صيف ثقيل على البطل المغربي جمال بن صديق بعد إدانته في ملف غسل أموال يتجاوز مليون يورو –
سبور ناظور – متابعة
لم يكن يتوقع البطل المغربي في رياضة الكيك بوكسينغ جمال بن صديق أن تنقلب حياته بشكل جذري بعد سنوات من التتويجات والظهور في المحافل الدولية، إذ أصدرت محكمة الاستئناف بمدينة أنتويرب البلجيكية حكمًا يقضي بسجنه لمدة 40 شهرًا، مع وقف تنفيذ نصف العقوبة، بسبب تورطه في شبكة لغسل أموال قدرت قيمتها بأزيد من 1.23 مليون يورو. وسبق أن قضت المحكمة الابتدائية بسجنه 40 شهرًا نافذة، إلا أن محكمة الاستئناف خففت العقوبة دون أن تبرئه. في السياق ذاته، شمل الحكم شقيقه سعيد بن صديق الذي نال أربع سنوات سجنًا نافذًا، إلى جانب شخص ثالث يُدعى إيماد ن. الذي أدين بـ30 شهرًا من الحبس. بداية القصة تعود إلى عام 2020، حين بدأت التحقيقات الأمنية في رصد تحركات مالية مشبوهة كشفت عن شبكة منظمة تستخدم وسائل تمويه محكمة لتحويل أموال نقدية ضخمة. وتركزت الأنظار على رجل يُدعى كريم س.، مدرب كرة قدم هولندي وصاحب محل تجاري، تبين لاحقًا أنه المحرك الرئيسي للعملية وله سوابق في قضايا مماثلة داخل هولندا. الخطة التي كان يعتمدها تقوم على استقبال الأموال من المتهمين وإعادة توزيعها على حساباتهم الشخصية عبر شركاته الخاصة، تحت غطاء رواتب شهرية، عقود رعاية مزورة، وقروض وهمية. وبحسب الوثائق القضائية، فقد استفاد جمال بن صديق من 130 ألف يورو، بينما حصل شقيقه على 28 ألف يورو، فيما استعمل المتهم الثالث ما مجموعه 382 ألف يورو للحصول على قرض عقاري احتيالي مكنه من شراء فيلا فخمة في منطقة ووميلخم. الضربة التي حسمت مسار الملف جاءت خلال مداهمة أمنية في يونيو 2022، حين عثرت الشرطة داخل الفيلا على حقيبتين مزدوجتي القاع تحتويان على مبلغ مالي ضخم ناهز 508 آلاف يورو نقدًا، ما زاد من متانة الملف الجنائي ضد الثلاثي. وأثناء تلاوة الحكم، أوضحت القاضية إيلس دي براوير أن المحكمة لم تجد أي مبرر للتساهل مع المتهمين، معتبرة أن عمليات غسل الأموال تُعد المرحلة الأخيرة من أنشطة إجرامية معقدة، تستوجب الردع. إضافة إلى الأحكام السجنية، قضت المحكمة بمصادرة جميع الأموال المتورطة، كما قررت حرمان المتهمين من الحق في تسيير أي نشاط تجاري مستقبلاً بسبب انعدام الأهلية القانونية