رغم الأرقام القياسية.. الركراكي في مرمى الانتقادات قبل كأس إفريقيا

15 يونيو 2025
رغم الأرقام القياسية.. الركراكي في مرمى الانتقادات قبل كأس إفريقيا

رغم الأرقام القياسية.. الركراكي في مرمى الانتقادات قبل كأس إفريقيا

سبور ناظور –  سيف الدين الجرودي

لم تمنح سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي، الأخير حصانة أمام الانتقادات المتزايدة، التي تطالب بتحسين الأداء استعدادًا لكأس أمم إفريقيا 2025 التي ستُقام على الأراضي المغربية.

ورغم تحقيق “أسود الأطلس” لاثني عشر انتصارًا متتالياً، آخرها على حساب تونس (2-0) وبنين (1-0) في يونيو الجاري، إلا أن الأداء الباهت في هذه المباريات الودية، كما في مواجهتي مارس أمام النيجر وتنزانيا، أعاد فتح باب التساؤلات حول جاهزية المنتخب لخوض غمار البطولة القارية المرتقبة.

وسجل الركراكي بهذا الإنجاز رقماً تاريخياً كأكثر مدرب يحقق انتصارات متتالية مع المغرب، متجاوزًا رقم البوسني وحيد خليلودجيتش (11 انتصارًا)، لكن ذلك لم يكن كافيًا لطمأنة الشارع الرياضي المغربي.

أداء غير مقنع رغم النتائج

الانتقادات الموجهة إلى الركراكي لا تتعلق بالنتائج بقدر ما ترتبط بأداء المنتخب، الذي اتسم ببطء الإيقاع وغياب النجاعة الهجومية وافتقار لأسلوب لعب واضح، رغم توفر الفريق على جيل ذهبي من النجوم.

هذا الجدل يأخذ بعدًا أكبر مع اقتراب موعد كأس إفريقيا التي تستضيفها المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، وهي بطولة ينتظر المغاربة التتويج بها بفارغ الصبر، خاصة وأن اللقب الوحيد للمنتخب يعود إلى عام 1976.

وعكست تعليقات الصحافة المغربية هذا القلق، حيث تساءلت صحيفة المنتخب: “أرقام قياسية، انتصارات متتالية وأسئلة استفهامية، فلماذا نحن غير مقتنعين؟”، بينما عنونت صحيفة الأحداث المغربية: “تخبط الركراكي يحير الجمهور”، وذهبت الصباح إلى القول إن المنتخب “يتقدم إلى الوراء”.

ردود الركراكي.. ثقة أم عناد؟

في مواجهة موجة الانتقادات، لم يتردد الركراكي في الدفاع عن نفسه، قائلاً بانفعال بعد الفوز على بنين: “أحببتم أم كرهتم، أنا أفضل مدرب في تاريخ المنتخب حتى الآن”.

واستعرض إنجازاته قائلاً: “قمنا بتشبيب الفريق، وصلنا إلى نصف نهائي كأس العالم، وهو إنجاز غير مسبوق في إفريقيا، وحققنا 12 انتصارًا متتاليًا، وهو رقم لم يسبق أن تحقق في تاريخ المغرب”.

لكن هذه التصريحات لم تُنهِ الجدل، بل زادته حدة، خاصة أن منتقديه ذكّروه بالإقصاء المخيب من ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة في ساحل العاج، أمام جنوب إفريقيا (0-2)، في يناير الماضي، حين دخل المغرب البطولة مرشحًا بارزًا للقب بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022.

شبح “الإقصاء الكاريكاتوري”

يرى الصحافي الرياضي حمزة حشلاف أن هذه الانتقادات ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد “لصدمة الإقصاء الكاريكاتوري في ساحل العاج”، معتبرًا أن الجماهير لم تهضم طريقة الخروج، خاصة بعد الوهج الكبير الذي صاحب إنجاز كأس العالم.

وأضاف أن الجماهير كانت تنتظر تطورًا في الأداء بعد المونديال، لكن الفريق بقي رهين تذبذب في المستوى، مع استمرار الاعتماد على المرتدات دون إيجاد حلول أمام الفرق المتكتلة دفاعيًا.

ويتفق اللاعب الدولي السابق فخر الدين رجحي مع هذا الطرح، قائلاً: “إذا حكمنا على المباريات الأخيرة، فهناك نقائص كبيرة، عندما نلعب بهذا المستوى فهذه مشكلة. لم نتطور منذ قطر بينما كان يجب أن ننسى تلك المرحلة”.

ومع ذلك، يترك رجحي الباب مفتوحًا لأي احتمال: “صحيح أن المؤشرات ليست مطمئنة، لكن في كرة القدم لا شيء محسوم، كل شيء يعتمد على كيفية دخول الفريق للبطولة ومستوى المنتخبات المنافسة”.

بين الانتقادات والرهان على الجماهير

في ظل هذا الوضع، يجد الركراكي نفسه بين مطرقة الانتقادات وسندان الانتظارات الكبيرة، لكنه يراهن على “الوحدة والطاقة الإيجابية” لدعم المنتخب، مؤكداً في تصريحاته الأخيرة: “أنا قادر عليها، لن تجدوا أفضل مني للفوز بالكأس”.

ويبقى الرهان الأكبر أمام وليد الركراكي هو كسب ثقة الجماهير قبل انطلاق العرس الإفريقي، فالأرقام وحدها لا تصنع البطولات، وإنما الأداء المقنع هو ما ينتظره المغاربة بعد نصف قرن من الغياب عن منصة التتويج القاري.

الاخبار العاجلة