الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، عمت الفرحة البلاد، وزالت الهموم من قلوب العباد، الكل خرج راقصا ومهللا، والباقي في الفضائيات ما بين منافق ومحلل ..بل حولوك إلى وزير الإستثناء.. فقد أصبحنا أبطالا، وبرأ المرض العضال، فماذا عسانا أن نقول، وعقولنا أغشاها الخبز..والكرة.. يا أهل المغرب الكرام، سلموا لي على بلخياط الوزير السوبير أمريكانا..سلموا لي على الوزير العجيب الغريب .. وعلى ذكر السوبر أمريكانا أتذكر واقعة ضرب الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء من الصحفي العراقي منتظر الزيدي والتي أعادت القيمة للأحذية في العالم كله وفي الوطن العربي عموما بعدما أصبحت رمزا لمعارضة الجبروت وتأكيدا على رفض الهيمنة الأمريكية .
وأستطيع التأكيد على أن الميدان الرياضي كان له السبق في التعامل مع الأحذية سواء بطريقة مقبولة أو العكس، وكلنا يعرف جائزة الحذاء الذهبي الشهيرة التي تمنح لأفضل هداف في الدوريات الأوربية كل عام ويقام لها احتفالا كبيرا يتسلم فيه اللاعب الفائز فردة حذاء ذهبية جائزة لتصدره صدارة الهدافين .
وفي الجهة المقابلة هناك أحذية شهيرة ألقيت أو رفعت في وجوه الآخرين اعتراضا أو تهديدا،ولا ننسى الحادثة الشهيرة لرئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور حينما رفع فردة حذائه في وجه جماهير النادي الأهلي التي استفزته بهتافات معادية له أثناء مباراة الأهلي والزمالك باستاد القاهرة قبل عامين، ولوح لاعب الزمالك شيكا بالا بفردة حذائه للجماهير في إحدى مباريات الموسم الماضي .
وعقوبة إلقاء الأحذية لا تتعدى الغرامة المالية كما فعلت إدارة نادي الزمالك ضد لاعبها شيكا بالا حينما وقعت غرامة مالية كبيرة بحقه ، وفرضت لجنة مسابقات دوري المحترفين غرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم لنادي الشعب بسبب سوء سلوك جماهير النادي والتي قامت بقذف وإلقاء النعال على لاعب الأهلي .
ومن المعروف سياسيا ويحدث في كثيرا في أمريكا وأوربا هو إلقاء البيض الفاسد والطماطم وكذلك كيك الميلاد على وجوه المسؤولين، لكن يسجل إلقاء الأحذية كاختراع عربي أصيل انفردنا به دونا عن الشعوب الأخرى، …..
فإن مثل هذه الوقائع تغيب في قواميسنا المغربية نظرا لأخلاقنا وشيمنا..التي تستحق “الحذاء” ؟؟
فأمام وضعية الرياضة ببلادنا وما يقع فيها من “شد.. وجذب” فمن سيجرؤ ويشد أنفاسه ويستجمع قواه حتى لا ينتفض أمام هذه الأوضاع.. وزارة الشبيبة والرياضة تحولت إلى وزارة البيع والرياضة.. وكلام مع كل الجامعات عن عقدة الأهداف.. حتى تحولت إلى “عقدة نفسية” عند الجميع. لأن الوزير أرهبهم وأرعبهم..وما زاد في طين الوزير بلة أنه ركب على صهوة جواد.. وبدأ التبوريدة على الطريقة الأمريكية..ووجه “مسدسه الكارطوني” لجامعة الكرة السابقة.. وقصفها.. بأقبح النعوت بخصوص تسييرها لدواليب المنتخب الوطني..
وزير البيع والرياضة الذي شدد مرارا على أنه أمريكي “في كل شيء” إلا أنه مغربي محب لوطنه.. من حقك لكنك يا سيدي.. يا وزير.. أعلم أن من يمارس الرياضة هي الطبقة الشعبية التي سئمت كل سياسة دخيلة ولا تتلاءم والظروف الحالية “المعاشة”..وأعلم سيدي الوزير أنك أقمت مكتبا خاصا “للبيع” داخل الوزارة.. وكذا لعمليات “البناء” لملاعب القرب والتي نتمنى أن لا تكون شبيهة بمشروع “حانوتي”، الذي لم يكتب له النجاح المتوقع..
والحذاء يستحقه كذلك الذين يتلاعبون بأعصاب شعب بكامله.. بخصوص تعيين المدرب..فبالله عليكم.. غير ضربوا..ولا نضرب؟!
عن جريدة النخبة آخر الكلام: لن يرقع “الخياط” ما فتقه الدهر ..