رأي: مكان تنظيم نهائي مونديال 2030.. بين الجدل والابتكار

10 ديسمبر 2024
رأي: مكان تنظيم نهائي مونديال 2030.. بين الجدل والابتكار

بقلم : محمد بنعمرو

مع اقتراب موعد الحسم في مكان إقامة المباراة النهائية لكأس العالم 2030، الذي سيشهد تنظيمًا مشتركًا بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، يدور نقاش واسع حول المعايير التي ستحدد الملعب المستضيف لهذا الحدث التاريخي. وعلى الرغم من الخيارات المطروحة التي تتمثل في ملاعب مرموقة بكل من مدريد وبرشلونة والدار البيضاء، فإن النقاش قد يحمل أبعادًا أعمق من مجرد البنية التحتية والجاهزية التنظيمية.

وجهة النظر المثيرة التي قد تبدو حلمًا للبعض، تتمثل في اعتماد موقع المباراة النهائية بناءً على المنتخبات المتأهلة إليها. إذا نجح المغرب، صاحب المركز الرابع في مونديال قطر 2022، في الوصول إلى النهائي، فإن استضافة النهائي في ملعب الحسن الثاني بالدار البيضاء ستكون تجسيدًا لرؤية طموحة وقدرة متجددة للقارة الإفريقية على استضافة أهم الأحداث الرياضية. وفي حال وصول المنتخب الإسباني، بطل أوروبا التاريخي، قد يبدو ملعب “سانتياغو بيرنابيو” خيارًا منطقيًا، بينما يمكن أن يفتح ملعب لشبونة أبوابه إذا بلغ المنتخب البرتغالي النهائي.

أما السيناريوهات المشتركة، مثل تأهل المغرب والبرتغال، فقد تدفع إلى اختيار ملعب برشلونة كحل وسطي يعكس روح التعاون بين الشركاء. وفي حالة مواجهة محتملة بين إسبانيا والمغرب، قد يُنظر إلى تنظيم النهائي في البرتغال كخيار دبلوماسي يعزز التوازن.

هذا الاقتراح، رغم أنه قد يبدو للبعض مجرد فكرة إعلامي بسيط من الناظور، إلا أنه يحمل في طياته دعوة إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع البطولات العالمية الكبرى. لماذا يجب أن تظل قواعد التنظيم ثابتة وغير مرنة؟ ولماذا لا نعيد التفكير في كيفية جعل القرارات الكبرى أكثر انسجامًا مع الوقائع على الأرض ومع تطلعات الشعوب؟

ربما تكون هذه الفكرة جديدة وغير مألوفة، وقد تبدو للبعض غير قابلة للتنفيذ. لكن كرة القدم، كما علمتنا على مر العقود، هي لعبة المفاجآت والابتكار. وفي عالم رياضي يتغير باستمرار، لا يمكن إغفال أهمية الأفكار الجديدة التي قد تنبع من أصوات غير متوقعة لكنها تحمل رؤى تستحق التأمل.

الأفكار الكبيرة قد تأتي من أبسط العقول، وفي حالة كأس العالم 2030، قد يكون التحدي الأكبر هو خلق حدث عالمي يعكس التعاون والشراكة، مع احترام الطموحات الوطنية لكل بلد مشارك.

الاخبار العاجلة