يتابع الشارع المغربي هاته الأيّام حلقات مضحكة من مسلسل غريب في الرياضة المغربية، لا نعرف من يقف وراء إخراجه. لكنّ أبطاله يصنعون الحدث بشكل يومي تقريباً منذ ما يزيد عن الشهر. وخلال الأسبوع الأخير، عشنا حلقات من الضحك المستفّز، الذي يجعلك تقول “وا باز”.
فبين السقطات الكلامية لرشيد الطوسي مدرب المنتخب المغربي، والحركات الغريبة من رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، إلى الضحكات المتعالية من وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، تجد ما يلهيك في كلّ يوم.
أحد أبطال هذا المسلسل البارزين، هو السيد الوزير محمد أوزين، الذي لا يتوانى عن توزيع الضحكات العريضة في كلّ مكان وزمان. والسؤال هو: “هل يضحك معنا السيد الوزير أم يضحك علينا؟”.
لقد تابعتم، ربّما، ثورة الوزير قبل أسبوع تحت قبّة البرلمان في وجه نائب برلماني، طالبه بتوضيح أسباب الفشل و بيع “الوهم” للمغاربة. كان السؤال قويّاً ومباشراً، وكثيرون من أبناء هذا الوطن ينتظرون أجوبة كافية عنه، لذلك فطرحه بدى عاديّاً. لكنّ الوزير “انفجر” في وجه النائب البرلماني بشكل غير منتظر. مستهلاًّ كلامه بقول رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، “ان لم تستحيي فاصنع ما شئت”. وهو جزء من حديث نبوي شريف، حوّره الوزير المسؤول ليردّ على تساؤل البرلماني بالقول: “إن لم تستحي فافعل ما شئت” على أساس أنّها قولة شهيرة و ليس حديثاً نبوياً. حينها ذكّرني برشيد الطوسي، الذي نسب كلام الله سبحانه و تعالى لملك البلاد، وهو في الأصل قرآن كريم.
انفجر وزير الشباب في وجه البرلماني، فتعالت الصيحات في القاعة مطالبة الوزير بسحب الكلام. فرفع الوزير صوته أكثر وردّد “نقولها.. نقولها”، مطالباً البرلماني بسحب “بيع الوهم” أوّلاً. الحاصل… تشبت الوزير بكلامه، ولم يتراجع البرلماني عن اتهامه. و صراخ من هنا و صراخ من هناك، فضجيج غير منظّم، حتّى يُخيّل لك أنّك في سوق شعبي و ليس جلسة برلمانية. حدث هذا يوم الإثنين.
في اليوم الموالي، كان ديوان الوزير يضع اللمسات الأخيرة على مخطّط الهجوم المضادّ عبر الصحافة و الإعلام. و الرّجل لم يهدأ له بال من ذاك اليوم حتى نهاية الأسبوع. فما فتحت إذاعة إلاّ وسمعته يتكلّم، وما اقنتيت جريدة أو مجلّة إلاّ وجدته حاضراً بقوة. بدأ كلامه بهجوم قويّ، قال فيه لجريدة “المساء الرياضي” في حوار مع زميلنا جمال السطيفي: “سأحلّ جامعة كرة القدم”. و مع توالي خرجاته الإعلامية تغيّر خطابه وتغيّرت كلماته. وما إن وصلت نهاية الأسبوع، حتى أصبح يتحدّث صديقنا عن إعادة الشرعية للأندية والعصب أوّلاً، قبل إعادة الشرعية للجامعة. بل إنّي سمعت الرجّل يعود مساء الجمعة ليقول للزميل يونس رفيق على إثر مشاركته في برنامج مباشر على شدى اف ام: “إنّ أبغض الحلال عند الله اللجنة المؤقتة”. أووووواه.. اللجنة المؤقتة هي أبغض الحلال عند الله!!بزاف على المجاز هادشي.
وأوزين كان قد قال في التصريحات التي سبقت يوم الجمعة إنّه سيحلّ الجامعة إن لم تطبّق القانون، و حينها يتمّ اللجوء إلى لجنة مؤقتة تسيّر شؤون كرة القدم.
في كلام أوزين خلط كبير و تضارب بين تصريحاته من منبر إلى آخر. ربّما بسبب “الضغط”، وربّما بسبب عدم التركيز أيضاً. فيوم الجمعة فقط، تجوّل أوزين بين 3 إذاعات، من “هيت راديو” صباحاً مع مومو، إلى “شدى اف ام” مساءً مع عماد النتيفي، وصولاً إلى استوديو “ميد راديو” مع رضوان الرمضاني. و قبلها بيومين كان ضيفاً على راديو “أصوات” مع عزالدين الصوالحة. و هذا فقط على حدّ علمي.. الله أعلم إن زار إذاعات أخرى.
بل و مع كلّ زلّات لسانه، ختمها وزيرنا الضاحك، بالقول للرمضاني إن “ميسي عندو الزهر تصوّر مع بنتي”. زعما كون ماكانتش بنت وزير، غاتدخل أصلاً لأرضية ملعب طنجة في مباراة الرجاء والبارصا!!
كلام أوزين كان كثيراً جدّاً، والمفيد منه قليل جدّاً، والرزين منه أكثر قلّة. و شطحاته الإعلامية طيلة الأسبوع المنصرم، تقول بأن الرجل باغي يقول.. ولكن ما عارفش شنو يقول.
سؤال واش فهمتوا شي حاجة و داكشي كلّو اللّي قال أوزين؟ واش أصلاً أوزين فاهم آش كيقول؟
كفانا ضحكاً.. نريد عملاً.