قال أحدهم : ‘الطـاوسي مدرب ثرثار لجمهور ثرثار’ وهذه حقيقة تعبير لائق جدا للحــالة التي نوجد عليهـا وللبلاء الذي نزل علينــا في لعبة المجـانين هذه، وانه لشر بلاء هذا عندمـا يقضي المدرب اغلب وقته تحت الأضواء وراء المكروفونـات عوض انصرافه للعمل وترميم مـا يجب ترميمه داخل قلاع المنتخب المغربي التــائه..، واكاد اجزم ام الوقت الذي قضاه الطـاوسي مع رجـال الأعلام اكبر من الوقت الذي امضاه وهو يشتغل مع لاعبي المنتخب.
لكن الشيئ الذي قد نقبله من اي ثرثار رغم صوته المزعج وتكراره لنفس القصص والكلام هو الصدق فيمـا يقول ومنطقية مـا يسرد امـا ان امتزجت ثرثرته بأشياء اخرى مسقية من منبع السذاجة ومن انهـار استغباء واستحمـار الجمهور الثرثار فحينهـا يصبح الأمر صعبا جدا ويكون البلاء اشد واقسى على عقولنـا وقلوبنا وجوارحنـا….، وهذا العذاب هو الذي نعيشه الأن مع تصريحـات النـاخب الوطني والقـائمين بالمنتخب من حوله، فالطــاوسي الشهير ‘بأظن بأنه’ متناقض لدرجة التخمة ومراوغ يائس للجمـاهير التي من غير الممكن التلاعب بمشاعرهـا ومفاهيمهـا اتجاه اللعبة بهذه السذاجة، والكـارثة ان عدوى الكذب والمراوغة انتشر في محيط المنتخب ولم يعد المدرب هو الوحيد المصـاب بهذا الفيروس الوبائي بل اصبح الطبيب والعضو الجـامعي والوزير والمدرب المساعد مصابون به ايضا والحصيلة مرشحة بالأرتفاع مع توالي الأيام.
قبل انطلاقة ‘الكــان’ خرج الطـاوسي كثيرا لدى الأعلام قبل كل مبارة وبعد كل مبارة وفي جميع المنابر المكتوبة المسموعة والمرئية ليدافع عن اختياراته البشرية لكن مـا ان ظهر الفشل حتى صب جـام غضبه على اللاعبين وانقلب ضد قناعاته التقنية والخططية مـا جعلنـا نشك في سلامة عقل الرجــل، وقبل ‘الكـان’ ايضا اطلق الطـاوسي شعـارات عديدة مثل ‘الشهية تأتي مع الأكل’ وانه مدرب له تجربة وقد جاور المدرب هنري ميشال سابقا في احدى بطولات امم افريقيا دون ان يخفي تغنيه ونشوته الواضحة بمساره التدريبي مع ”المـاص” ومـا احرزه من القـاب معه وافتخاره الدائم بلقب كأس أفريقيا للشباب 97 والذي اقيم بالمغرب مـا يعني ان فوز المنتخب الوطني بلقبه يعتبر بديهي وان الكـارثة كانت لتكون لو فشل في ذلك، الطـاوسي لم ينسى ايضا الأشـارة إلى ‘دبلومـاته’ و’تكوينه الأكـاديمي’ وظل مطولا يتغنى بأنه يمتلك خبرة في التعــامل مع نفسية اللاعبين وبشكل اكاديمي وظل مطولا يتحدث على طـاقم طبي واكاديمي يرافق المنتخب لجنوب أفريقيا مهيئ بوسـائل علمية دقيقة حيث لا مجــال للصدفة…،لكن مـا ان تعذر على كتيبة الطـاوسي مد يدهـا لطبق الغزلان الشهي الذي وضع امـامهـا في اول اختبار حتى فقدت اسوده الشهية بشكل تــام بمـا انهـا لم تأكل من الأساس حتى تاتـي الشهية، فكـانت الكـارثة اننا اكتشفنـا و بعد الأقصـاء الطـاوسي يصرح مجددا انه يفتقد للتجربة وانهـا كانت اول فرصة له وانه لم يكن امامه الوقت الكـافي لتجهيز المنتخب رغم انه كـان قد صرح سابقا انه استعد لتدريب المنتخب شهرين قبل الأعلان عن اسمه وهنـا نطرح اكثر من علامة أستفهـام هل الطــاوسي يستغبي الجمهور المغربي ام انه يعـاني مشـاكل نفسية وانفصام في الشخصية ..لأن الرجل لا يتوانى من جهة اخرى على نسب اية قرءانية واحـاديث نبوية شريفة لملوك الدولة العلوية وهذا فيه مـا فيه من الأثم الكبير والتملق العظيم وخرجــان لعقل للكثير.
استغباء الجمهور المغربي لم يكن من الطـاوسي فقط بل وصلت عدواه للعضو الجـامعي كريم العالم الذي مـا ان يترأس وفدا مغربيا مشـاركا في بطولة قـارية مــا، حتى تحل الكـارثة وتكثر المشـاكل وتتفاقم الأزمـات ويحل الأخفاق والفشل ويكثر الحديث عن التجـاوزات والفضائح وكأن المغرب ب40 مليون نسمة ليس فيه إلا العــالم لترأس وفد المنتخب للتظـاهرات الكروية العالمية والقارية.، فالعـالم برر الأخفـاء بضيق الوقت ايضا وكـأن الجمهور المغربي هو المسؤول على ضيق الوقت الذي منح للطـاوسي وليس الجـامعة التي احتفظت بغيرتس رغم اخفاقاته لتقيله في اخر لحظة بعدمـا احست ان طـائرة جنوب افريقيا تهم بالاقلاع دون منتخب المغرب، فبأعتقادي الجـامعة كـانت تعرف جيدا موعد انطلاق بطولة افريقيا 2013 وكـانت تعلم جيدا ان تجهيز منتخب لنهـائيات جنوب أفريقيا يقتضي استقرارا وعملا مضني ووقت موسع اذن هي مسؤولة على التأخر في تعيين الطـاوسي واقـالة غيرتس وليس الجمهور وهذا عذر مردود في وجه العالم وزبانيته، امــا الهيفتي الذي سكت كثيرا وعندمـا نطق ،نطق كفرا وفي اعتقاده يخلص البلد من ورم فضيع،فالرجــل هو نفسه الذي صرح السنة المـاضية ان الأمور تسير بخير وانه لا وجود لتجـاوزات داخل معسكر الأسود لكنه الأن يفضح الكل بمن فيهم نفسه ويفشي انه كـان هنـاك سهر وشيشة ونوادي ليلية وربمـا بائعات هوى في الغـابون ‘الغبن المغربي’ المـاضي فهل كذب هفتي السنة المـاضي ام انه كذب الأن… وهل يمكننا تصديق كذاب في مرات مقبلة؟.
اتمنى من الطـاوسي وكل رفاقه عدم تبرير شيئ لأننا مقتنعون جيدا بالحصيلة وهي منطقية ولا تحتاج لاي تفسير فالجمهور المغربي يدرك قيمة منتخبه المنحطة ويدرك ان منتخبه أصبح من منتخبات الدرجة الرابعة في أفريقيا ولا يحتاج هذا لأي تبرير ساذج من السي الطـاوسي ولا من الهفتي ولا العـالم ولا من غيرهم، فأغلب المغاربة كانو يتوقعون عودة الأسود من الدور الأول خصوصا مع التعـادل المخيب في المبارة الأولى والأداء المحتشم والعقم التكتيكي للمدرب والمغاربة تعودو على خروج منتخبهم من الدور الأول ويعرفون جيدا ان الحل واضح لا يحتاج لندوة صحفية لتقييم الحصيلة فقد قيمنـا سابقا كثيرا ولم نبارح مكـاننا، الجمهور يعرف جيدا اين الخلل واين الحل فكافكم استغباء لعقول هؤلاء ،
واتمنى من الطـاوسي ان يكون متابعـا لنهـائيات امم أفريقيا الحالية رغم اقصـائه المجيد منها كما تصوره ويصوره للنـاس ليعاين بأم عينيه كيف ان مدربين مغموريين وصلو لنصف النهـائي بل للنهـائي بأمكـانيات اضعف بكثير من التي وفرت للمنتخب المغربي وبدون احصـائيات ولا علمـاء تغدية ولا تكوين اكاديمي ولا تخربيق ولا بوليميك ولا صداع الراس، بل بكثير من الصمت والعمــل والأيمـان بالقدارت ولك في مدرب بوركينا فاسو المغمور ومدرب مـالي عبرة يـا سي طــاوسي… فهلا رحمتنــا قليلا وجـازيتنـا بصمتك ففي صمتك راحة كبيرة لنــا ولنـا فيه متعة عظيمة وفي حديثك عذاب مبين لمشاعرنــا المرهقة.