سليم أملاح: عودة الجندي المجهول إلى تألقه واستحقاقه لمكانة في تشكيلة الأسود
سبور ناظور – محمد بنعمرو
سليم أملاح يُعدّ واحداً من أبرز الأسماء في كرة القدم المغربية، خاصة في مركز خط الوسط الهجومي. مهاراته الفنية وتكتيكاته المميزة تجعله لاعباً قادراً على تغيير مجرى المباريات، خصوصاً عندما يكون محاطاً بزملائه مثل عز الدين أوناحي وسفيان أمرابط. أملاح يتمتع بقدرة عالية على التسجيل من مسافات بعيدة بفضل تسديداته المتقنة، كما برهن على ذلك في العديد من المباريات تحت إشراف المدرب وحيد خليلوزيتش. علاوة على ذلك، كان له دور بارز في رحلة المنتخب المغربي خلال كأس العالم بقطر 2022، حيث قدم أداءً متزنًا رغم الإصابات التي تعرض لها.
مع ذلك، فإن المرحلة التي تلت مونديال قطر شهدت تراجعاً واضحاً في مستواه، ويرجع ذلك أساساً إلى قلة مشاركاته بعد خروجه من المنافسة مع ناديه. انتقاله إلى فالنسيا لم يكن ناجحاً كما كان متوقعاً، حيث عانى من تهميش واضح ولم يحصل على الفرصة الكافية لإبراز إمكانياته. إلا أن عودته إلى ريال بلد الوليد هذا الموسم مثّلت نقطة تحول هامة في مسيرته، فقد استعاد لياقته البدنية وبدأ يشارك بشكل منتظم في المباريات، حيث سجل هدفين وأظهر أنه لا يزال ضمن نخبة لاعبي خط الوسط المغربي.
ورغم تحسن أدائه، لا يبدو أن المدرب وليد الركراكي يعتبر أملاح خياراً أساسياً في الوقت الراهن، على الرغم من تفوقه الملحوظ على عدد من اللاعبين مثل بلال الخنوس وأمير ريتشاردسون وحتى سفيان أمرابط في بعض الأحيان. بعض المتابعين يرون أن الركراكي قد تأثر بانتقادات إعلامية سابقة طالت أملاح في وقت كان يحتاج فيه إلى دعم أكبر، خاصة بعد الفترات الصعبة التي مر بها في فالنسيا.
بالنظر إلى إمكانيات أملاح وقدرته على إحداث الفارق في خط الوسط، أرى أنه يستحق استدعاءً جديداً للمنتخب الوطني. إنه يمتلك خبرة دولية وتجربة تجعله أكثر نضجاً مقارنة ببعض اللاعبين الذين حصلوا على فرصة اللعب مؤخراً. إذا استمر في تقديم مستويات قوية مع فريقه، فقد يصبح أحد الأوراق الرابحة للركراكي في المواجهات الحاسمة القادمة. الاعتماد على لاعبين أقل خبرة قد يكون خياراً محفوفاً بالمخاطر، خاصة أمام خصوم من العيار الثقيل، ما يجعل عودة أملاح إلى صفوف الأسود مسألة وقت فقط، طالما يواصل تقديم العروض القوية في الدوري الإسباني.
في النهاية، لا شك أن سليم أملاح لاعب ذو قدرات فريدة، والتحدي أمامه الآن هو الحفاظ على هذا النسق العالي والتأكيد على مكانته كعنصر لا غنى عنه في تشكيلة المنتخب المغربي.