما زاد من تعقيد الأزمة التي يواجهها الفريق.
أحد الأسباب التي تسببت في تفاقم الوضع داخل الفريق هو تخلي “النخبة” عن الهلال في لحظة كان فيها الفريق في أمس الحاجة لدعمهم. فعلى الرغم من أن النادي كان يُعتبر في يوم من الأيام منبرًا للعديد من اللاعبين والمسيرين الموهوبين الذين ساهموا في تاريخه الطويل، إلا أن هؤلاء النخبة اختاروا الابتعاد في وقت كان فيه الفريق بحاجة إلى تعزيز الدعم المعنوي مادام الدعم المالي منّ المؤسسات موجود .
أما على مستوى اللاعبين والمسيرين السابقين الذين كانت لهم بصمات واضحة مع الهلال، فقد شهد الفريق أيضًا غيابًا لافتًا منهم. مع بداية الموسم، كان من المتوقع أن يلعب هؤلاء دورًا مهمًا في تحفيز اللاعبين الجدد وتعزيز استقرار الفريق، إلا أن هذا الدعم كان شبه معدوم. باستثناء بعض الأسماء القليلة التي ظلت على تواصل مع الفريق، غاب العديد من هؤلاء عن الساحة، تاركين الفريق يواجه تحدياته بمفرده.
لكن، في ظل هذا التخلي، يظل هناك استثناء أو استثنائين حيث قرر بعض أبناء الفريق البقاء والوقوف إلى جانب الهلال. على الرغم من قلة عددهم مقارنةً بما كان عليه الوضع سابقًا.
إن غياب دعم أبناء الفريق من لاعبين ومسيرين سابقين في وقت يحتاج فيه الهلال إلى كافة الأيادي الممدودة زاد من تعقيد الأمور.
مع هذه التحديات الكبيرة، يظل التساؤل الأبرز في أذهان جماهير الهلال: هل سيستطيع الفريق النهوض من جديد؟ وهل هناك من سينقذ الهلال من هذه الأزمات المتراكمة؟ ما هو مصير الفريق في ظل هذه المشاكل التي قد تؤدي إلى تراجعه إلى الأقسام الأدنى؟
يظل الهلال الرياضي الناظوري بحاجة إلى استقرار إداري وفني لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. ولكن يبقى الأمل في أن تعي الإدارة والجماهير حجم المسؤولية وتعمل يدًا بيد لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية في عالم كرة القدم المغربية في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيستطيع الهلال النهوض مجددًا بعد هذا التراجع في الدعم؟ وهل ستعود النخبة وأبناء الفريق للوقوف إلى جانب النادي في محنته الحالية، أم أن الفريق سيظل يواجه مصيره وحده في هذا السباق الصعب