بقلم امين السبتي
حين يصبح السؤال استفزازًا.. أزمة الركراكي مع النقد
لطالما اعتبرت وليد الركراكي رجل تواصل بامتياز ، مدرباً وطنيًا مناسبا لقيادة منتخب تتعدد فيه الألسن، وتتلاقى فيه ثقافات شتّى تحت راية واحدة ، لكن الضغط حتى لا أقول شيئا آخر غيره بعد أن أظهرت عدد من الندوات الصحفية ملامحَ خطاب لا يخلو من التوتر، ونبرة لا تخفي نفورًا من النقد، وتعاملًا متعالٍ ، وكأن السؤال وهو حق صار استفزازًا، وكأن مساءلة القرار الفني لا تُغتفر
صحيح أن ذاكرة المغاربة لا يمكن أن تنسى ما ساهم فيه بمونديال قطر، لكن تلك الذكرى المشرقة لا تمنع من التعبير عن القلق المشروع إزاء ما بات يبدو تراجعًا في الأداء، وارتباكًا في الرؤية
لا أعلم إن كانت اللغة تخونه حين يحاول أن يبدو بليغًا، و هو يطلق تصريحات من قبيل ( ما تلقاوش حسن مني / أنا عندي الديبلومات ) لكن ما وجب أن يعلمه هو أن الديبلومات و خبرة السنين و تتويجات الماضي كلها كانت متوفرة عندما خرجنا أمام جنوب إفريقيا من دور 16 في النسخة الأخيرة ، نعم الأرقام في صفه لكنها ليست معيارا حقيقيا في ظل عدة عوامل من أبرزها توفر جيل مميز منقطع النظير و لا يشبه في تنوعه و جودته كل الأجيال السابقة بالإضافة إلى مساحة اختيار واسعة و استضافة كل المباريات تقريبا داخل الديار و دعم مادي و لوجيستي بلغ أعلى درجات السخاء
المنتخب الوطني ليس منصة فردية، ولا مشروعًا شخصيًا يُدار بمنطق “أنا أعرف وأنتم لا ، بل هو فضاء يقتضي إشراك العقول، وتقدير الأدوار، والتواضع أمام حقيقة واحدة: أن لا أحد، مهما بلغ، يملك الحقيقة المطلقة.
لست في معرض الانتقاص من قيمة الرجل، ولا منجزاته، ولا من كفاءته الفنية التي لا ينكرها منصف. لكن التحديات القادمة لن تتكرر قريبا , آخر استضافة للعرس الإفريقي في المغرب تعود إلى 37 عاما (1988) و آخر تتويج مرت عليه 49 سنة (1976)
لذلك لا يطلب الشارع المغربي سوى منتخب قار بهوية واضحة بعيدا عن العاطفة في الاختيارات التي لا تستثني مجتهدا و لا تقصي متطورا ، في كرة القدم، سيصفق لك الجميع عند النجاح، وسينقلبون عليك عند أول عثرة ، فالأرقام تُنسى، أما الألقاب فهي ما يخلده التاريخ.