منذ ظهور ما يعرف “برنامج الحكم الآخر”، لاحظ المتتبعون انه برنامج يفتقر الى الموضوعية والحياد أولا، وثانيا يحتاج الى خبراء أكفاء في مجال اللغة وهذا مدججا بكل الوسائل التي ترصد الحالات التحكيمية وجعلها في الميزان، والتميز بين القرارات الصائبة والقرارات المجانبة للصواب. والغريب في الأمر أن المحللين هم الآخرون تحتاج قراراتهم الى حكم رابع ، فهناك تناقضات واضحة في رصد الحالات الى درجة الاختلاف بين المحللين، أضف الى ذلك سوء تقدير بعض الحالات وقراءتها قراءة سليمة ، فأحيانا نرى أحكامهم على بعض القرارات التحكمية غير مفهومة رغم أن الصورة توضح كل شيء وهذا ما يطرح التساؤل عن هذه أللخبطة وهذا التذبذب في اتخاذ قرار تجاه حالة معينة ومن خلال ما تابعناه أن هذا البرنامج يفتقد الى المصداقية والموضوعية ، ان لم نقل ان بعض المحللين يدافعون عن بعض الحكام رغم ارتكابهم لأخطاء فادحة ، كما أنهم يشنون هجوما على حكام آخرين وهذا ما يدخل هذا البرنامج في خانة الشك حول الأهداف المتوخاة من برنامج اسمه الحكم الآخر ؟ .
ولعل ما يرتكبه الحكام في المقابلات من قرارات خاطئة وهذا ربما نتيجة الضغط الذي يمارسه بعض المدربين ورؤساء الفرق، وربما أن البرنامج بحد ذاته يؤثر على الحكم.
فإذا أردنا فعلا ان نذيع برنامجا يرصد الحالات التحكيمية فعلينا أولا:
– خبراء في التحكيم ومحايدون
– توفير الأجهزة اللازمة من كاميرات رقمية والمعدات الإلكترونية داخل الملعب لرصد كل الحالات بكل وضوح
– التعرض لجميع الحالات التي تثير الجدل، أما ما كان واضحا فلا داعي لمناقشته لأن الحكم آنذاك طبق روح القانون .
– الموضوعية والمصداقية في قراءة القرارات التحكيمية دون الدفاع عن حكم دون آخر.
فإذا توفرت هذه المعطيات بإمكاننا أن نرفع من مستوى التحكيم مع العلم أن هذه الأخطاء كانت وستكون لأنها ضمن اللعبة … واللعبة كما يخطئ اللاعب ، ويخطئ المدرب والمسير والجمهور حتى الحكم فهو بشر قد لا يصيب أحيانا في بعض قراراته شريط أن لا تكون هناك خلفيات ونوايا مبيتة من قبل الحكام .
وخير دليل على هذا التوجه الغير مبرر للأخطاء الكارثية التي وقع فيها الحكم الكزاز ومرافقيه في مقابلة النهضة البركانية وأولمبيك أسفي ، وأثناء رصد قراراته من طرف برنامج الحكم الآخر فنجد أن المحللين دافعا بشدة عن الحكم الكزاز رغم ارتكابه لأخطاء قاتلة أجمع كل التقنيين والمحللين والمشاهدين لهذه المقابلة أن الكزاز حرم فريق النهضة البركانية من ضربتي جزاء واضحتين ولم يستطع أن يتحكم في مجرى اللقاء ومع الأسف أن المحللين تعرضا لرصد هذه الحالات بطريقة مجانبة للصواب ، وهذا ما يفسر أن هذا البرنامج موجه للدفاع والتغطية عن بعض الحكام وهذا ما يسئ الى المنظومة التحكيمية وكرة القدم بصفة خاصة، ولا يساعد على رفع مستوى الحكام في بلادنا
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]
