“بيجيدي” يخترق “الكاك” والحسيمة فريق “البام”

2 مارس 2015
“بيجيدي” يخترق “الكاك” والحسيمة فريق “البام”

شباط يتربص بالـ “ماص” وأبو خديجة يستسلم للاستقلال وانقسام في تمارة

في الإمبراطورية الرومانية القديمة شاعت مقولة معناها “اعط الشعب الخبز واشغله في اللعب تبعده عن السياسة” ، وقيل بلسان رموز الاستبداد في العصر الحديث “لقد سمحنا لكم باللعب والعبث، فاتركوا لنا السياسة”.
لكن، واقع الحال يثبت عكس المقولتين، فلم يعد هناك فرق بين الكرة والسياسة، بل هناك ارتباط وثيق بينهما، أو مثلما يحلو للبعض أن يردد، هناك شعرة رقيقة تفصل بين تسييس الكرة و”تكوير” السياسة. 
 إذن السياسة  اخترقت معظم أنديتنا الوطنية، وجعلتها مرتبطة بسياسيين اتخذوها مطية لأغراض سياسوية وانتخابوية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية أو التشريعية.

“بيجيدي” يخترق “الكاك”

بسط حزب العدالة والتنمية يده على فريق النادي القنيطري قبل ثلاث سنوات، وبات مرتبطا به أكثر من أي وقت مضى. قبل ثلاث سنوات كان هذا النادي يسير من قبل ثلة من المسيرين من أجل إعادته إلى سابق عهده مع الألقاب والتتويجات، لكنهم فشلوا في ذلك، لغياب السيولة المالية.
وظل حزب «بيجيدي» يتربص للسيطرة على ممثل جهة الغرب شراردة بني حسن، فلعب بورقة المنحة والحوافز للانقضاض على «فريسته»، وكان له ما أراد بعد الإطاحة برئيس الفريق السابق حكيم دومو.
كان عبد العزيز رباح، رئيس المجلس البلدي ووزير النقل والتجهيز، مهندس «الانقلاب» الأبيض على مكتب دومو من خلال رفع الدعم إلى 400 مليون سنتيم سنويا، في الوقت الذي كان المجلس يمنح للأخير مبلغا لا يقل عن 160 مليونا.
استغل طباعةمسؤولو المجلس البلدي تواضع نتائج الفريق وقلة الإمكانيات وتوالي الاحتجاجات، التي تزامنت مع الربيع العربي، فسهروا على «تنصيب» محمد شيبر، رئيسا للجنة المؤقتة، ثم أنس بوعناني في مرحلة ثانية، بعد إقناع الأخير، فمحمد الحلوي، بيد أن دهاليز تسيير هذا النادي تؤكد أن من يتحكم في التدبير اليومي، ليس أولئك الذين أفرزهم الجمع العام بكل تأكيد، فهناك منتخبون وسياسيون موالون لرئيس المجلس البلدي يتحكمون ويقررون وينتدبون لاعبين دون أن يكون لهم علم بعالم الكرة.

شباط يتربص بـ “الماص”

لا حديث في فاس إلا عن محاولة حزب الاستقلال احتواء فريق المغرب الفاسي، الأكثر شعبية في فاس، باعتباره الممثل الأول للعاصمة العلمية.
سعى حميد شباط، عمدة فاس، إلى التدخل بقوة لإبعاد مروان بناني عن رئاسة الفريق، بعدما قرر وقف إمداداته المالية سواء على المغرب الفاسي أو جاره وداد فاس، بمبرر عدم توقيع الاتفاقية معهما. 
لكن شباط سيعود إلى الواجهة مجددا، بعد انتخاب رشيد والي العلمي رئيسا ل”الماص”، إذ تدخل لجلب مستشهرين جدد للنادي، أملا في الحصول على موارد مالية إضافية، على أساس أن يؤدي كل مستشهر واجبات 20 منخرطا، ما جعل بعض مكونات النادي تتحفظ على الطلب، مخافة اختراق النادي من قبل حزب “الميزان”.
كان المغرب الفاسي، بفعل شعبيته، محط أطماع أحزاب سياسية، فبعد الاستقلال، الذي كان ممثلا في مكتب “الماص” إلى عهد قريب، كانت أحزاب اليسار حاضرة في مكاتب الفريق في السنوات الماضية، ما جعل سياسيي فاس يستغلون هذا النادي مع اقتراب كل استحقاق انتخابي.

الحسيمة فريق “البام”  

اقترن شباب الريف الحسيمي في السنوات الأخيرة بإلياس العمري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خاصة بعد تحقيق الفريق الصعود إلى القسم الأول. حينها سخر العمري كل نفوذه من أجل أن يكون لشباب الحسيمة مكان في فرق الصفوة.
بات الفريق مركزا ومعقلا لسياسيي «البام»، إذ يتشكل غالبية أعضائه من منتخبين وأعضاء بالمجلس البلدي، وإلى جانب رئيس الفريق عبد الصادق البوعزاوي، عضو بلدية الحسيمة، يتأثث المكتب المسير من قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة، نظير نور الدين بوشحاتي، نائب رئيس جامعة كرة القدم، وإسماعيل الرايس، أمين المال وعضو بلدية الحسيمة، وفريد أساسي، نائب رئيس المجلس الإقليمي ونور الدين بلوقي، مقرر الميزانية في المجلس الجهوي لتازة الحسيمة تاونانت، ومحمد أقوضاض عضو بلدية الحسيمة، إضافة إلى الإدارية كريمة أقوضاض من حزب «البام» وعضو بلدية أمزورن.
ويعيش شباب الريف الحسيمي صراعات وحسابات سياسية بعد تحكم حزب «البام» في تسيير النادي، ما جعل فعاليات حقوقية وجمعوية تطالب باستقالة أعضاء المكتب المسير، احتجاجا على تسييس ممثل الريف بالقسم الأول.
ونتيجة للتجاذبات السياسية، قدم عبد الإله الحتاش، نائب رئيس شباب الحسيمة، استقالته من المكتب المسير، احتجاجا على القرارات الانفرادية وعدم احترام الاختصاصات والتدخل في الشؤون التقنية والمالية.

“بام” و”الاستقلال” يقسمان تمارة

يعاني فريق اتحاد تمارة، الممارس بالقسم الثاني، تجاذبا سياسيا غير مسبوق بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، لرغبة كل طرف في الاستحواذ على الفريق مع اقتراب موعد الانتخابات.
ويرأس الفريق عبد الله عباد، وهو عضو المجلس البلدي باسم «البام»، مؤازرا ببوشعيب المامون، عضو شبيبة الحزب نفسه، وابنه أحمد، وصهره، فيما الطرف الثاني، يمثله أحمد المارودي من حزب الاستقلال، وعادل شكيلطو نائب برلماني عن الحزب نفسه، والمؤازر بدوره من قبل والدته عضو المجلس البلدي لتمارة.
وكان بديهيا أن تظهر صراعات خفية، خاصة بين الرئيس عبادي ونائبه، وخلافات في العمق أثرت على معنويات الفريق وطاقمه التقني.
وحسب مصادر مقربة، فإن 80 في المائة من مكتب اتحاد تمارة إما مستشارون في البلدية أو برلمانيون، كما أن أغلبهم يجهلون التسيير ورياضة كرة القدم، حتى إن أعضاء بالمكتب المسير يجهلون أسماء لاعبي اتحاد تمارة. وكشفت هذه المصادر أن الشغل الشاغل لهؤلاء هو كيفية الاستحواذ على قاعدة الفريق الجماهيرية لاستغلالها خلال الانتخابات المقبلة.

أبو خديجة يغرق “الكوديم”

ظل عبد المجيد أبو خديجة، رئيس النادي المكناسي، يشجب في تصريحاته السابقة تدخل سياسيي مكناس في شؤون الكرة، وأقسم أنه لن يتردد في فضح من أسماهم المتربصين بال»كوديم»، إلا أنه سرعان ما غير قناعته في الفترة الأخيرة، وهو يحصل على بطاقة حزب الاستقلال، التي تثبت انتماءه السياسي.
وأكدت مصادر مقربة، أن رئيس «الكوديم» انبطح للتجاذبات السياسية، ولم يجد بدا من الانخراط في حزب سياسي بسط نفوذه على الرياضة في مكناس، أملا في الحماية لا غير.
قبل سنتين شن أبو خديجة هجوما عنيفا على محمد بلماحي، رئيس المجلس الإداري للنادي المكناسي والقيادي في حزب «الميزان»، متهما إياه باستغلال «الكوديم» لأغراض شخصية، بل وقاده إلى القضاء، قبل أن يتراجع عن قناعته ويصطف بجانب من كان ينعته بأوصاف قدحية إلى وقت قريب.
في الخمسينات والستينات، كان رجال السلطة والأعوان والعمال يسيطرون على «الكوديم» ويوفرون له كل ما يحتاج، قبل أن ترفع السلطة يدها عن ممثل العاصمة الإسماعيلية في السنوات الماضية، تاركا مصيره بيد الأحزاب السياسية.

عمدة يبسط نفوذه في سلا

لم تسلم معظم الفرق الوطنية من أطماع سياسية سواء بالقسم الأول أو الثاني، رغبة في استغلال شعبية الكرة، من بينها جمعية سلا، الذي يتشكل غالبية أعضاء مكتبه المسير من حزب الأحرار، خاصة أن نور الدين الأزرق، عمدة سلا، يرأس المكتب المديري للنادي.
يجمع الأزرق بين تدبير شؤون سكان سلا وتسيير ميزانية جمعية رياضية، لهذا لا غرابة أن ينفرد بجميع القرارات علنية وفي الخفاء.
وحسب مصادر «الصباح الرياضي»، فإن الأزرق تدخل لانتخاب عادل التويجر رئيسا لفرع كرة القدم، كما سانده لرئاسة عصبة الغرب.
أما اتحاد طنجة، فيسيره عبد الحميد أبرشان من الاتحاد الدستوري، وهو رئيس مجلس عمالة طنجة أصيلا، ونائبه في الفريق نفسه فؤاد العمري عن الأصالة والمعاصرة، والذي لم يكن سوى عمدة طنجة، وهما معا لا يسلمان من الاحتجاجات أو المطالبة بالرحيل عن الكرة بعد كل نكسة يتعرض لها فارس البوغاز.
عيسى الكامحي/ الصباح

 

[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]

ضضضضضضضضضضضضضضض

الاخبار العاجلة