عبدالقادر كتــرة
بمجرد إعلان صافرة الحكم بوشعيب لحرش عن نهاية اللقاء المصيري للمولودية، برسم الدورة 29 للبطولة الاحترافية الذي جمعه بالمركب الشرفي بوجدة، مساء الأحد 29 ماي 2016، بفريق اتحاد طنجة وهزيمته بنتيجة بهدفين (سجلهما كلّ من هيرفي ومعاون) لهدف واحد (بلمقدم) أمام اتحاد طنجة، انهار اللاعبون الوجديون على أرضية الملعب ولم تقوَ سيقانوهم على حمل أجسادهم المتهالكة ودخل بعضهم في نوبة بكاء، وسط غليان وفوران في المدرجات أمام جمهور ساخط وغاضب فاق عدده 15 ألف متفرجا ضمنهم حوالي 500 مشجع لفريق البوغاز.
نتيجة أزمت من وضعية المولودية الذي أصبح مهددا بالنزول وقاب قوسين أو أدنى من القسم الوطني الثاني بعد موسم واحد من الصعود، ودفعت بالجمهور الغفير الذي حجّ إلى المركب الشرفي، وسط إنزال واستنفار أمني مكثف حرص على استتباب الأمن وتجنب الشغب والمواجهات، جمهور ردد شعرات قوية منددة بالتسيير الحالي للرئيس خالد بنسارية وأمطره بوابل من الشتم والسبّ كما أمطر اللاعبين الوجديين بمئات القنينات عند خروجهم إلى المستودعات، كما رفع صور الراحل مصطفى بلهاشمي الأب الروحي للمولودية الوجدية، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن وضعية المولودية وإيفاد لجنة افتحاص لماليتها ومآل مئات الملايين من الدعم خلال الستّ سنوات الأخيرة.
نتيجة غير مفاجأة بل كانت منتظرة في ظلّ التطاحن والصراعات داخل تشكيلة الفريق، والوضعية الاجتماعية الكارثية للاعبين ومعاناتهم مع الحياة اليومية لعدم توصلهم بمستحقاتهم وعدم انضباطهم وتجاوز بعضهم حدود الاحترام وسلطة الطاقم التقني وتدخل بعض أعضاء المكتب المسير لفائدة هذا ضد ذاك ورئيس يبحث فقط عن عشرات الملايين من الدعم المالي ومطالبة المجالس المنتخبة بحصته في الدعم والحديث عن مؤامرات يتعرض لها الفريق، الوضع الذي دفع بهم إلى الاحتجاج صباح الجمعة الماضي أمام فندق الرئيس للمطالبة بمستحقاتهم، وتحصلوا على 50 في المائة منها، حسب مصادر مقربة.
الجزائري عبدالحق بنشيخة مدرب اتحاد طنجة صرح بأن المباراة كانت تكتيكية بشكل كبير، وعبر عن شعوره بخيبة أمل للنتيجة التي وقعها صديقه وزميله ومواطنه عز الدين أيت جودي، “لكن هذه هي كرة القدم”. وأشار إلى أنه عرف كيف يدبر اللقاء لتجربته حيث إن هدف التعادل بعثر أوراق الفريق الوجدي، لقلة تجربة لاعبي وسط الميدان وادائهم الضعيف، كما استغل الحالة النفسية للفريق الوجدي الذي كان يلعب ضد الساعة.
“على العموم كانت مباراة جميلة، القيل والقال الذي يدور في الشارع فيما يخص الجزائريين، الحمدلله كانت هناك روح رياضية، أتمنى للمدرب عز الدين في المباراة المقبلة أن يحقق نتيجة إيجابية ويتم إنقاذ الفريق من النزول للقسم الثاني، والحياة تستمر”. وأضاف أن طموحات اتحاد طنجة كبيرة وكان يحتل دائما، ما بين المرتبة الأولى والرابعة، خلال 27 دورة، متوعدا بالحفاظ عليها خلال اللقاء المقبل، “فطموح الفريق أن يبقى في البوديوم بين المرتبة الثالثة والرابعة”.
عزالدين أيت جودي مدرب المولودية الوجدية قال إن فريقه دفع الثمن غاليا في هذه البطولة، “من مباراة إلى أخرى، آخرها تلك التي لعبناها أما الوداد حيث تلقيانا العديد من البطاقات الحمراء وإيقاف المدرب، ضربات جزاء خيالية. تمنينا في هذه المباراة لو أعلن الحكم عن ضربة جزاء لو كان شجاعا كما كان من قبل عندما منح ضربات الجزاء لأولمبيك آسفي أو الكوكب المراكشي”.
وأشار إلى الفريق الطنجي احترم أخلاقيات الرياضة وآدابها، ضدّ الفريق الوجدي، وتمنى تمنيت لو أنها احترمها في مقابلات أخرى خصوصا فيما يخص المقابلات التي أجراها ضد الفرق المتواجدة رفقة المولودية في أسفل الترتيب، دون ان يخفي استغرابه لهزيمته أمامها ويفوز في تطوان أو أما الرجاء. “تمنيت لو لعب بنفس الأسلوب أمام الكوكب المراكشي وفاز عليه، خسرنا اليوم ودفعنا الثمن وأتقبلها بكل روح رياضية، ربما أتحدث بقلق بعض الشيء لكن أقول هذا أمام زميلي وأخي بنشيخة وأنا أشعر بالحسرة”. كلمات استفزت بنشيخة وردّ عليها بغضب بقوله إن فريقه لعب مبارياته بنفس الإيقاع ونفس الهدف ولم يخطر على باله أمر يمس بمصداقيته.
واستعرض أيت جودي وضعية لاعبي المولودية الذين قاوموا ضد عوامل كثيرة خلال هذه البطولة ضد عوامل، منها عدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم مستحقات، وظلم التحكيم الأمر الذي أدى على اضطراب في نفسية الفريق الذي أصبح منكسرا هشا، “بسبب ما تلقيناه من بطاقات وحرمان لاعبين من المشاركة في المباريات، نفسيتهم غير مرتاحة، قلقين لأنهم يلعبون ضد 12 لاعبا فوق الميدان”. واختتم تصريحه بالقول إن حظ الفريق ضئيل بعد مرور الجولة 29، وعبر عن امله في أن يكون النادي القنيطري عادلا أما الكوكب المراكشي، “الفريق القنيطري ينهزم في سابع مباراة له، أتمنى أن يحترموا أخلاقيات الكرة ويحققوا الفوز في آخر مباراتهم حتى يكون هناك عدل”.
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]