كرة القدم النسوية بالناظور: تهميش وتمييز رغم الطموحات الكبيرة

منذ 3 ساعات
كرة القدم النسوية بالناظور: تهميش وتمييز رغم الطموحات الكبيرة

كرة القدم النسوية بالناظور: تهميش وتمييز رغم الطموحات الكبيرة

سبور ناظور – عماد الذهبي

تمر كرة القدم النسوية بالناظور بظروف صعبة، حيث يواجه هذا الفرع الرياضي الكبير العديد من العقبات التي تحول دون بلوغها المستوى الذي تستحقه، في وقت يُخصص فيه اهتمام وموارد مالية ضخمة لنظيرتها الذكورية. الواقع الحالي يعكس تهميشاً واضحاً، يكاد يكون سياسة ممنهجة، تجعل الشابات يواجهن تحديات مضاعفة منذ الانطلاقة وحتى الوصول إلى البطولات الاحترافية.

أكبر عقبة تواجه كرة القدم النسوية بالناظور تكمن في الضعف المالي المرصود لهذه الرياضة. فحتى الفرق التي تمثل المدينة على الصعيد الوطني، مثل فريق الهلال الناظوري سيدات، تتلقى منحاً هزيلة لا تتناسب مع حجم التضحيات والمسافات التي تسلكها اللاعبات بين المدن والمراكز التدريبية. فبينما تتلقى فرق الرجال دعماً مالياً ضخماً، لا يتجاوز ميزانية الفريق النسوي 40 مليون سنتيم سنوياً، وهو مبلغ يبعث على الحيرة أمام الطموحات الكبيرة للاعبات وللمكتب المسير على حد سواء.

ووفق تصريحات مناصري الفريق، فإن هذه المنح لا تعكس حجم العمل المبذول، بل تشكل حجر عثرة أمام الرقي بالمستوى وتحقيق الأهداف المنشودة. فاللاعبات اللواتي يطمحن إلى المنافسة على الصعود والتميز يجدن أنفسهن في مواجهة نظام لا يعطيهن إلا القليل، في حين يُخصص الذكور مبالغ فلكية لتسيير فرقهم.

الناظور ليست استثناءً عن باقي المدن المغربية من حيث وجود فجوة واضحة بين الدعم المقدم للذكور والإناث، لكن الفارق هنا يبرز بشكل جلي، خصوصاً أن المسؤولين المحليين يتعاملون مع الكرة النسوية وكأنها “عالة على الرياضة” وليست فاعلاً أساسياً ومُنتجاً.

الإعلام المحلي، مثل الزميل محمد بنعمرو، وصف المشهد الكروي بالناظور بأنه “عالم يبتسم للرجال فقط”، مؤكداً أن كرة القدم النسوية تعاني في صمت من تهميش واضح من قبل المسؤولين السياسيين والرياضيين، الذين يركزون على إرضاء اللاعبين الذكور ويتجاهلون اللاعبات اللواتي يمتلكن الرغبة والقدرة على تقديم الإضافة.

ويضيف الواقع أن هذه الرياضة تفتقر إلى أبسط شروط الدعم، مثل مراكز التكوين المناسبة، التأطير الكافي، برامج الدعم المالي والمعنوي، واستراتيجية واضحة للنهوض بهذه الفئة العمرية. كما تعاني من غياب الإيمان بقدرة الفتاة على النجاح في عالم يظل حكراً على الذكور، رغم ظهور العديد من المواهب الواعدة التي يمكنها رفع اسم المدينة عالياً لو توفرت لها الشروط اللازمة.

ومع ذلك، يواصل فريق الهلال النسوي العمل رغم كل هذه العراقيل. رئيس الفريق طارق هرواش أكد أن النادي يتحمل مسؤولية إخراج الكرة النسوية من الظل، وأن الفريق مستمر في العمل وفق الإمكانيات المتاحة، مع الأمل في أن يأتي الدعم والمساندة بما يكفل تحسين ظروف الممارسة وتحقيق النتائج المرجوة.

إن الوضعية الحالية لكرة القدم النسوية بالناظور تكشف بوضوح ازدواجية المعاملة بين الجنسين في المجال الرياضي، وتضع المسؤولين أمام اختبار حقيقي لمدى التزامهم بالمساواة ودعم الرياضة النسوية. فمنح الاهتمام والدعم المالي والمعنوي لهذه الرياضة ليس ترفاً، بل استثمار في جيل قادر على التميز والرفع من مستوى المدينة رياضياً.

في النهاية، لا يمكن الحديث عن إنجازات حقيقية في كرة القدم النسوية بالناظور ما لم تتغير سياسة التهميش وتُعاد النظر في توزيع الموارد، ولتُعطى هذه الرياضة الاهتمام الذي تستحقه، بحيث تتحول الطموحات الكبيرة إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع

الاخبار العاجلة