ديربي البيضاء.. قمة بنكهة استثنائية تحت ظلال المقاطعة ومطاردة الوداد للثأر
سبور ناظور – محمد بنعمرو
يحتضن المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، مساء اليوم السبت، واحدة من أبرز قمم الدوري المغربي، حين يلتقي الغريمان التقليديان الوداد والرجاء، في ديربي العاصمة الاقتصادية، ضمن منافسات الجولة الـ26 من البطولة الاحترافية.
ورغم غياب الأجواء الحماسية التي تميز هذه المواجهة عادةً، بسبب مقاطعة فصائل “الألتراس” الخاصة بالناديين، فإن ديربي هذا الموسم يكتسي طابعًا خاصًا، سواء من الناحية الرياضية أو الرمزية، إذ يُعد فرصة حاسمة للوداد من أجل استعادة الهيبة، وللرجاء لتأكيد التفوق التاريخي.
الديربي رقم 138 في تاريخ مواجهات الفريقين بالدوري، يحمل أرقاما متقاربة: الرجاء فاز في 38 مباراة، مقابل 34 انتصارًا للوداد، فيما انتهت 65 مواجهة بالتعادل. هجوم الرجاء سجّل 119 هدفًا، مقابل 109 أهداف للوداد. وعلى مستوى جميع المسابقات، تواجه الفريقان في 158 مباراة، فاز النسور في 46 منها، مقابل 40 للوداد، و72 مواجهة انتهت بلا غالب ولا مغلوب. ويُعد سعيد غاندي، نجم الرجاء السابق، الهداف التاريخي للديربي برصيد 7 أهداف.
ملعب محمد الخامس… عودة بحلة جديدة
المباراة تقام على أرضية ملعب محمد الخامس، الذي تم تأهيله مؤخرًا ضمن خطة تطوير الملاعب الوطنية استعدادًا لكأس أمم إفريقيا 2025. وشملت الأشغال تحسينات في المرافق الداخلية وتجديدات خارجية أضفت عليه طابعًا عصريًا مميزًا، ليعود لاستضافة الديربي بعد تنقله لسنوات بين ملاعب برشيد والمحمدية والعربي الزاولي، وغياب طويل عن الحضور الجماهيري.
ظلال المقاطعة وغياب الحناجر
رغم كل الاستعدادات والتجهيزات، فإن الديربي يُقام في أجواء باهتة من حيث الحضور الجماهيري، بعد إعلان روابط “أولتراس” الوداد والرجاء مقاطعة اللقاء. المحاولات الرسمية لإقناع المجموعات بالتراجع عن قرارها باءت بالفشل، إذ لم تُبع سوى 10 آلاف تذكرة من أصل 45 ألفًا مخصصة للقاء، ما يجعل المدرجات شبه فارغة في واحدة من أكبر المواجهات الكروية في القارة.
ضيوف كبار ومتابعة عالمية
وبحسب مصادر مطلعة، من المنتظر أن يشهد الديربي حضور أسماء بارزة من عالم كرة القدم، أبرزها المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينغر، الذي يتواجد في المغرب لمتابعة كأس أمم إفريقيا للناشئين، إضافة إلى وفد رفيع المستوى من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
الوداد في مهمة استعادة الثقة
الوداد يدخل اللقاء وهو في المركز الثالث برصيد 43 نقطة، ويبحث عن كسر سلسلة سلبية أمام غريمه الرجاء، حيث لم يذق طعم الفوز منذ أكتوبر 2022، حين فاز بنتيجة 2-1. منذ ذلك الحين، تفوق الرجاء بثلاثة انتصارات وتعادلين في آخر خمس مواجهات مباشرة.
المدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا يدرك أن هذه المباراة مصيرية على عدة أصعدة، خاصة بعد الإقصاء من كأس العرش، وقد تعهد لإدارة النادي بتحقيق الفوز في الجولات الخمس المتبقية، بدءًا بديربي اليوم وكلاسيكو الجيش الملكي، لإنهاء الموسم بطريقة تليق بتاريخ الفريق.
في المقابل، يحتل الرجاء المركز الثامن برصيد 37 نقطة، ويأمل في مواصلة التفوق على غريمه وتعميق جراحه، رغم الظروف الخاصة التي تحيط بالمباراة.
ختامًا
ديربي الدار البيضاء، وإن كان بلا جماهير هذه المرة، يظل حدثًا استثنائيًا تتجه إليه الأنظار محليًا وقاريًا، وتبقى فيه النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات، في لقاء يُلعب على أرضية التاريخ والتحدي والبحث عن المجد في زمن التوتر والمقاطعة.