فرار جماعي للاعبين مغاربة يثير ضجة في الصحافة الإسبانية واتهامات باستغلال الرياضة للهجرة
سبور ناظور – متابعة
أثار فرار سبعة لاعبين من المنتخبين المغربيين لأقل من 19 و21 سنة خلال مشاركتهم في بطولة العالم لكرة اليد بأوروبا، موجة جدل واسع في وسائل الإعلام الإسبانية، التي اعتبرت ما وقع “فضيحة رياضية ودبلوماسية” تعكس أزمة اجتماعية متفاقمة يعيشها الشباب المغربي.
ووفق ما أوردته صحيفة “Libertad Digital”، فإن خمسة من لاعبي منتخب أقل من 19 سنة غادروا معسكر المنتخب في بولندا دون سابق إنذار، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول استغلال المشاركات الرياضية كوسيلة للهجرة غير النظامية. ووصفت الصحيفة الحادث بأنه “ضربة قوية لصورة المغرب دولياً”، خاصة أن بعض المصادر الرسمية تحدثت عن وجود شبهة تورط أحد مرافقي البعثة في تسهيل عملية الفرار، وهو شخص يتجاوز عمره الثلاثين عامًا، ويرجّح ارتباطه بشبكات تهريب البشر.
صحيفة “El País” بدورها خصصت تغطية مفصلة للواقعة، تحت عنوان “فرار رياضيين مغاربة بحثاً عن مستقبل أفضل في أوروبا”، وأكدت أن سبعة لاعبين مغاربة على الأقل غادروا بعثات منتخباتهم خلال هذه البطولة، خمسة منهم في بولندا واثنان خلال توقف مؤقت في إيطاليا. وأشارت إلى أن الظاهرة لم تعد استثنائية، مذكّرة بحالات مماثلة في السنوات الماضية، من بينها فرار لاعبين من منتخب كرة القدم للمبتورين خلال دورة دولية سنة 2022 ببولندا، إضافة إلى اختفاء ثمانية قاصرين مغاربة أثناء مشاركة مدرسية في سلوفاكيا في نفس السنة.
الصحيفة اعتبرت أن هذه الوقائع المتكررة تسلط الضوء على حجم الإحباط الذي يعيشه عدد من الرياضيين الشباب في المغرب، والذين باتوا ينظرون إلى الرياضة كجسر للعبور إلى الضفة الأخرى، بدل أن تكون مساراً للتطور الشخصي والنجاح المهني.
وفي ظل تزايد هذه الحالات، تتعالى داخل المغرب أصوات تطالب بفتح تحقيق شامل في الواقعة، ومراجعة منهجية انتقاء وتأطير المشاركات الرياضية الدولية، في وقت دعت فيه “Libertad Digital” الاتحاد المغربي لكرة اليد إلى تحمل مسؤوليته، بعد تجاهله لتحذيرات سابقة من أندية محلية بشأن بعض العناصر المشاركة.