تغطية إعلامية محتشمة للمنتخب الوطني المغربي للفوسال قبل يوميان من انطلاق منافسات كأس العالم احتكار أم سوء تقدير؟
على بُعد يومين من انطلاق بطولة كأس العالم، نجد أنفسنا أمام تساؤلات مُلحة حول التغطية الإعلامية للمنتخب الوطني المغربي في أوزبكستان، والتي تبدو، وفقاً لمتابعين، محتشمة وغير شاملة. هل يتعلق الأمر باحتكار غير معلن للمنتخب من قِبَل بعض وسائل الإعلام؟ أم أن هناك سوء تدبير وتقدير لقيمة التغطية الإعلامية الشاملة لجميع مناطق الوطن؟
لطالما كان المنتخب الوطني المغربي بمثابة “رمز وطني” يمثل كافة المغاربة دون استثناء، بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية أو الثقافية. إن كرة القدم، باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية، تُعتبر مصدر فخر جماعي، وأي إنجاز يُحققه المنتخب يكون فوزاً مشتركاً لكل المغاربة. إلا أن التغطية الإعلامية المحصورة في منابر معينة، خاصة تلك التي تُركز على مناطق بعينها وتُهمل مناطق أخرى مثل الريف والشرق، تطرح تساؤلات حول مدى العدالة في توزيع الفرص الإعلامية والحق في التواجد والمشاركة في هذه الأحداث الكبرى.
من المؤكد أن هناك متابعين ومشجعين مغاربة في كافة ربوع المملكة، بما في ذلك الريف والشرق، الذين يتابعون عن كثب مجريات المنتخب الوطني ويعيشون شغف هذه الرياضة. فكيف يمكن تبرير غياب منابر إعلامية تمثل هذه المناطق في تغطية أحداث هامة مثل المشاركة في بطولة كأس العالم؟
الاحتكار الإعلامي الذي قد يبدو واضحاً في هذا السياق لا يعكس فقط مشكلة تمثيل جغرافي، بل يتجاوز ذلك ليُطرح سؤالاً أكثر عمقاً: هل يُعتبر المنتخب الوطني حكراً على فئة معينة أو على مؤسسات إعلامية بعينها؟ أليس المنتخب الوطني ملكاً لجميع المغاربة، ويحق لكل وسيلة إعلامية، بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو حجمها، أن تساهم في نقل أمجاده وتطلعاته؟
التنظيم الإعلامي الجيد يتطلب توزيع الفرص والتمثيل الشامل لكل مناطق الوطن. فالنجاح الذي يحققه المنتخب لا يقتصر على منطقة معينة أو جهة، بل هو نجاح جماعي يحمل في طياته فرحة الجميع. لذا، يجب أن تكون التغطية الإعلامية لهذا النجاح متاحة ومتنوعة لتشمل جميع الأصوات من كافة أنحاء المملكة.
في النهاية، يبقى المنتخب الوطني رمزاً للوحدة والتلاحم، ولا يمكن السماح لأي جهة، سواء إعلامية أو مؤسساتية، أن تحتكر هذا الفخر الوطني. المغرب وطن للجميع، والمنتخب الوطني هو ملك لكل مغربي، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.