حقق ريال مدريد فوزًا صعبًا جدًا أمام رايو فاييكانو بثلاثة أهداف لهدفين في المباراة التي أجريت لحساب الجولة 12 من الليجا على ملعب تيريز ريفيروا، حيث أدى تهور الريال إلى تحويل تفوقه بثلاثة أهداف نظيفة إلى ثلاثة أهداف لهدفين مع فرص عديدة لأصحاب الأرض من أجل تعديل الكفة.
بداية المباراة كانت حارقة جدًا، إذ أن أصحاب الأرض لم يبدوا مستعدين أبدًا لجس نبض ضيفهم العملاق، بل نزلوا بشجاعة كبيرة إلى مناطقه باحثين عن هدف مبكر عن طريق تحركات جوناثان فييرا وأدريان جونزالفيس اللذين ناورا وحاولا التقدم مبكرًا قبل أن يُحبطهم كريستيانو رونالدو بهدف في الدقيقة الثالثة من هجمة مرتدة سريعة بدأها مودريتش بتمريرة رائعة للدون الذي تخطى جالفيز بطريقة رائعة ثم تقدم ووضع الكرة في شباك روبين معطيًا التقدم لريال مدريد.
لكن الهدف المبكر لم يزد رجال باكو خميز سوى إصرارًا على العودة في النتيجة، فكان قاب قوسين أو أدنى من ذلك في الدقيقة الخامسة عن طريق ساوول الذي أطلق تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء تألق دييجو لوبيز في صدها محافظًا على نظافة شباكه ! هيجان الفريق الأبيض والأحمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث واصلوا أخذ المبادرة هجوميًا وسط تراجع من فريق أنشيلوتي الذي اضطر أحيانًا لاستعمال بعض الخشونة لإيقاف خصومه.
مثابرة الرايو كادت تؤتي أكلها في الدقيقة 28 عندما سجل فعلًا هدفًا عن طريق فالكي، إلا أن الحكم ألغاه بدعوى لمس الكرة في المتسلل جوناثان فييرا قبل دخولها الشباك…الريال “الفعال” ووسط هذا الكم الكبير من هجمات رايو فاييكانو، تمكن مجددًا من المباغتة وتسجيل الهدف الثاني عن طريق كريم بنزيمة في الدقيقة 33، حيث حول هذا الأخيرة عرضية مثالية من الأغلى في العالم “جاريث بيل” إلى الشباك معمقًا جراح خصمه.
الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت تراجعًا في النسق، فالعياء البدني والنفسي نال من أصحاب الأرض، فيما كان ريال مدريد يُسير اللقاء بالطريقة التي يُريدها والتي جعلته قريبًا من إضافة الهدف الثالث خاصة في الوقت بدل الضائع عن طريق الدون رونالدو الذي حول عرضية كاربخال برأسه في اتجاه المرمى، إلا أنه لم يكن دقيقًا بما فيه الكفاية، لتمر الكرة محاذية للقائم الأيمن لروبين، فانتهى الشوط الأول بتقدم الريال بهدفين نظيفين.
رجال أنشيلوتي دخلوا الشوط الثاني عازمين على إضافة أهداف أخرى، فتمكنوا من ذلك مند الدقيقة 48 حيث تخلص جاريث بيل ببراعة من مدافع الرايو أربيا، ثم توغل إلى منطقة الجزاء ومرر كرة على طبق من ذهب لرونالدو الذي أودعها في الشباك مضيفًا الهدف الثالث لفريقه والثاني لحسابه الشخصي.
وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن المباراة حُسمت لصالح الفريق الملكي، ضاعف أصحاب الأرض مجهودهم، فحاولوا وثابروا قبل أن يتحصلوا على ركلة جزاء في الدقيقة 53 بعد عرقلة بيبي لفييرا داخل منطقة الجزاء، فتكفل هذا الأخير بإيداع الكرة في مرمى دييجو لوبيز بعد أن وضعها قوية بجوار القائم الأيسر.
بضعة ثواني بعد ذلك، كاد الرايو يضيف الهدف الثاني عن طريق لاريفي الذي حول عرضية لاس في اتجاه المرمى إلا أنها ارتطمت بالعارضة، إلا أن تدخلًا غير شرعيًا من مارسيلو في حق بوينو بعدها جعل الحكم يحتسب ركلة جزاء جديدة للرايو، فانبرى فييرا لتنفيذها واضعًا إياه بجانب القائم الأيمن هذه المرة، مضيفًا الهدف الثاني لفريقه ومقلصًا الفارق لهدف وحيد.
الدقيقة 65 عرفت عودة أصحاب الأرض للضغط على فريق أنشيلوتي، فكانوا قريبين جدًا من تعديل الكفة عن طريق بوينو الذي أطلق تسديدة قوية جدًا من الجهة اليسرى لمسها لوبيز ثم ارتطمت بالقائم الأيسر الذي أنقد الريال من هدف محقق. الرايو لم يدخر جهدًا للعودة في اللقاء، فخلق فرصًا عديدة أبرزها في الدقيقة 74 عن طريق إيمرابا الذي انطلق يسارًا وسدد كرة رائعة انحرفت عن مسار المرمى بقليل.
آخر ربع ساعة من المباراة عرفت فتورًا بدنيًا جليًا من أصحاب الأرض الذين عجزوا عن خلق خطورة إضافية، وهو ما استغله الريال لمحاولة إضافة الهدف الرابع الذي كان قريبًا جدًا من أن يصبح حقيقة في الدقيقة 83 عن طريق رونالدو الذي حاول على مرتين التفوق على حارس مرمى الرايو دون أن ينجح في ذلك، لتنتهي المباراة بتفوق الريال بثلاثة أهداف لهدفين، فارتفع رصيده لـ28 نقطة في المركز الرابع، فيما تجمد رصيد الرايو في 9 نقاط بالمركز الأخير.
