الهلال الناضوري… الشجرة التي قصفتها الرياح

3 يوليو 2015
الهلال الناضوري… الشجرة التي قصفتها الرياح

fdgd: محمد بوتخريط – هولندا / سبور ناضور بتصرف

 

رائحة الزمن الجميل .
في مثل هذا الوقت من أوائل الصيف .. حين مررت قرب المكان انتابني -وكما مَن هم على شاكلتي – احساس بالحزن لما آل اليه .
اعلم جيدا ان لا الزمان هو الزمان ولا المكان اليوم يطابق المكان القديم …ولكن ذاكرتي أبت الا ان تسافر بي للحظات الى سنين مضت .. الى الـ : “فوربو”.
هي رائحة الزمن الجميل . ما كان الـ : “فوربو” وحده، هو من كان يشدنا إليه، كانت تشدنا اشياء اخرى كثيرة .
وحين امر اليوم بالمكان ..ارى أسماء منقوشة على ما تبقى من تاريخ الهلال، للاعبين مرُّوا من هناك .. تركوا بصمات في تاريخ “المستديرة” الناظورية.. اشم فيه رائحة جيل بأكمله .
عشنا معه أقوى اللحظات… جيل أتحفنا بعروض فنية شيقة داخل ذات “الفوربو”  “.

اسمعهم اليوم… شباب المدينة أقوياء كانوا… هم من كانت صفحات التاريخ بعضاً من سطور أفعالهم .
وإن كنت اليوم جئت لأستحظرهم ، فليس فقط لنتعرف عن تاريخهم …ولا عن حياتهم .. بل جئت لنتعرف أين نحن من هؤلاء..
مولاي و ديدي وكورينتا و(بورتيرو) ميمون وحماد وباراشينا ونجيب وخينطو والروبيو والعربي و وكحلاوي والتسولي والشريف وبوسحابة وبوقادوش وغيرهم.
وطبعا بنخدة و البكاي وأقشار و بولحفة و مصباح و المعكشاوي و سميري و مرابط و ميمون ن مريتش ، التانوتي ، بنعزة… وآخرون كثيرون..
أسمعهم اليوم يصرخون في صمت … بعد ان استمتعنا ولسنوات بعروضهم الجميلة ، وبلمحاتهم الفنية ، ولمساتهم التكتيكية ، التي كانت تؤكد للجميع – أو اننا كذلك كنا نتخيل – ان المستقبل لشبابنا ، الذي سيحمل على عاتقه مهمة المشاركة في إنجاح المشروع الرياضي الناظوري الريفي ، من خلال حالة النهوض الرياضي التي كان يقودها شباب المدينة وبإمكانيات ذاتية محظة.

أتذكر أيام العز والكرامة وأيام كنا نحلم بفريق كروي واحد . لم أكن أبدا فى يوم من الأيام من مناصري الهلال او الفتح ولكني كنت قريباً من الفريقين بمعنى من المعانى ، وعندما ظهرت فرق أخرى كنت اساند الجميع.
ولست أدرى ما الذى جعلنى أراها اليوم أمامى وأسمع صوت “المناصرين” وهم يهتفون « الهلال.. ازْدك ازدك.. آآآ.الهلال.».« الفتح امشا وارجع و….»..الخ من الشعارات التي كانت تلهب قلوب الجماهير المتعطشة دائماً “للنصر”.
تُرى هل سيشعر أصحابي اليوم بما أشعر به …اللحظة.

معاناة .. في صمت رهيب.
كانت طموحاتنا كبيرة في ان نرى “الهلال” فريق رياضي كبير، ولو بامكانيات قليلة…عشنا مع الفريق أزهى فتراته وهو في القسم الأول.. أتذكر الاحتفالات التي كانت تسبق مباريات الفتح والهلال ، حين كنَّا نملأ جنبات ال ” فوربو” بالناظور ساعات قبل بدء المباريات..
وعشنا معها كل انتكاساتها..حين عاد الهلال إلى القسم الثاني ، ثم بعده إلى قسم الهواة ،ليعود الفرح ثانية مع صعوده من جديد إلى المجموعة الوطنية الثانية.!
كل شيء تحول اليوم الى “أزمات” تعصف بها وهي يعاني في صمت رهيب…
منذ مدة كبيرة تقهقرت و عادت إلى الخلف كل فرق المدينة … ولأسباب ما لا يجهلها أحد ، ولعل أبرزها “غياب الحكامة الجيدة في التسيير الرياضي، وغياب مشاريع رياضية هادفة، مع انعدام التخطيط وعدم توفر الإدارة المثالية”.
واجهت إكراهات كبيرة في كل المواسم ..بسبب غياب ملاعب ملائمة وسواء لأجراء التداريب أو لإجراء المباريات بل وكانت تُرغم على خوض تدريباتها بغابات و”مستنقعات” وشوارع وأزقة المدينة .
دب الجمود بالمدينة ، غادرت “إدارات” وجاءت أخرى و تحولت الوعود سراباً وبعضها الى أكاذيب ، مشاريع بقيت مرسومة على الورق دون تفعيل . ماتت بعد ان ذهبت ضحية أهداف شخصية رخيصة ،نتيجة غياب المسؤولية لدى بعض المسؤولين ، مستغلين غياب المحاسبة ، وعدم اعتماد الحكامة في التدبير المالي و الإداري.

هدا وداك كله من الماضي الهلال اليوم في ورطة  السوؤال المطروح اي مستقبل ينتظر الهلال بعد ان عبثت به ايدي الغدر

 

 

الاخبار العاجلة