محاربي أوروبا يستأنفون النزال

26 يونيو 2012
محاربي أوروبا يستأنفون النزال

 كما هو مسطر في  بيان البرمجة ليورو 2012  يكون اليوم الثلاثاء  بمثابة آخر فاصل زماني لاستراحة محاربي   أوروبا الكبار، النخبة  الإسبانية وجارتها البرتغال ، مقابلة ستأخذ طابعا كبيرا من الندية استحضارا لبسالة    أبطال شبه الجزيرة الإيبيرية، على  غرار  تنافسية قراصنة الماضي القريب ، ماجيلان ونظرائه من الإسبان وهم  يستغورون العالم الجديد…وهذا ليس بمبالغة باعتبار  أن كرة القدم أصبحت مقياسا لنهضة الامم وتطورها فالحكومات تضخ الملايير شهريا  في هذه اللعبة كي تضع موطئ قدم تغزو به كل ببيوت العالم .

 أما استراحة الألمان والإيطاليين فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة  بين أصدقاء جمعهم   تحالف المحور السياسي  وفرقهم جنون  محاور الساحرة المستديرة..  الكرينطا الإيطالية ، تبدو عازمة على رد  بعث حضارة روما القديمة من أنقاضها   متسلحة بتاريخ لا يرحم المانشافت، حيث التقيا 7 مرات في المقابلات الرسمية  انتهت ثلاثة منها بفوز إيطاليا و4 بالتعادل  ومن عجيب الصدف تسجل هبة سبور  أن القاسم المشترك بين هذا اللقاء واللقاءات السابقة لا يتسم فقط في التنافسية والأجواء المشحونة بل هناك قواسم مشتركة في الأسماء الحاضرة وهي بمثابة نسخ كربونية عن الاسماء السابقة  ، فإن رحل الهداف التاريخي غيرد مولير  فألمانيا وفرت  إسما آخر استحضارا للماضي المجيد وهو لاعب البايرن الحالي توماس مولير ، أما إيطاليا   يبدو أن حنينها لماضي باولو روسي الرائع  أصبح أكثر حضورا في الملاعب البولندية والأوكرانية بوجود دي روسي صانع أفراح الآزوري في هذا المحفل العالمي الكبير الذي يعتبر ثاني تظاهرة كروية بعد كأس العالم.

وفي انتظار أن تبوح مباريات النصف النهائي بكامل أسرارها  تبقى الفرجة مضمونة بالنظر للثورة الكروية  الهائلة التي تميز أضلاع المربع الذهبي ..فإسبانيا هي المرشح فوق العادة للتربع على المجد الأوروبي  بسبب فلسفتها الكروية الجديدة التي تعتمد على احتكار الكرة  وهي عازمة على المحافظة على لقبها الأوروبي كي تصبح أول فريق على مر التاريخ يفوز بلقبين أوربيين متتاليين  بالإضافة إلى كأس العالم  ، أما البرتغال فهي عازمة على التحدي والمراهنة على سطوع نجم رونالدو و تعيد الإعتبار لنفسها بعد ضياعها أول لقب أوروبي على  أرضها أمام اليونان سنة2004 وبالتالي تضيف إسما جديدا إلى لائحة المتوجين بالذهب الأوروبي

أما إيطاليا فكما قال أريغو ساكي في تحليله للشوط الأول للقاء كرواتيا وإيطاليا  أنها لعبت أروع شوط في تاريخ اللآزوري على الإطلاق وهذا ينطبق على أدائها القوي بشكل عام ، في حين  ألمانيا/يواخيم لوف فباتت منذ 2006 من أجود الفرق العالمية إبداعا وأداءا …

هي إذن معطيات منطقية وتاريخية تسيق المباريات لكن الميدان يبقى هو الفيصل الحقيقي في هذين النزالين المرتقبين

محاربي أوروبا يستأنفون النزال

الاخبار العاجلة