مسيرون يستنبطون أفكارا جهنمية للفوز بالقلم أو القدم
لا يقتصر التلاعب في المباريات في البطولات العالمية كما كشف عن ذلك كتاب «ديكلان هيل»، الصحافي الانجليزي الشهير ، «كيف تشتري مباراة في كرة القدم»، بل يصل مستويات أدنى، ويمكن أن يصل الثمن إلى مبالغ قليلة تصل في بعض الأحيان إلى سبعين درهما كما هو الحال في مباريات الهواة بالمغرب.
وتطبع تلاعبات مباريات الهواة بالمغرب الكثير من الطرائف التي تثير الضحك، لما تحبل به من مفارقات وعجائب.
وصل التلاعب سنوات السبعينات والثمانينات في أقسام الهواة، حدودا لا يمكن تصورها إلى درجة الضحك حد البكاء.
تفتقت موهبة مسير لفريق بالهواة بالبيضاء إلى ابتكار طريقة لتأجيل مباراة لفريقه بغرض التفاوض مع المنافسة في ظروف أخرى، عندما أمر بإغلاق قناة صغيرة لصرف مياه الأمطار من الملعب، الذي غمرته المياه في ظرف وجيز، ما أرغم الحكم على وقف التباري.
وأرجئت الدقائق المتبقية من المباراة إلى أن اتضحت الرؤية، واقترب الموسم من نهايته، وكان حينها الفريق المستضيف قد ضمن بقاءه بالقسم الذي ينافس فيه، فيما كان المنافس يصارع من أجل اللقب، فتم الاتفاق على فوز الأخير بطريقة غريبة.
دهاء كاتب عام بفريق بالهواة أملى عليه طريقة غريبة لتفويت نتيجة المباراة لفريق منافس.
وقام الكاتب العام بتسجيل لاعبين في المباراة، ليسا سوى ابنيه، اللذين كانا يلعبان بالفريق، قبل أن يتصل بعد ذلك بمسيري الفريق الخصم، ويطلب منهم تقديم اعتراض لضمان الفوز بالقلم والحصول على نقاط المباراة، دون ضجيج، وذلك ما كان.
ويتوفر الكاتب العام المذكور على سجل حافل في التلاعبات، آخرها حصوله على مبلغ مالي دون أن يبذل أي مجهود، سوى أنه راهن على تعادل فريقه في مباراة حاسمة أمام فريق آخر ينافس على تفادي النزول في الدورة الأخيرة، وهي النتيجة التي كانت تخدم فريقا ثالثا مهددا هو الآخر بالنزول.
وتعادل الفريقان وتسلم المسير المذكور المنحة المالية بوساطة رئيس فريق آخر بالبيضاء، لكن توقف المباراة بسبب محاولة الاعتداء على الحكم، جعل الفريق الثالث أكبر خاسر.
متلاعبون “قمارة”
يعمد بعض المتلاعبين إلى فبركة عمليات تلاعب وهمية للنصب على ضحاياهم مقابل أموال يحصلون عليها دون أي مجهود.
ويقوم بعض المتلاعبين، سواء كانوا لاعبين أو مسيرين، مثلا، بإقناع ضحاياهم بأنهم سيفوتون لهم المباراة، دون أن يقوموا بأي تهاون أو تدخل، فإذا كانت النتيجة مثلما اشتهى الضحية فإن الطرف الآخر يحصل على المبلغ المالي المتفق عليه، وإذا كانت العكس فإنه يخترع بعض الحجج الوهمية، إذ يمكن أن يقول له مثلا ”درت اللي عليا، ولكن فرقتك ضعيفة”، أو ”بغيت نتعاون معاك لكنهم عاقوا بي”.
ويقوم بهذه العملية بعض الرؤساء الذين اغتنوا من أنديتهم، وأصبحوا معروفين بذلك.
صفقات مسبقة
تضع بعض الفرق، الراغبة في الصعود، خارطة طريق قبل بداية الموسم، بالتنسيق مع ”الفرق الحليفة” في الشطر أو المجموعة التي تمارس فيها.
وهناك فرق معروفة بهذه الطريقة، خصوصا تلك التي تنتمي إلى جهة أو منطقة معينة، وتتبارى مع فرق أخرى في البطولة نفسها. ويضمن الفريق المعني نقاط مبارياته مع الفرق التي اقتنعت بالعرض، ما جعل عددا كبيرا من الفرق المتضررة تطالب بمراجعة نظام توزيع الأشطر، لتجنب التحالفات والتكتلات التي تتم في واضحة النهار.
حكاية البث الوهمي
تقول الحكاية إنه وصل خبر ”بيع” مباراة إلى أحد رؤساء الفرق المهددة بالنزول، والتي كان طرفا فيها، وستلعب بملعبه وبين جمهوره، وناقل الخبر أشعر الرئيس بأن ثلاثة لاعبين من فريقه متورطون في الأمر.
ظل الرئيس أسبوعا دون نوم يفكر في الطريقة التي ستمكنه من وقف هذا التلاعب، طريقة تكون بأقل تكلفة لأنه لا يملك المال الكافي.
تفكيره هداه إلى نشر إشاعة بين لاعبي فريقه أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية قررت بث مباراة فريقه مباشرة على القناة الأولى (لأن حينها لم يكن هناك وجود لقناة الرياضية ولا لبرنامج هواة الذي يهتم بمباريات هذه الأقسام).
انطلت الحيلة على لاعبي فريقه وبدأ الجميع يتساءل فعلا هل صحيح أن المباراة ستبث مباشرة ولماذا فكر التلفزيون في نقل هذه المباراة بالضبط دون غيرها؟.
ولحبك القصة بشكل جيد اكترى الرئيس كاميرتين ووضعهما في جوانب الملعب لإظهار أن التلفزيون المغربي سيبث المباراة مباشرة على إحدى قنواته.
الحيلة انطلت على لاعبي الرئيس ولم يتلاعبوا بنتيجة المباراة بل قدموا مستوى جيدا وتمكنوا من تسجيل هدفين وفازوا بالمباراة وضمنوا البقاء.
حكاية الحافلة
يحكي أحد خبراء أقسام الهواة، أنه في سنوات التسعينات، اضطر رئيس فريق كان يلعب بقسم الهواة، إلى الوصول إلى طريقة سهلة وبأقل التكاليف تجعل فريقه يحقق الفوز وضمان البقاء بالقسم الذي يلعب به.
في البداية اتصل برئيس فريق سيكون منافسه في المباراة الأخيرة لكن الأخير تحجج بأنه لا يستطيع الحديث مع اللاعبين أو المدرب لخسارة المباراة، لأن وضعه الاعتباري لا يسمح له بذلك، بعدها حاول التقرب من عميد الفريق لكنه فشل ليقرر البحث عن الحكم الذي سيدير المباراة وبعد محاولات كثيرة فشل أيضا.
في الأخير قرر الرئيس الاجتماع مع عدد من مقربيه من أجل البحث عن الطريقة التي تجعله يفوز بالمباراة، فاقترح عليه أحد المقربين الثقاة أن يحاول استمالة سائق الحافلة الذي سيتكلف بإيصال الفريق إلى المدينة التي ستحتضن المباراة.
وبعد عدد من المحاولات تمكنوا من ربط الاتصال بالسائق والاتفاق معه على الخطة التي ستمكنه من عدم إيصال الفريق بادعاء عطب بالحافلة حتى يتمكن الفريق من تحقيق الفوز بسبب غياب الفريق المنافس وهو الشيء الذي تم.
حكاية السوق الأسبوعي
في إحدى القرى بالأطلس المتوسط، يستغل فريق بقسم الهواة، مكان السوق الأسبوعي لإقامة مبارياته بسبب عدم توفر مكان آخر بالقرية لاستقبال الأندية التي يواجهها.
اتصل أحد رؤساء الأندية الراغبة في الاستفادة من نتيجة المباراة التي تهمه لضمان عدم النزول، برئيس الفريق المعني بهذه القضية، وطالبه بمساعدته على استمالة بعض لاعبي فريقه من أجل تسهيل المهمة، وهو الشيء الذي استجاب له الرئيس لكن دخول مسؤول فريق آخر معني بالمباراة واحتجاجه الشديد وتهديده بفضح ما اتفق عليه، جعل الأمور تتوقف عند هذا الحد.
رغبة الفوز كانت كبيرة لذلك فطن الرئيسان إلى حيلة وهي الاتفاق على برمجة المباراة يوم السوق الأسبوعي حتى يتعذر على الفريقين خوضها لتنتهي بفوز الفريق الضيف، خصوصا مع عدم القدرة على إيجاد ملعب ثان لاستقبالها.
تمت البرمجة دون أن تثير أي مشاكل خصوصا مع التعهد بعدم التلاعب بنتيجتها أمام عدد من رؤساء الأندية.
يوم المباراة سيتفاجأ الجميع بوجود حافلات وبهائم وشاحنات قرب بوابة الملعب السوق الأسبوعي، ليبدأ الجميع في الاحتجاج وإظهار أنهم غير معنيين بهذا الأمر.
لم يكن أمام الحكم الذي كلف بإدارة المباراة إلا الإعلان عن فوز الفريق الضيف خصوصا أن الجميع يعلم أنه لا يوجد أي مكان آخر يمكن استقبال هذه المباراة.
الحيلة انطلت على الجميع والفريقان استفادا. الأول من تحقيق الفوز وعدم النزول وضمان مكان بقسم الهواة والثاني من مبلغ مالي يمكنه من ضمان مصاريف الانتدابات رغم أنه سيضيع نقاطا من رصيده.
حكاية البئر
قصة أخرى يرويها الخبير نفسه، أنه خلال أحد المواسم السابقة، رغب أحد الرؤساء في الفوز بمباراة لضمان البقاء وعدم النزول ولتحقيق ذلك كان عليه أن يضمن أن الفوز حليفه في المباراة الأخيرة ولو بهدف لصفر.
ظل طيلة الأسبوع يفكر في الطريقة التي تمكنه من تحقيق ذلك خصوصا أن المباراة ستجرى بملعبه وأمام جمهوره وفي حال تحقيق نتيجة أخرى غير الفوز سيتحول الملعب إلى حلبة للمصارعة وسيكون هو الضحية رقم واحد لأنه الرئيس والمعني بشؤون الفريق.»الفوز لن يأتي به إلا البئر»، كانت هذه الجملة هي التي فتحت له باب الأمل والتي قال له أحد المكلفين بالحراسة بالملعب، الحكاية بدأت حين اكتشف أحد الرؤساء السابقين أن بالقرب من المرمى بالملعب بئرا قديما وحين استضاف الفريق أحد الأندية المنافسة، طلب الرئيس من أحد معاونيه أن يخيف حارس المرمى الفريق المنافس بالبئر الموجود قرب مرماه وهو الشيء الذي تم، فطلب الحارس من المعاون أن يعرض طلبه الذي لم يكن إلا استقباله لهدف وهو ما تم.
عبد الإله المتقي وأحمد نعيم ر صلاح الدين محسن و عيسى الكامحي
مباراة الفنيدق… استهتار يخرج الجامعة عن صمتها
نتائج فاضحة وسلوكات غريبة لمسؤولين ولاعبين وتقنيين
تثير مباريات أقسام الهواة والعصب الجهوية ضجة كبيرة مع نهاية كل موسم رياضي، بسبب اتهامات بالتلاعب في نتائج بعض المباريات، التي ترغب الأندية المستفيدة من نتائجها إمام الهروب من النزول أو البحث عن الصعود أو لعب مباريات السد.
ولعل أشهر المباريات التي سالت الكثير من المداد هذا الموسم، هي مبارااة أمل ونهضة الفنيدق عن بطولة عصبة الشمال والتي انتهت نتيجتها ب17 هدفا لصفر، من أجل حرمان فريق امل المغرب التطواني من الصعود إلى القسم الوطني الثاني هواة.
وأسفرت التحقيقات التي أجرتها عصبة الشمال وأشرت عليها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باتخاذ عقوبات قاسية في حق الناديين المتورطين، من خلال توقيف أعضاء مكتبي الفريقين مدى الحياة، وإنزال الفريقين إلى القسم الشرفي الرابع بالعصبة، وأدائهما غرامة مالية بقيمة 10 ملايين لكل واحد منهما، وتوقيف اللاعبين والأطر التقنية المسجلة بورقة التحكيم لسنة واحدة.
كما عرفت مباراة نهضة الكارة وسبو القنيطري اتهامات بالتلاعب في نتيجتها، بعد أن انتهت لفائدة الأول ب 11 هدفا لصفر، لحساب الجولة 28 من بطولة القسم الوطني الثاني هواة شطر الشمال، إذ أسفرت الشكاية التي قدمها فريق شباب أصيلة عن إجراء تحقيق وعرض المتورطين على لجنة الأخلاقيات التي اعتبرت أن فريق سبو أساء إلى كرة القدم هواة، وعلى العصبة الوطنية هواة أن تراعي دفتر التحملات في قبول الأندية المشاركة في البطولة.
كما اتخذت الجامعة قرارت بشأن مجموعة من المباريات، كما حققت لجنة الأخلاقيات في مباراة الاتحاد البيضاوي والنادي السالمي ، ومباراة نهضة سطات وسريع وادي، إذ تعتبر بطولة الهواة بقسميها الأول والثاني الأكثر استهدافا من حيث التلاعب في المباريات.
لسوق التلاعب “شناقتها”
يلعب بعض «السماسرة» أو «الشناقة» دورا محوريا في القيام بعملية الوساطة من أجل شراء ذمم لاعبين أو حكام.
ويكثر الإقبال على هؤلاء «الشناقة» من قبل بعض مسؤولي الأندية عند قرب نهاية كل موسم رياضي، للقيام بمهمة الوساطة بين الراشي والمرتشي، لتفادي آثار إدانتهم في التلاعب.
ويمر التلاعب بعدة مراحل ويتخذ بأشكال متعددة، إذ يبدأ أولا بجس نبض اللاعب أو الحكام قبل مساومتهم، دون إغفال دور العلاقات الشخصية في تعبيد الطريق نحو الفوز أو الخسارة.
وتابعت هذه المصادر أن السمسار أو الوسيط يعتمد أسلوب الاختراق من خلال إغراء لاعب أو لاعبين بمبالغ مالية مقابل تسهيل مأمورية الفوز للفريق المنافس، مستغلا ظروف اللاعب الاجتماعية أو المالية من أجل استمالته والزج به في قضية التلاعب.
واعتبرت هذه المصادر أن العديد من اللاعبين، ممن ثبت تورطهم، خذلوا فرقهم مقابل مبالغ مالية، لغياب الإحساس بالمسؤولية وانعدام الروح الرياضية.
ولم يقتصر التلاعب على اللاعب والمسير دون سواهما، بل يمتد ليكون بعض الحكام مستهدفين، وذلك من أجل استمالة بعضهم لترجيح كفة فريق على حساب آخر، قبل أن تقل هذه الظاهرة في السنتين الأخيرتين، بالنظر إلى الإمكانيات المالية المرصودة للحكام.
وبخصوص الطرق التي يلجأ إليها السماسرة لاستمالة الحكام، كشف مصدر مقرب أن الراشي لا يظهر في العلن، بل يعمد إلى انتداب ”سماسرة” للقيام بمهمة الوساطة، خاصة في حال ثبت أن لديهم علاقة بالفرق المعنية أو الحكام. وأحيانا يضطر الوسيط إلى التحدث مع الحكم لثوان قليلة قبل المباراة، وذلك لإشعار المسؤول أن كل الأمور على ما يرام.
34 هدفا في مباراة واحدة
إن فضيحة التلاعب في نتائج مباريات الهواة ليس وليدة السنوات الأخيرة، أو مرتبطة بجامعة معينة، وإنما تمتد جذورها إلى ستينات القرن الماضي، بسبب العلاقات النافذة لبعض المسؤولين في تلك الفترة.
ويسجل تاريخ كرة القدم الوطنية فضيحة ظلت لسنوات راسخة في الذاكرة، وما زالت ترددها الأجيال الحالية، إذ عرفت بطولة 1970 فوز الاتحاد الزموري للخميسات على الاتحاد الإسلامي الوجدي ب17 هدفا لصفر، بعد ان مهد لاعبو الأخير فوزا سهلا لأبناء الكومسير النافذ في تلك الفترة محمود عرشان، الذي كان يشغل رئيسا للفريق الزموري.
وكانت مباراة الخميسات واتحاد وجدة مرتبطة بمباراة ثانية جمعت بين البريد الرباطي ووداد فاس، إذ كان الفريقان الزموري والرباطي ملزمين بتفادي النزول إلى القسم الثالث، وكان عليهما الفوز بنتيجة كبيرة، إذ انتهت المباراة الثانية بفاس بفوز الفريق الرباطي ب24 هدفا لصفر.
وتابع جماهير الكرة مهزلة المباراتين المذكورتين، إذ نقلتا مباشرة على أثير أمواج الإذاعة الوطنية، وكان كلما سجل الفريق الزموري هدفا إلا رد الفريق الرباطي بهدفين، غير أن هذه المهزلة انتهت بإنزال الأندية الأربعة إلى القسم الوطني الثالث.
قضية “الكوديم”… أشهر التلاعبات
الجامعة أصرت على إنزاله رغم ثبوت تلاعب النهضة القنيطرية وشباب المحمدية
تحدت جامعة كرة القدم القضاء في الدعوى القضائية التي رفعها النادي المكناسي ضد النهضة القنيطرية وشباب المحمدية، متهما إياهما بالتلاعب في نتيجة مباراتهما في موسم 1986 – 1987.
وحسب الفريق المكناسي فإن الفريق القنيطري مهد الفوز لمنافسه حتى يتجنب الهبوط إلى القسم الموالي، والإقرار بنزول النادي المكناسي.
وقضت المحكمة في حكمها الابتدائي والاستئنافي ببطلان النتيجة، وتأكيد الضرر الذي لحق بالفريق المكناسي، إذ أقرت بالتلاعب في نتيجة مباراة النهضة القنيطرة وشباب المحمدية، إلا أن الجامعة ألغت الحكم القضائي، واعتبرت نفسها الأحق بالفصل في النزاعات الرياضية، طبقا لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» دون أدنى اعتبار للحجج والبراهين التي تضمنها ملف الفريق المكناسي.
وأثارت قضية «الكوديم» اهتمام المتتبعين، كما أسالت مداد الباحثين الرياضيين، ممن تعاطفوا مع ملف «الكوديم».
يقول أحمد الحبيب بالمهدي في كتابه «صفحات مشرقة» من تاريخ الرياضة بمكناس «إن اللجوء إلى القضاء، هو في حد ذاته انتصار على الأنانية، وعدم السكوت على التلاعب والحرص على لفت الانتباه. كما أن الوسط الرياضي اهتز لهذه النازلة واستشير في ذلك الخبراء وفقهاء القانون، حتى إن الاتحاد الدولي «فيفا» وصلته أصداء المحاكمة وبحث في ملفاته عن نازلة أو نوازل مشابهة..».
حظيت تفاصيل هذه المحاكم بمتابعة واسعة من طرف المتتبعين الرياضيين، الذين تابعوا كذلك محاكمة بعض اللاعبين المتهمين في التلاعب بنتيجة المباراة من بينهم فتاح خشاش ومحمد أكنان والأخوان الطواهرية والحارس سعيد، إضافة إلى لحسن لحويدك، مدرب النهضة القنيطرية، كما أدين محمد الرداد، رئيس جمعية المحبين لشباب المحمدية. اعتقل هؤلاء وأدينوا ابتدائيا واستئنافيا بثلاثة أشهر حبسا، بعد أن ثبت لدى المحكمة تورطهم في النازلة، قبل إطلاق سراحهم بعفو ملكي.
لم يكن بوسع ”الكوديم” إثبات إدانة الفريقين المتورطين لولا وجود عبد النبي التراب، القاضي ونائب وكيل الملك السابق، ورئيس النادي المكناسي في الفترة نفسها، بعدما خاض أشهر معركة ضد جامعة الكرة، ودافع عن فريقه في قضية اتهم فيها النهضة القنيطرية بالتلاعب في نتيجة مباراته أمام شباب المحمدية.
أدخل جامعة الكرة إلى ردهات المحكمة، متسلحا بالقانون وبحجج دامغة ودفوعات أقوى، ما جعل المحكمة تقضي في حكمها الابتدائي والاستئنافي ببطلان النتيجة.
يتمتع التراب بسلطة ونفوذ ساعداه على إحراج الجامعة أمام المحكمة، إضافة إلى قوة شخصيته وذكائه في التعامل مع الملفات القضائية، ما جعله يتمتع بحظوة في مكناس وأحد أبرز رؤساء «الكوديم» أكثر احتراما وتقديرا في مكناس.
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]