إن الحديث عن التفاوض من أجل انتداب لاعبين جدد للفريق الريفي، أمر جعل منه المكتب المسير أولوية من أجل تعزيز الفريق بلاعبين قادرين على إعطاء قيمة مضافة ترقى بمستوى اللعب وترقى بمستوى الاحتكاك بين اللاعبين الشباب لبناء فريق تكون فيه التجربة عاملا أساسيا في تحقيق تلاحم يمنح للنادي قوة وشحنة تضمن الترجمة السليمة والحقيقية للمشاريع التي يضعها المكتب المسير نصب عينيه. وكما دأب العديد من الصحفيين إلى رفع البطائق الحمراء في وجه المجهودات التي يقوم بها من أجل تطعيم الفريق بلاعبين في المستوى، فإن صفقة انتقال مجموعة من اللاعبين ومسار المفاوضات التي أجريت مع وكلاء أعمالهم، كشفت عن سيناريو مثير يضع مفهوم الاحتراف في سلة تعلق لتذروها رياح المواسم القادمة، إن لم تسارع الجامعة في العمل على القطع مع مثل هذه السلوكات، وقد أكد السيد عبد الصادق البوعزاوي رئيس الفريق، خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر النادي، عن رغبة المكتب في التعاقد مع لاعبين في المستوى وكشف أيضا مراحل المفاوضات مع لاعبين ووكلاء أعمالهم، وعن كفاحه من أجل ضم أربعة لاعبين، هم تيبركانين، نبيل باها، عماد أومغار، وأسامة الحلفي.
تقدم المكتب المسير بشكل كبير وحسم في إقناع هؤلاء اللاعبين في التوقيع بعد أن منح لهم المنح المالية التي كان الفريق قادرا عليها، وتم قبول العروض من طرفهم ومن طرف وكلاء أعمالهم، وحين تحين ساعة الحقيقة تغلق الهواتف وتصبح خارج التغطية ليتفاجأ المكتب المسير عبر وسائل الإعلام بأنهم وقعوا لفرق أخرى. سلوك هاو تنم عن استخفاف بروح الأخلاق الرياضية وثقافة السمسرة والتلاعب بمشاعر أعضاء المكتب وجماهير الفريق.
بعد أن أصبحت الهواتف ترن من جديد، اتصل المكتب المسير باللاعبين للاستفسار عن هذا السلوك اللاأخلاقي في التعامل، والذي لا يجسد بالمطلق الاحتراف في العمل، كانت الأجوبة والأعذار تؤكد حقيقة واحدة، بأن فريق شباب الريف والقائمين عليه قد جسدوا بالفعل عن مواقف رجولية في الإيفاء بالوعد والعمل على إرضاء كل الأطراف من أجل ضمهم للفريق، وأن السمسرة بمفهومها السلبي تطغى على التعامل في هذا الميدان.
فكان رد تيبركانين يخرج مدينة الحسيمة عن نطاق جغرافيا الوطن، وقال بأنه يعاني من مشاكل صحية، وأن المسافة إلى الحسيمة بعيدة، وكانت تتعبه كثيرا خلال المرات النادرة التي سافر إليها للعب مع فريق بالحسيمة. مبرر غير مقنع و واه ويحتاج إلى إعادة النظر فيه. فاعتذر بشكل رسمي ضاربا عرض الحائط ما تم الاتفاق عليه.
أما نبيل باها، فالمكتب المسير قطع معه كل الأشواط في التفاوض وقبل بالعرض الذي قدمه الفريق، وهو من مفهوم الاحتراف، قد يكون أرقى في التعامل بحكم أنه جاور العديد من الفرق الأوروبية، وأقنعنا بشكل كبير، بعد الاتفاق على منحة التوقيع والأجرة الشهرية، فحسم الأمر، إلا أن الهاتف الذي لايرن بعد كل صفقة عادت من جديد، وأصبحت التغطية غير متوفرة، إلى أن تفاجأ المكتب عن توقيعه للفتح الرباطي، فكان الرد بعد أن عادت التغطية التي فقدت، شخصيا جدا وغير منطقي، بأن زوجته ابنة الحسيمة لا ترغب في العودة للسكن في المدينة التي تربت فيها، ويتواجد فيها كل أفراد عائلتها. مبرر غير مقبول من الناحية الاجتماعية والعملية، ليطغى منطق الهواية وعدم الاحتراف في التعامل.
أما قصة عماد أومغار أسامة الحلفي، فإن رئيس الفريق قد فاوض شخصيا ابن الحسيمة وحاول إقناعه لتجديد العقد وكان رده، أن وكيل أعماله يتواجد بالخليج وأنه لا يستطيع الحسم في الأمر في غيابه، وبما اللاعبين معا يتوفران على وكيل أعمال واحد، فإن الأمر أجل إلى حين عودته. عاد الوكيل، وانطلقت المفاوضات، رفض عماد أومغار الصفقة التي عرضها وكيل أعماله، في حين قبل أسامة الحلفي، وحسمت الأمور، إلا أنه لما حانت ساعة الحقيقة عادت قصة الهاتف الذي لا يرن، فانقطع الاتصال، لتعود التغطية بعد توقيع اللاعبين معا لفريق الجيش الملكي. فإذا كان عماد قد رفض منذ البداية، وأبان عن موقف واضح يحترم، إلا أن أسامة الحلفي، تذرع بأن والده قد خضع لعملية جراحية، وأنه في حالة صحية اضطرته إلى إغلاق الهاتف في وقت تفتح فيه كل قنوات التواصل من أجل استقبال من يرغب في الاطمئنان على صحة الوالد الذي نتمنى له الشفاء العاجل من أعماق قلوبنا.
كما نتمنى الشفاء العاجل للبطولة الوطنية من مرض السمسرة والتلاعب بمشاعر المفاوضين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل كسب صفقة بالاحتراف والعزيمة، وإذا كان المال قادر على أن يغير وجهة لاعب رغم اتفاقه، وحاول البحث عن أعذار تتناقض والقصص التي خلقت من أجل التنصل من المسؤولية، فإننا نؤكد لجماهير الفريق بأن المكتب المسير للفريق قد بذل كل ما في وسعه واتفق واقترح، وقبل عروضا وفق إمكاناته المادية المتاحة من أجل بناء فريق في مستوى تطلعات جماهيره، أمام هذا الوضع أصدرت الجامعة مذكرة تعتبر فيها كل اللاعبين الذين يتعاملون مع وكلاء أعمال غير مرخصين وغير معتمدين تعتبر عقودهم لاغية وغير قانوينة.
فريد الحمدوي/ لجنة الإعلام والتواصل footcra
[xyz-ihs snippet=”Adsensecarre”]