سبور ناظور – محمد بنعمرو
انطلاق البطولة الجهوية للفئات الصغرى: تحت شعار تعزيز القيم التربوية والروح الرياضية بين أطفال الناظور
انطلقت رسميًا يوم أمس الأحد 10 نوفمبر 2024 النسخة الثالثة من البطولة الجهوية للفئات الصغرى، التي ينظمها الاتحاد العام للجمعيات الرياضية لكرة القدم بالمغرب. أقيمت احتفالية الافتتاح بملعب الشبيبة والرياضة بالناظور ، وسط أجواء حماسية وحضور مميز، في خطوة تهدف إلى دعم الرياضة لدى الفئات الصغرى، وإكسابهم مهارات اللعب الجماعي والانضباط الرياضي. جاءت هذه البطولة بفضل التعاون بين الاتحاد والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور، وجمعية الأمل للرياضة والتنمية، الذين يؤمنون بأهمية بناء جيل رياضي قوي قادر على تمثيل المنطقة الشرقية في المحافل الوطنية.
أهداف البطولة : تعد البطولة الجهوية للفئات الصغرى فرصة هامة لنشر الثقافة الرياضية بين الأطفال والشباب، إذ تستهدف هذا الموسم أربع فئات عمرية، هي:
1. فئة الصغار (2010-2011)
2. فئة البراعم (2012-2013)
3. فئة الكتاكيت (2014-2015)
4. فئة المبتدئين (2016-2017)
من خلال إشراك هؤلاء الأطفال في منافسات رياضية منظمة، تهدف البطولة إلى غرس حب الرياضة في قلوبهم، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم، والانخراط في بيئة تعزز لديهم قيم التعاون والعمل الجماعي. وتعتبر البطولة جزءًا من رؤية شاملة لتعزيز الأنشطة الرياضية في الاقليم ، وخلق فضاءات تمنح الأطفال فرصة استثمار طاقاتهم بشكل إيجابي.
انطلقت منافسات البطولة بإجراء الجولة الأولى لفئة البراعم (مواليد 2012-2013)، وسط حضور مجموعة من الشخصيات الرياضية الهامة. وقد شهد حفل الافتتاح مشاركة كل من السيد فريد دشيش، المسؤول عن القطاع الرياضي في المديرية الإقليمية بالناظور، إضافة إلى العضوين في اللجنة التقنية الجهوية لعصبة الشرق، السيدين رشيد نكروز ومحمد نهاري، كما حضر السيد عبد العزيز الكبير، الكاتب العام للاتحاد العام للجمعيات الرياضية، إلى جانب السيد رشيد فرحاوي، رئيس جمعية الأمل للرياضة والتنمية ورئيس الجهة الشرقية للاتحاد. وقد أعرب الحضور عن سعادتهم ببدء هذه النسخة الجديدة من البطولة، وأشادوا بالجهود المبذولة لتنظيمها، مؤكدين أن البطولة ليست مجرد منافسة، بل هي تجربة تربوية تهدف إلى تنمية الجوانب الإنسانية والاجتماعية لدى الأطفال المشاركين.
تشهد البطولة هذا العام مشاركة 20 جمعية رياضية من مختلف مناطق المنطقة الشرقية، مما يعكس التفاعل الكبير والإقبال المتزايد على هذه البطولة المتميزة . ويشارك الأطفال في المباريات بشكل أسبوعي، حيث تُقام المنافسات بانتظام وصولًا إلى نهاية البطولة المتوقعة في 29 يونيو 2025. كما يُنتظر أن تكون المنافسة على أشدها، إذ سيتأهل بطل كل فئة لتمثيل المنطقة الشرقية في البطولة الوطنية، وهو حافز إضافي للأطفال المشاركين لتقديم أفضل ما لديهم.
التوجه التربوي للبطولة تركز البطولة على القيم التربوية بقدر ما تركز على المنافسة. فمن خلال التنافس الرياضي، يتعلم الأطفال الانضباط، والالتزام بالقوانين، وأهمية التحلي بالروح الرياضية، سواء في الفوز أو الخسارة. كما تسعى البطولة إلى تعزيز التواصل بين الأطفال من مختلف مناطق الاقليم ، ما يسهم في بناء صداقات جديدة وتوسيع دائرة التواصل الاجتماعي لهم.
ولقيت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من أولياء الأمور، الذين أشادوا بأهمية مثل هذه التظاهرات الرياضية في صقل شخصية أبنائهم، وإبعادهم عن مظاهر السلوكيات السلبية. إذ تتيح البطولة للأطفال ممارسة نشاط رياضي جماعي بشكل منتظم، وتعزز لديهم قيم التعاون والاحترام المتبادل، ما يسهم في تطوير شخصياتهم بشكل متوازن.
التطلعات المستقبلية مع نجاح النسخ السابقة من البطولة، يأمل المنظمون في أن تكون هذه النسخة خطوة إضافية نحو تكريس رياضة الأطفال كجزء لا يتجزأ من المنظومة الرياضية الوطنية. ويطمح الاتحاد العام للجمعيات الرياضية لكرة القدم بالمغرب إلى توسيع نطاق البطولة في المستقبل لتشمل المزيد من الأقاليم، وتنظيم أنشطة موازية لتأطير الأطفال في مجالات مختلفة مثل الصحة النفسية، والتغذية الرياضية، بهدف خلق بيئة متكاملة تدعم نموهم البدني والعقلي.
تأثير البطولة على الأطفال بخلاف الأهداف الرياضية، تحمل البطولة الجهوية للفئات الصغرى تأثيرًا إيجابيًا على نمو الأطفال على مستويات مختلفة، حيث تعزز فيهم الثقة بالنفس وتدفعهم إلى الاعتماد على الذات، كما تسهم في تحسين مهاراتهم الحركية والتكتيكية من خلال التدريبات والمباريات. ويتيح لهم هذا التفاعل اليومي مع أقرانهم اكتساب خبرات جديدة، وتعزيز مهارات التواصل والاندماج، ما يُعد جانبًا هامًا في بناء جيل قادر على التعامل مع التحديات المستقبلية.
ختاما يمكن القول إن البطولة الجهوية للفئات الصغرى ليست مجرد تظاهرة رياضية، بل هي مبادرة تربوية واجتماعية تعمل على غرس قيم نبيلة في نفوس الأطفال، وتهيئتهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع. كما تؤكد هذه البطولة على الدور الهام للرياضة كوسيلة للتنمية الشاملة، إذ تجمع بين الجوانب البدنية، والتربوية، والاجتماعية، في إطار يتيح للأطفال فرصة الاستمتاع بالتجربة الرياضية، وتطوير مهاراتهم، والمساهمة في تعزيز الروابط بين المدن المختلفة.
مع اختتام البطولة في يونيو المقبل، سيتم اختيار أبطال الفئات لتمثيل المنطقة الشرقية في البطولة الوطنية، ما يعزز من قيمة التجربة ويفتح آفاقًا جديدة أمام الأطفال المشاركين ليصبحوا أبطال المستقبل في رياضة كرة القدم بالمغرب.